Ads

الخطة الامريكية للربيع العربى فى مصر


دكتور عادل عامر

أمريكا كانت راغبة فى إشعال ثورات، فى مصر وتونس فجرت مشكلات عميقة فى مسألة الغذاء، هذه المشكلات الغذائية أدت إلى تصاعد احتجاجات شعبية عنيفة رأيناها جميعا. الشعب التونسى ظن أن بداية الاحتجاج الشعبى غير مرتب لها، وهذا ظن خاطئ، وكان يعتقد أن حادثة انتحار بوعزيزى فجرت الثورة، ولكن علينا أن نتذكر أن نفس المكان شهد ثورة كبرى أشعلتها القوى الاستعمارية منذ قرن ضد الإمبراطورية العثمانية. وهو نفس الأمر الذى جرى بتونس حين تم الالتفاف الأمريكى على الاحتجاج الشعبى مستفيدا من الثورات الملونة مثل ثورة الياسمين فى دول الاتحاد السوفيتى السابق.

أما فى مصر فلست متأكدا إذا كانت بداية الثورة عفوية أم لا، ولكن ما أعرفه أن أمريكا أرسلت جميع أجهزتها السرية إلى القاهرة لتساعد الثورة الملونة، ونحن نعرف أن كثيرا من المصريين تدربوا فى أمريكا على الثورات، ونفس الأمر بتونس كان هناك من تم تدريبهم بأمريكا قبل إشعال الثورة هناك. ولا تمثل أى خطر على إسرائيل. فأى حركة أو جماعة تصل إلى السلطة تعمل على التحالف مع أمريكا وإسرائيل، فهذه الحركة لكى تتمكن من تسلم السلطة عليها أن تقبل بالاقتصاد الليبرالى الأمريكى، وعليها أن توقع اتفاقيات مع إسرائيل، وفى المقابل يحصلون على دعم عسكرى من أمريكا وتقبل الأخيرة رؤيتهم الدينية لتطبيق الشريعة. على الإطلاق، فشرط وصول أى تيار أو حركة إلى السلطة هو حدوث تعاون مع أمريكا وإسرائيل، من خلال القبول بالاقتصاد الأمريكى الليبرالي، وعقد اتفاقيات سلام مع إسرائيل، بعد ذلك يحصلون على الدعم من أمريكا، ليتمكنوا من السيطرة على البلاد وتنفيذ الشريعة حسب وجهة نظرهم!أصبح لزاماً على واشنطن السيطرة على منابع الغاز ومعابرها لتضمن بيع الطاقة بالدولار وليس باليورو أو بأي عملة أخرى، وكان عليها تأمين غاز للسوق الأوروبي يسدّ تصاعد الطلب في أوروبا حتى نهاية العام 2000 ومن ثم تأمين السيطرة على باقي المنابع قبل العام 2014 وبدأ التخطيط لرسم خريطة جديدة للطاقة

. البداية من قطر

ج الغاز القطري، وعينها على غاز إفريقيا والشرق الأوسط ووسط آسيا، وتأمين طوق على الاتحاد الأوروبي الذي سيصبح أكبر مستهلكي الغاز في العالم، ولهذا في قطر لا يكفي إنتاج الغاز، بل يجب نقل مقر السيطرة الأمريكية إلى قطر وفق الصفقة الكبرى، ليس فقط لحماية الغاز بل لأن السعودية ستقسّم لاحقاً.

الصفقة بين قطر وواشنطن

عرض الأمريكي مشروعه على أمير قطر وقبل به، ولكن ما رفضه هو العلاقة مع إسرائيل، وأمريكا تريد إسرائيل في مشروع الغاز، كون الغاز الذي ينقذ واشنطن موجود شرق المتوسط على سواحل فلسطين المحتلة ولبنان وقبرص، فما هي تفاصيل الصفقة؟.بدأت المفاوضات بإشعال خلاف بين قطر والسعودية، وحملت واشنطن عصا التهديد؛ إما الاحتلال السعودي لقطر أو القبول بالشروط الأمريكية، ورفض الأمير ذلك، ولكن ولي العهد شعر بالخطر، وحدث انقلاب الابن على أبيه وقبل الابن الصفقة التي تنصّ على:

1- يتمّ إنشاء شركة للإضافات البترولية المحدودة للدخول في عالم الوقود الحيوي (كافاك).

2- يستثمر لصالح الأمريكي في السودان لأجل الوقود الحيوي.

ج الغاز وبيعه فقط بالدولار.

4- يباع الغاز حصراً لأوروبا بعد تسييله، ولا يباع ضمن أنابيب بشكله الطبيعي لدول الجوار.

5- تلتزم قطر بإقامة علاقات مع إسرائيل.

6- تسمح قطر باستعمال أرضها في عمليات واشنطن العسكرية، ولهذا نُقلت القواعد من الدمام والقطيف إلى قطر وتم زيادة عدد القوات.

7- تلتزم واشنطن بمنح قطر دوراً إقليمياً مكان السعودية في الخليج.

8- تلتزم الولايات المتحدة بمنح قطر دور السعودية في لبنان، ودوراً على دول مجلس التعاون الخليجي.

9- توافق قطر على تقسيم المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية.

10- تدير الاستخبارات الأمريكية والصهيونية عملها من قطر.

وفعلاً قامت قطر بإنشاء شركة (كافاك) للإضافات البترولية المحدودة، وبدأ استثمار الغاز وبيعه فقط بالشكل المسال، في حين جيرانها البحرين وسلطنة عمان يشترون غازاً إيرانياً، بل البحرين فكّرت بشراء الغاز الروسي، وذهبت قطر تستثمر في السودان، وأصبح في قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية، وأصبحت الدوحة وكراً للجواسيس، وما استدراج بعض السياسيين إلى الدوحة إلا ضمن طلبات الاستخبارات الأمريكية، ولم يكن شيخ شريف إلا أحد دلائل انقلاب المواقف في قطر. ان التمرد هو حركة تجديد اسلامية حقيقية وهي اساسية للتغييرومن ثم فثورة اسلامية ناجحة اليوم قد تكون افضل طريق للقضاء على الاسلام المتطرف بسبب ضرورة القضاء عليه .." اذن : ماذا يعني " الربيع العربي "ولماذا الآن وهل فعلا تغيرت الانظمة التي حدثت فيها " ثورات "؟؟؟:الجواب قطعا : لا وانما فقط تغيير في الاشخاص مع بقاء الانظمة العلمانية الكافرة ..اشخاص عرفناهم بالصوم والصلاة ولكنهم يحرصون على استمرار الحكم بغير ما انزل الله تعالى فكانوا علمانيين فاسدين فكرا وحكما ورعاية ..فيكون " الربيع العربي " حقق الخطوة الاولى من المشروع الامريكي الهدام في اوجه عديدة منها :

اولا : قيام امريكا بضربة استباقية لمنع ثورة مبدئية في المسلمين يقودها حزب مبدئي مخلص

ثانيا :تخدير المسلمين لعقود اخرى من الزمن بعيدا عن التطلع للرقي والتقدم

ثالثا : نشر حالة من الاحباط والياس لدى العامة من عدم جدوى التغيير

رابعا : كل هدم للبنى التحتية نتيجة الصراع مع الحكام انما هو مشاريع مستقبلية للشركات الامريكية لإعادة البناء والأعمار

خامسا : ضمان استمرار الهيمنة الامريكية على بلاد المسلمين لعقود اخرى

أن البيت الأبيض قد أجرى سلسلة من الاجتماعات السرية فى الشهور الأخيرة لدراسة التهديد الذى يمثله تنظيم القاعدة فى شمال إفريقيا والنظر لأول مرة فى احتمال الإعداد لهجمات من جانب واحد. إلى جانب ذلك، تتابع واشنطن بوست، أطلق الجيش الأمريكى سلسلة من البعثات الاستخباراتية السرية بما فى ذلك استخدام الطائرات المدنية لإجراء رحلات المراقبة ومراقبة الاتصالات عبر الصحراء الكبرى والمنطقة القاحلة إلى الجنوب والمعروفة باسم "الساحل".ان الثورة تكون لها أهداف وأردف أن الثورات التي لا ينتج عنها عدالة اجتماعية وحريات حقيقة تولد بالضرورة ثورات مضادة وهو ما يحصل اليوم في تونس ومصر.وبحسب المتحدث فإن أسباب الانتفاضة التونسية لم تكن أبدا حرق البوعزيزي لنفسه وانه لم يظلم ولم تقم تلك الشرطية بصفعه أصلا وان الجهات التي كانت تخطط لتلك الأحداث استعملت عنصر “الفزعة” والتهويل الإعلامي لمحاولة ركوب الموجة وتحقيق الأغراض  التي خطط لها مسبقا متهما مؤسسات بالوقوف وراء مشروع الربيع العربي على رأسها مؤسسة المستقبل التي يجهل مصدر تمويلها  ومشروع النهضة الذي يمول من البنوك الإسلامية .وفق الخطة الدولية في المنطقة والتي تريد تقسيم المشرق العربي على أساس طائفي مثل ما هو في سوريا وفي شمال إفريقيا على أساس اثني ثقافي واستدل على عدم نجاح الثورات العربية في تغيير ما قيل إنه تم تغييره باستحواذ قوى الاخوان على الاقتصاد المصري وتغيير رؤوس قليلة في تركيبة الجيش المصري مع ضمان المصالح الاقتصادية للنخبة العسكرية بالتوافق مع الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية.

كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
 عضو  والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية

0 تعليقات:

إرسال تعليق