همت مصطفى
الدفء الذى صنعته لى اغطيتى المحمل صوفها باحلامى، كان ملاصق لنبضى،اجتهد كى اخرج كفى من خلف حلمى الوثير، فالوقت قد ازف،افتح عين الواقع وانظر بجوارى، لتلك الوسادة الخالية الا من وجهه،المسافة بين الحلم وبينه كانت اعمق، وانا مازلت اجاهد نفسى كى اخرج من دثاره ؛لتقبل الواقع اركل ذاك الدفء المستعار، وانزل قدمايا لتلامس؛ ارض حجرتى المطل شرفاتها على حديقة صغيرة، جمعت من الوان الشجر، والازهار الكثير.اليوم كان اجمل من الايام السابقة، الشمس قد قشرت برتقالها الوهج على زجاج نافذتى؛ فعكست الوان الروعة فى مرآتى،وانا احاول ان انظر الى وجهى فيها؛ كى اعيد تصفيف خصلات من شعرى أبينّ الا ان تجمعها يدى بشريط احمر، الوهج يغازل عينى، فلا ارى صورتى جيدا اجهز سريعا ؛ كى الحق بمعادى الاصدقاء فى انتظارى، صوت من خارج غرفتى يستعجلنى، تكرر النداء بصوت اكثر حدة مغموس بحنو القلق، ارد عليها حالا حالا حبيبتى،الوقت قد حان، وعندك معاد هام، انسيت ميعاد رئيسك الجديد فى العمل، يجب ان تذهبى اليه فى معادك،ان من اساسيات الحياة، احترام المواعيد انظر اليها، وهى تستمر فى حديثها، الذى لا امله واعرفه جيدا ولكنه حبها وقلقها الذين لا تفارقهما، اطمئنها وانا فى عجلة من امرى، وبيدى فنجان الشاى الذى برد سريعا،اتركه على المائدة واجمع بعض اوراقى فى حقيقبتى واخرج.اغلقت الباب، فى صمت تملكنى لبرهة؛اعلم انى اكذب عليها لاول مرة فى حياتى ،انفض عن ذهنى ذنب الكذبة الاولى؛ وانزل فى الشارع انظر لكل تفاصيله،الوجوه العابسة الواجمة، وملامح اليأس التى تحيط بالجميع، اكرر على نفسى انت على صواب، انت على صواب.يعترينىالخوف للحظات مما اقدم علية ،ولكن اعود لاصمم على ما انتوية، وفجأة اشعر بيد من خلفى تهزنى، انتبه اليها فاذا هو صديقى ومعه مجموعة من الرفقاء، يغمر ملامحهم البراءة والنقاء،الافكار تكاد تكون واحدة ،والعيون مشربة بحماس دونه الموت.ها هل قلتى لماما اى شىء ؟ لالا ابدا اعتقد هذا افضل ؛لانها كانت حتما سترفض، نحن لا يجب ان يمنعنا خوف.اصوات بدا صداها يرن فى اذنى قادمة من اول الشارع، الاصوات تزداد، هتافات تعلو وتعلو، يقتربون منا اكثر، نكمل دائرتهم فى توحد غريب،الاصوات المتجمعة صارت صوت واحد قوى،الهتاف اصبح واحد .ونحن نهتف بحريتنا وسقوط الظلم، الوجوه تشرق، والاصوات تصدح وكانهم طيور، يجمعهم فصيل واحد.الجموع تتزاحم علىذاك الكوبرى ، الذى شاهد الموكب الملكى للمللك فؤاد والذى كان يجمع المتنزهين من كل شكل،و نوع. اليوم اصبح يجمع سرب قلوب مؤمنة بقضيتها، وبحقها فى حياة كريمة تسير على خطى الامل، فى اتجاهها للميدان، الصياحات يهتزلها النيل وكانها بساط تحتهم، حتى اشرعة المراكب تميل مع هتافهم، كل الوجوه عنوان للحرية.وفجاة يسقط صديق بالجوار، تقبض يدية على يدى، اصرخ اصرخ،الصوت يعلوه اصوات الرصاص،التشتت فى سربنا بدى كطيور قد صادها صياد بمهارة فائق، فاصابها فى مقتل ينطلقون تجاهنا، يفرقون احلامنا، الوجوه مزعورة، والدماء تغمر اجساد تهوى على اسفلت قسوته كانت احن من ايديهم القاتلة. الالوان ماتت، وساد اللون الاسود،البيوت علاه الحزن والافكار المربوطة بقيود الموت،باتت لا تهابه حتى امى التى كذبت عليها اول مرة، خرجت معى ،هتفت معى، الاسفلت عانق دماء الشهداء، واصوات الامهات تغنى، تزف ابنائهن فى مواكب النور،ومازال الميدان يحمل فى كنانتة ارواح الشهداء؛ سهاما فى وجه الظلم والفساد، ومازلنا نحن نعتمر اليه ،بقلوبنا وهتافاتنا واحلامنا بمصرالغد
0 تعليقات:
إرسال تعليق