Ads

علامات غضب الله على عبده ، وقبول توبة العاصي :


بقلم : دعبد الحليم منصور 

ورد إلى الصفحة السؤال الآتي :
السلام عليكم عندي سؤال ما هوه علامات غضب الله علي عبده ؟ وهل الله تعالي يغفر لهذا العبد العاصي بعد ان تجرأ علي حرمه الله ويرفع الله عنه سخطه وغضبه عن عبده ويرده الى صوابه؟ أرجوا الافاده...

الجواب :
بعد حمد لله وتوفيقه أقول :
علامة الغضب بغض الناس للعبد ، وكراهيتهم له ، روى مسلم في صحيحه عن أبيه عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ e إِنَّ اللَّهَ إذا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فقال إني أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ قال فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي في السَّمَاءِ فيقول إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ قال ثُمَّ يُوضَعُ له الْقَبُولُ في الأرض وإذا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فيقول إني أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ قال فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي في أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ قال فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ له الْبَغْضَاءُ في الأرض "
فهذا دليل كراهية له وايضا تماديه في طريق الغواية والمعصية وعدم استجابة قلبه لنور الحق دليل على غضب الله له - وعدم اداء الفرائض والالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه دليل غضب الله على عبده - نسأل الله لنا ولكم وكل المسلمين السلامة
اما عن قبول الله لتوبة العبد فإن الله يغفر له ذنوبه وإن كانت مثل زيد البحر مالم يشرك بالله تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به وبغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) وقال تعالى ( إن الله يغفر الذنوب جميعا ) وفي صحيح مسلم عن أبي مُوسَى عن النبي e قال إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ من مَغْرِبِهَا " 
وروى مسلم في صحيحه عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ e قال كان فِيمَنْ كان قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تسعه وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَسَأَلَ عن أَعْلَمِ أَهْلِ الأرض فَدُلَّ على رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فقال إنه قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ له من تَوْبَةٍ فقال لَا فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً ثُمَّ سَأَلَ عن أَعْلَمِ أَهْلِ الأرض فَدُلَّ على رَجُلٍ عَالِمٍ فقال إنه قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ له من تَوْبَةٍ فقال نعم وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ انْطَلِقْ إلى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فإن بها أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ ولا تَرْجِعْ إلى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ فأنطلق حتى إذا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فيه مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ فقالت مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ جاء تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إلى اللَّهِ وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ إنه لم يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ في صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فقال قِيسُوا ما بين الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كان أَدْنَى فَهُوَ له فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إلى الأرض التي أَرَادَ فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ قال قَتَادَةُ فقال الْحَسَنُ ذُكِرَ لنا أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ نَأَى بِصَدْرِهِ "
وبالله التوفيق .

0 تعليقات:

إرسال تعليق