Ads

فقه الأولويات وتغيير العلم المصري

د.عبدالحليم منصور
أستاذ الفقه المقارن المشارك بكلية الشريعة والقانون - جامعة الأزهر


1 - طالب الشيخ أحمد عامر الداعية الإسلامي عبر برنامجه على قناة الناس الفضائية الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بنزع النسر من على العلم المصرى، ووضع كلمة التوحيد "لاإله إلا الله محمد رسول الله" بدلاً منه.
2 - هذه المطالبات مع احترامنا وتقديرنا لمن يطالب بها ، مع ما يمكن أن تحدثه هذه في الوقت الراهن من إثارة ومن بلبلة بين كافة القوى السياسية وغيرها في المجتمع المصري ، فإنها ليست مقصدا من مقاصد الشريعة الإسلامية ، فمن المعلوم أن مقاصد الشريعة هي حفظ الدين ، والنفس ، والمال ، والنسب أو العرض ، والعقل ، هذه هي الأمور الأساسية التي جاءت الشريعة الإسلامية لحفظها ، ونحن في الوقت الراهن نريد أن نؤمن الناس على دينهم بحيث يمارس الجميع عبادته بكل حرية دون خوف أو إرهاب مسلما كان أو غير مسلم ، ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغير )
3 - نريد في الوقت الراهن حل مشكلة الأمن بحيث يأمن الأفراد على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ، نريد في هذه المرحلة تأمين لقمة الخبز والعيش الآدمي لكافة المصريين ، نريد حلا لمشكلة البطالة ، ومشاكل الشباب ، نريد حلولا لمشاكل المرور ، والطرق ، وغيرها نريد حلا للمشاكل المتراكمة للتعليم ومناهجه ، نريد حلولا جذرية لمشاكلنا الاقتصادية ، بدلا من الاقتراض من هنا ومن هناك ، نريد عمل مصالحة مجتمعية بين كافة القوى والأطياف المصرية بدلا من التناحر والتنابذ القائم بين المصريين .
4 - لذا أرى أن الأولى هو عدم إثارة من هذه الفرعيات الآن التي لا تدل – إن وجدت - على إثبات هوية التدين للأمة ، ولا يدل عدم وجودها على نفي هذه الهوية ، ومن ثم فأرى ترك هذه الفرعيات في المرحلة الراهنة ، التي تفرق أكثر مما تجمع ، وتشتت الجهد والوقت دون فائدة ، والتركيز على تقديم حلول عملية وجذرية للمشاكل الموروثة منذ عقود مضت ، حتى نستطيع أن ننهض بهذا الوطن الذي تألم كثير من أبنائه ، الذين يغطون في سبات عميق ، والعالم يسرع الخطى من حولنا في شتى مجالات التقدم .

5- لكل ما تقدم : أدعو كافة القوى والأطياف ترك الأمور التي يمكن أن نفرق جموع الأمة ، وتذهب قوتها سدى فيما لا يفيد الآن ، فلكل مقام مقال ، والبلاغة مراعاة مقتضى الحال ، وحال البلاد الآن تحتاج إلى الوحدة وعدم التفرق ، حول أمولا جزئية ، ليست من مقاصد الشريعة في الشيء ، وفي المقابل نحترم هذا الرأي ونقدره ، وإن اختلفنا معه بعض الشيء .
-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق