Ads

الازمات التي اصابت مصر من جراء الطائرة الروسية المنكوبة

الدكتور عادل عامر
أن السياحة الروسية هي الامل الاخير في السياحة المصرية وستتأثر بشكل كبير بحادث الطائرة الروسية لانه وقع بداخل الحدود المصرية ومن الممكن ان تثار الأقاويل والشكوك حول حوادث الارهاب في منطقة سيناء وان الجماعات الاسلامية المتطرفة هي من وراء الحادث، وقد بدء بالفعل اعلان جماعات متطرفة مسئوليتها عن الحادث
إن جهاز المخابرات التركية متورط في حادث الطائرة، مشيرًا في حديثه مع قناة العام إلى أن الغرب حاول استغلال الحادث للتأثير على الرأي العام الروسي حول قرار موسكو بشأن محاربة الإرهاب. ولم يخف “بوتين” يقينه من تورط تركيا ودول أخرى في الحادث، ليقول في عقر دارها خلال قمة العشرين التي عقدت قبل أيام في الأراضى التركية، إن هناك دولا تحضر القمة متورطة في الحادث.
في الـ31 من أكتوبر الماضي تحطمت طائرة روسية على متنها أكثر من 200 روسي بالإضافة إلى طاقم الطائرة، مما أدى إلى كارثة حلت بالسياحة المصرية بعد أن قرر الرئيس الروسي حظر السفر إلى شرم الشيخ، بالتزامن مع تصريحات خرجت من الحكومة البريطانية، تشير إلى أن تحطم الطائرة كان بفعل عمل إرهابي.
 تلك التصريحات نفتها الحكومة المصرية في أول وهلة مشددة على احترامها للجنة التحقيقات بين مصر وروسيا، وهو الأمر الذي انتهى اليوم بعد أن أعلن “بوتين” أن سبب التحطم قنبلة تزن كيلوجراما من الـ”تي إن تى”، وهو التصريح الذي عده الكثيرون شرارة لأزمة تلوح في الأفق بين مصر وروسيا، بالإضافة إلى أزمات أخرى ستعانيها مصر.
أولى الأزمات التي ستعانيها مصر هي أزمة اقتصادية بعد أن أعلنت روسيا حظر السفر إلى شرم الشيخ، مما هدد الكثير من شركات السياحة خاصة أن السياحة الروسية تمثل أكثر من 40 من السياحة في مصر، وهو ما ظهر بعد قيام أصحاب الشركات بإعطاء إجازات لبعض العمال وإغلاق بعض البازارات، مما دفع وزارة السياحة إلى إعلان حملات للتنشيط. كما أن هناك أزمة دبلوماسية أيضًا تلوح في الأفق بين مصر وروسيا بعد تقارب قوي منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، ووفقًا لتصريحات السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، فيرى أن روسيا لن تأخذ موقفا معاديا ضد مصر، ولا توجد سهام سلبية من روسيا تجاه مصر، لكن لا بد أن تستوعب مصر غضبها، وأن نأخذ في اعتبارنا الظروف الروسية القاسية، وأنها ضحية لحادث مؤلم قد يكون إرهابيا، وأن مصر هي موطن هذا الحادث.
تركيا لم تكن هي الوحيدة المتورطة في الحادث، بعد أن أشارت بعض التقارير عن دور الموساد الإسرائيلي الذي خرج ليؤكد أنه سلم بالفعل بريطانيا وأمريكا معلومات تمتلكها حول تحطم الطائرة الروسية في سيناء، أن التقديرات الإسرائيلية تدل على فرضية تفجير الطائرة عبر قنبلة زُرعت على متنها من قبل تنظيم “داعش”، معتبرة أن سيناء باتت منطقة خطيرة وأن التشدد الديني السني والشيعي على حد سواء بحاجة لهزيمته ميدانيا، هذا بجانب الدور البريطاني والأمريكي في الأزمة. النجاح لتلك الأجهزة وفقًا للواء نور الدين محمود يتطلب جهدًا غير عادي بين الأجهزة الأمنية التي تعاني أزمة في الوقت الحالي بسبب عدم مواكبتها للحدث أو تطور الدول الأخرى. أن هذه "العملية تأتي ردا على غارات الطائرات الروسية التي تسببت بمقتل مئات المسلمين على الأراضي السورية أغلبيتهم من النساء والأطفال أن المرحلة الحالية تفرض أكثر من أي وقت مضى أهمية تضافر جهود البلدين معاً من خلال مقاربة دولية شاملة تضمن اتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة ضد قوى التطرف والإرهاب التي باتت تستهدف كافة دول العالم دون تفريق. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال إن موسكو ستتصرف وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على حق الدول في الدفاع عن نفسها.
 وتوعد مدبري تفجير طائرة الركاب الروسية فوق سيناء المصرية بانتقام لا مفر منه، بعد ابلاغ الاستخبارات الروسية للرئيس الروسي أن قنبلة يدوية الصنع كانت وراء تفجير الطائرة المنكوبة. وقد أنهى خبراء الأجهزة الخاصة الفحص الكيميائي لجثامين الركاب. وقد تبين نتيجة الفحص الكيميائي أن الركاب الذين أصيبوا بأخطر الإصابات كانوا في الجزء الخلفي من الطائرة، وبالفحص الأولي عثر لديهم على آثار إصابات تفجيرية مثل احتراق وتفحم حواف الجروح، إضافة إلى آثار موجة بعد الانفجار، حسبما ذكرت صحف روسية.
من جانبها نقلت صحيفة "كومرسانت" عن مصادر قريبة من التحقيق أن الخبراء يرون أن الانفجار ربما حصل في صالون الطائرة وليس في صندوق الأمتعة، ومركزه كان في الجزء الخلفي. ويفترض الخبراء أن القنبلة كانت موضوعة تحت كرسي أحد الركاب وعلى الأغلب قرب الكوة، الأمر الذي يشير إليه طابع تضرر جسم الطائرة. وتقول الصحيفة إن الانفجار أدى إلى تدمير الإطار الداعم لجسم الطائرة واختلال الضغط في الطائرة بشكل انفجاري. واستطاع التحقيق وصف المادة التي كانت في القنبلة بأنها شديدة الانفجار ومسبقة الصنع، لكن مصدر الصحيفة لم يذكر اسم المادة، والتحقيق لم يحدد تركيب القنبلة بعد.
واستنتج خبراء الأمن الروسي أن الطائرة تفتتت في الجو وقتل ركابها على الفور بسبب التغير الحاد في الضغط. ويفترض التحقيق أن أحد العاملين في مطار شرم الشيخ وضع القنبلة في الطائرة، حيث أمكن إيصالها مع الطعام أو الأمتعة، وكانت القنبلة مجهزة بألية توقيت. وكانت واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ الطيران الروسي وقعت في 31 أكتوبر الأول، حيث انفجرت طائرة A321 فوق سيناء وعلى متنها 217 راكبا قتلوا جميعا مع أعضاء الطاقم الـ7، وأعلنت روسيا في 17 نوفمبر
 أن سبب الكارثة هو عمل إرهابي. وتصل ديون مصر الخارجية، إلى 48.1 مليار دولار بنهاية السنة المالية 2014-2015 على خلفية المنح والودائع النقدية التي حصل عليها التحالف الحاكم من دول الخليج والمؤسسات الاقتصادية الدولية. يصل حجم مساهمة القطاع السياحي إلى نحو 11.3% في الناتج القومي الإجمالي، كما يساهم بنسبة 7% كمصدر للعملة الأجنبية، وتبلغ نسبة العاملين في قطاع السياحة 12.6% من حجم العمالة المصرية، ويبلغ حجم استثمار السياحة في قطاع الخدمات نحو 5.5%.نسبة العاملين بقطاع السياحة، والمذكورة سلفًا تُقدر بنحو 3 مليون عامل في حال كان النشاط مستقرًا، مُعرضة للتسريح كرد فعل طبيعي مع الأزمة السياحية الأخيرة في مصر، خصوصًا أن القطاع السياحي “رأسمالي”، يتحكم فيه رجال الأعمال بعيدًا عن القطاع الحكومي، ويُقدر حجم الضرر الذي سيقع على قطاع السياحة، والعاملين به أنه سيمتد لمدة عام كامل جراء الحادثة. يظهر ذلك في عملية التسريح للموظفين داخل الفنادق بشرم الشيخ مؤخرًا، وخصوصًا أن غالبية العاملين في هذا القطاع لا يوجد تأمين على أغلبهم، ويعملون وفقًا لأجور شهرية دون عقد، خصوصًا بعد وصول العجز في إشغالات الفنادق إلى ٤٥%، بعد قرارات بعض الدول بوقف رحلات الطيران الخاصة بها إلى مصر، وتراجع إجمالي الحجوزات والإشغالات من ٧٥% إلى ٣٠%.يُضاعف من أزمة العاملين في السياحة عدم وجود صندوق لرعاية المتضررين في القطاع، والاقتصار على صندوق واحد فقط لإنقاذ بعض المشروعات السياحية، وهو صندوق استثماري بالدرجة الأولى، لحماية وتأمين مصالح رجال الأعمال”.

الدكتور عادل عامر
دكتواره في القانون العام ومدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية وعضو المجلس الرئاسي للشئون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الازهر والصوفية و مستشار تحكيم دولي