Ads

فجر الحرية بعد طول سنين


بقلم / حسن عزالدين 

حينما تحين لحظة المخاض وتكاد أن تزهق الروحُ من وجع الأيام التى حملت فى رحمها ذلك الأمل .أمل الحرية من قيود النفس التى غدت رقيق شهواتها لما باعت عزَّة الروح وحجرتها عن السياحة فى فضاءت السمو طالما جنح الغاصبون منابر البوح فلم يعد خطيب الفلاح يردد أهازيج النصر ويستنهض همم النبلاء للثورة فى وجه الظلام العبوس . حتى إذا ما هبت رياح الوعد من خلف أسوار الضياع لتهُزَّ جزوع النخل التى ابتلعتها الرمال الزاحفة من صحراء المنافي .تجاذبت أطراف الحديث أناسٌ خلف المتاريس يحملون أقلام الرصاص يقذفون البائسين بمجازف ٍ ويتشبثون على بساط أولئك السارقون حتى لا تترنح بهم الأرض التى ماجت حميما سينفجر كالبركان ليذيق بعض الذين نكال يديهم . لقد درج المنافقون على شد تلابيب الباشا لئلا يرحل ويتركهم فى العراء جُثثا نتنة تنفرُ منها الكلابُ الضالة التى كانت يوما فى حظائرها تنهش لحوم البراءة وتغتصب عذراء المعبد القدسي وهي تتعوذُ من شياطين الإنس بالأُنْس ِ مع سيدها على المحراب . عجبا للقاضى كيف يتبرأ من ذنب الجلاَّد ! أو ليس هو من نفذ الحُكم الصادر على العباد ؟! الآن قد حصحص الحقٌ ولا أحسب أن ما بقى من استهلال المولود إلا بعض أيام ودقائق معلومات . لقد زوَّد الطبيب جرعة الهرمون المُحفِّز لألم المخاض ليندفع الجنين مكبرا الله أكبر وينشق الرحم ليمد يديه مستقبلا فجر الحرية فى عصر الديمقراطية والملكية .هيهات أن تبقى العروش كما ألفناها وهيهات من سوق لبيع الرقيق والعبيد فما عادت من نخاسة ولا ساسة هم سبب الويل والأزمات . فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين .فى ذلك اليوم سنغني ملحمة الشعر الحمد لله رب العالمين وإن ربك لناصر الحق بالحق محمد الصادق الوعد رسول الله ذو الفتح المبين .

0 تعليقات:

إرسال تعليق