Ads

الراسخون في التقبيل

عباس ثائر الحسناوي
البصرة 
وان كان جوها الحار يشعل برودتي

اعشقها

فمن المرأة الــ يمكث صيف البصرة بجِسمِها
عرفت ان للحر طعما
لا يتذوقه الا الراسخون في التقبيل
ايقنت هذا حين ذقته.

الخبز الذي
«يتمنطقق»  في صنعهِ تنورنا الطيني القديم
المثلوم من أعلاه
ذاك الذي أشبعت جدتي
بطنه بالسعف 
والاشجار
بعد ان استكبرت إشعاله بماكان يشعل الأسلاف به التنور
في القرية
النرجسيةُ،اصابت جدتي
 بعد ان أصبحت مدنية

لكن تنورها القديم لا زال
يُخرج الخبز حارا
رغم رحيلها
وإغلاق فمه باشياء لا حاجة لنا بها.

ياحبيبتي،
ما عنيتُ البصرةَ بِشَيْءٍ 
رغم هيامي باهلِها
ولا احببتُ ان إرثيَ تنورَ جدتي
والطفولة الحالمة التي رحلت معها الأحلام سدى 
ولا أردتُ استعراضَ رجولتي مع  النساء

ياصديقتي،
كل هذا كان مقدمة لاقول لك:
ان جسمَكِ الذي رافقني ليلة أمس في الحلم
كان أطيب من خبز جدتي 
التي اعشق ان اجلس بقربها
وهي توقدُ النار وتنعى بيتا من الابوذيةِ
كله شجن.