Ads

ربما لسنا في حاجة إلى ربيع عربي


بقلم : حسن عزالدين 

حينما نستقرء الواقع يبدر للنفس سؤالا ساذجا في نظر البعض أو حائرا للبعض الآخر هل نحن الشعوب الواقعة مابين الخليج إلى المحيط الاطلسى غربا أمة واعية تمتلك البصيرة النافذة فتخرق كل حجب الظلام التي كفرت عنا شمس المستقبل لكي نعيش في رفاهية وسلام ووحدة ووئام؟ لا أحسب أن العلم الذي تُهنا عن مقاصده وعجزنا من أن نستثمره ليكون منهلنا الذي نبني عليه المجد والعز قد أفادنا كثيرا في حياتنا الواقعية. إن غاب فقه الضروريات الكلية التي تستوجب الشراكة في مفهومها الشرعي الأرض والماء والهواء والغذاء يكون ضمنا في الثلاث التي سبقتها إن أمعنا النظر لأنه ثمرة التفاعل والشراكة ما بينهما فالأرض تنبت بوجود الماء والهواء وهذا من ضمن فلك الأرض التي عليها البشر أما الشمس جبرا هي عامل مساعد وكوكب لا سبيل لنا من أن نتحكم فيه . فان كان الذين نالوا حظا من التعليم قد فشلوا في استصحاب المفهوم الفقهي لقيادة وإرشاد الفئات التي دونها أو اقل قسطا في التعليم فلا حاجة لغزو زيد وعمرو في اللحد. إذن التشخيص فيما نراه هو أنَّ الفلسفات النظرية التي كتبها أساطين العلوم السياسة لا تساوى الحبر الذي كتبت به خصوصا في عالمنا نحن ولا احسب حتى المجالس الفقهية ومجمعاتها قامت بما يجب في تعميق المفهوم وترسيخه في عقول الساسة حتى يغيروا من دستور الأنظمة شكلا ومضمونا . وبالنظر للواقع الاقتصادي الذي هو أس هذه الثورات وهذه الحالة غير المستقرةفى جميع الدول التي تقع داخل هذا النطاق من الكرة الأرضية ولا استثناء . أولا :-
إن حجم الثروات التي تمتلكها هذه الدول لا تعادلها بقية دول العالم لكون هذه الثروات موجودة في دول لا تفصل بينها المسافات والبحار 
ثانيا :-
شعوب هذه الدول 90% من المسلمين 
ثالثا :-
اللغة التي يتكلمون بها هي اللغة العربية رغم وجود الاثنيات ذات اللغات الاخري ولكن لا تشكل عقبة في التواصل لكونهم يتكلمون العربية كذلك .
بالمقارنة فان هذه العوامل الثلاث تعتبر من أهم العوامل التي تجعل الوحدة الاقتصادية ممكنة عبر إعادة توزيع الثروة بعد استغلالها استغلالا أمثل عبر الشراكة التكاملية بمعنى إعادة توجيه الاستثمار بالتمويل النقدي في كافة القطاعات وتوفير كل المستلزمات من معدات طالما القوى العاملة متوفرة والأرض متوفرة والمياه متوفرة والشمس متوفرة والثروات العينية متوفرة في أنماطها المختلفة والسوق الاستهلاكية موجودة وقريبة من الجميع في هذه المنطقة . وهذا الإجراء يتطلب 
إعادة توزيع القوى البشرية في كوادرها المدربة وغير المدربة بما يحقق الاكتفاء الذاتي في كل منطقة .
الجغرافية.سة الاقتصادية بتحرير التجارة ونقل البضائع وإلغاء النظم الجمركية فيما بينها 
العمل على ترسيخ مفهوم الوطن للجميع بمعنى حق المواطن وحق الوطن على أساس مفهوم الشرع وتعريفه لا على حساب مفهوم الدستور الغربي الاستعماري الذي قيد حق المواطنة بالحد الفرضي المُنشأ كفاصل جغرافي بين الدول وحيث أن عوامل الوحدة التي ذكرناها هي التي تلغي فكرة العمل بالحدود السياسية .الجغرافية. ولكن بالنظر لحجج القائلين لا يمكن لأننا شعب ذو خصوصية في مجتمعنا !!!!! الخصوصية إن كانت في الثقافة المجتمعية في إطارها الذي لا ينفك من العرف والتقاليد من حيث الكيفية في الفرح والحزن والغناء والطرب والزى والعلاقات البينية بين الأسر والقبيلة والمجتمع هذه ليست بذات معنى مؤثر لأن بؤرة الشعور في الإنسان فطرية والمظهر الخارجي بيئي أي إن العوامل البيئية والظروف المحيطة هي التي تحكمك في مظهرك . والتباين من ألوان الجمال والثقافة هي التهذيب العقلي وهو استثمار العلم في إطار العمل والتعامل مع الموجودات القدرة على التكيَّف مع كل بيئة بما تتطلبها. قال الله تعالى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا والتعارف هنا يشمل مفهوما عريضا يقبله المنطق وهو التبادل المعرفي في العرف والتقاليد لكي نتكامل بانتقاء الأحسن وترك المذموم في أعرافنا وتقاليدنا وحينها اتحد العرف والتقليد فصار أكثر خصوصية بالشمولية . 
الله سبحانه وتعالى فرض على المسلم حقوقا واجبة عليه لا تنفك عنه طالما تواجد في ديار الإسلام 
وهي تتلخص في الآتي :
عمارة هذه الديار وبناءها بالعمل الصالح في كل نواحيه من عبادة روحية و بناء مادي 
الدفاع عن هذه الديار وبذل الروح فيها طالما هي ديار إسلام 
السمع والطاعة لولى الأمر فيها طالما لا يخالف شرعا 
الحفاظ على كل مكتسبات هذه الديار ودرء الفتن عنها وجلب المصالح 
وجعل له حقوقا 
حق المواطنة والإقامة الدائمة 
حق العيش والحرية والعدالة والتمتع بكافة المزايا والثروات وإقامة الشعائر والعبادات .
أن كان دستور الجامعة العربية لا يتحدث في فقراته عن هذه الجزئية كيف تكون جامعة لمتناقضات ؟ وان كانت مضمنة في فقراتها فلنبحث عن معطلي العمل به 
إذن في غياب كل ما ذكرنا كان طبيعة الاستبداد من النظم هو سبب الثورات ولعل هذه النظم لم تجد من يرشدها للصواب أو أن حاجة في نفس يعقوب حالت دون موالاة الصواب وقد لا يعلمون إن الاستبداد هو السبب الذي يجعلهم في حالة خوف وقلق من ثورة الشعوب فيقابلون كل استطراء بالجبروت والقهر والظلم والقتل . فهل من واع ٍ يسمعُ حُسن المقال فيستبصر؟ ربما في رحم الغيب مُخلص الشعوب ولكن الله  لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ولو علم الله فيهم خيرا لما أذاق البعض بأس بعض وخاتمة الأمر حسن النوايا والإخلاص سر الخلاص لهذه الأمة العربية.

0 تعليقات:

إرسال تعليق