Ads

مغزى فوز مصر بعضوية مجلس الأمن

الدكتور عادل عامر
إن فوز مصر بمقعد مجلس الأمن غير الدائم باللحظة التاريخية بكل ما تحمل الكلمة من معنى لان مصر كعضو في مجلس الأمن ستسعى جاهدة لدعم السلم والأمن على مستوى العالم وإعلاء مبادئ الأمم المتحدة. وشدد المتحدث على أن مصر ستعمل بكل جهد للدفاع عن القضايا الإفريقية والعربية في مجلس الأمن الدولي.
أن هذا تكليف تستحقه مصر للمساهمة في حفظ السلم والأمن العالميين خصوصاً في الشرق الأوسط وإفريقيا، أن مصر عادت مرة أخرى بعد أن كادت أن تضيع على يد جماعة الإخوان الإرهابية. إن اختيار الدول الأعضاء للمقاعد الغير دائمة داخل مجلس الأمن لا يتعلق بقدرة الدولة على حفظ السلم والأمن الدوليين فقط، أنه من الضروري مساهمة هذه الدولة في أهداف منظمة "الأمم المتحدة" الاخري وفقا لميثاق المنظمة.
دعمت مصر بنشاط الأمم المتحدة في عمليات حفظ السلام وذلك منذ إنشاء أول بعثة مساهمة في عام 1948. وكانت المساهمة الأولى لمصر في بعثات حفظ السلام في عام 1960 في الكونغو ومنذ ذلك الحين، ساهمت مصر في 37 بعثة من بعثات الأمم المتحدة تضم أكثر من 30،000 من قوات حفظ السلام المصرية، وتتواجد في 24 بلدا في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وجه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، الشكر لكل من دعم الترشح المصري للمقعد غير الدائم بمجلس الأمن (٢٠١٦- ٢٠١٧)، والذي فازت به مصر رسميًا في الانتخابات التي جرت اليوم الخميس بالجمعية العامة للأمم المتحدة بعد حصولها بأغلبية كاسحة على 179 صوتًا. أن حصول مصر على مقعد غير دائم بمجلس الأمن انتصار حقيقي للدبلوماسية المصرية، وأحد أهم مظاهر استعادة مصر لدورها الإقليمي. أن نص المادة الأولى لميثاق الأمم المتحدة يؤكد على أن يكون اختيار الأعضاء "الغير دائمين" داخل مجلس، وتنص المادة على "قدرة الدول المترشحة على إنماء العلاقات الودية بين الأمم وتحقيقي المساواة في الحقوق بين الشعوب، بالإضافة إلى تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الطابع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية".
تعد مصر مساهم رئيسي بالقوات في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث تساهم حالياً بـ 2569 من عناصر الشرطة والقوات المسلحة الذين يعملون تحت لواء الأمم المتحدة في تسع بعثات لحفظ السلام وهي بالإضافة إلى ما سبق، تدعم مصر بحماس أنشطة بناء السلام التي تضطلع بها الأمم المتحدة في حالات الصراع بعد من خلال بعثات حفظ السلام، والبعثات السياسية الخاصة البعثات وبعثات بناء السلام. كما دعمت مصر هيكل بناء السلام في الأمم المتحدة الأمم منذ اعتماد قرار الجمعية العامة 60/180 وإنشاء لجنة بناء السلام في عام 2005 . وانطلاقا من عضويتها للجنة بناء السلام لثلاث دورات من بينها عامي 2013-2014، فإن مصر لا تزال مقتنعة مصر أن السلام والأمن يرتبطان بشكل لا لبس فيه بالتنمية و إعادة بناء القدرات الوطنية في البلدان الخارجة من الصراع. وفي هذا الصدد، فقد حرصت مصر دوماً على دعم شراكات التنمية في أفريقيا.
 وأعلن رئيس الجمعية العام بالأمم المتحدة أن نتيجة التصويت الذي جرى اليوم جاءت كما يلي: مجموعة دول أفريقيا ومحيط آسيا والمحيط الهادي 192 صوتًا، منها 191 صوتًا صحيحاً، وكان عدد الأصوات التي حصل عليها كل دولة هي السنغال 187 واليابان 184 ومصر 179 صوتًا. وأضاف رئيس الجمعية أن تصويت مجموعة أعضاء دول أوروبا الشرقية بلغ 192 منها صوت باطل إضافة إلى امتناع 14 دولة عن التصويت، وحصلت أوكرانيا على 177 صوتًا.
وأشار إلى أن تصويت مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي بلغ 192، منها صوب باطل، وامتناع 6 دول عن التصويت حيث حصلت أوروجواي على 185 صوتًا. وأعلن رئيس المجلس أن مصر والسنغال واليابان وأوكرانيا وأوروجواي أعضاء في مجلس الأمن لمدة سنتين تبدأ في الأول من يناير 2016.
وتحل الدول الخمس الفائزة بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن (المكون من 15 مقعدًا) مكان كل من تشاد وتشيلي والأردن وليتوانيا ونيجيريا. انطلاقا من التزامها بالركائز الأساسية للأمم المتحدة: السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فإن مصر لا تزال تكرس جهودها لتأسيس نظام متعدد الأطراف من الحكم العالمي القائم على أمم متحدة قوية، كما ساهمت بجهد كبير في أعمال المنظمة منذ عام 1945.
واعترافاً بدورها المؤثر والبناء في تعزيز السلام والاستقرار الدوليين على الصعيدين الإقليمي والدولي فقد تم انتخاب مصر كعضو غير دائم في مجلس الأمن أربع مرات: 1949-1950، 1961-1962، 1984-1985 و 1996-1997.
ساهمت مصر بشكل فعال في تدريب الخبراء الأفارقة المنخرطين في عمليات حفظ السلام من خلال مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على حفظ السلام وتسوية النزاعات الذي أسسته وزارة الخارجية عام 1994، وهذا المركز هو مركز تدريب تابع للاتحاد الأفريقي تم تكليف منذ عام 2010 بتدريب لواء شمال أفريقيا التابع القوة الأفريقية الجاهزة (ASF)، بالإضافة إلى الدورات التدريبية المقدمة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال.
وبناء على التزامها على المدى الطويل بتحقيق السلام و الأمن العالمي ، وبالنظر إلى إسهاماتها الهامة في قضية الاستقرار الإقليمي و الازدهار في أفريقيا و الشرق الأوسط، تسعى مصر إلى الاضطلاع بتحقيق هذه الأهداف من خلال العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن للفترة 2016-2017 للفترة 2016- 2017. بالتعاون مع الدول الأعضاء ، تلتزم مصر بتحقيق المبادئ المنصوص عليها في الميثاق نحو مستقبل أفضل بناءً على المثل العليا للسلام، العدالة والأمن. أن مصر لن تمثل الأمة العربية أو الإسلامية أو الإفريقية فقط داخل "الأمم المتحدة"، بل أنها ستنوب عن إرادة كافة الدول الأعضاء الأمم المتحدة، استنادًا إلى المادة رقم "24" من ميثاق الأمم المتحدة والتي تنص على : "يعهد أعضاء تلك الهيئة إلى مجلس الأمن بالتبعات الرئيسية في أمر حفظ السلم والأمن الدولي ويوافقون على أن هذا المجلس يعمل نائباً عنهم في قيامه بواجباته التي تفرضها عليه هذه التبعات".
الدكتور عادل عامر
دكتواره في القانون العام ومدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية وعضو المجلس الرئاسي للشئون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الازهر والصوفية