Ads

مشارطة تحكيم طابا وذكريات لايمكن ان نغفلها


بقلم / سهام عزالدين جبريل  

على هامش الاحتفال بمرور 25عاما على حكمة محكمة العدل الدولية يوم 29سبتمبر بأحقية مصر فى قضية طابا ، وفي 30 سبتمبر 1988 أعلنت هيئة التحكيم الدولية في جلستها  التي عقدت في برلمان جنيف حكمها في قضية طابا ، والتي حكمت بالإجماع أن طابا أرض مصرية ، 
وفى الحقيقة اننى احب ان اذكر حوار دار بينى وبين كلا من استاذى الدكتور/مفيد شهاب واستاذى/الدكتور يونان رزق اللذان كانا اعضاء مجلس الشورى وقد حظيت بأنى تتلمذت على ايديهم حيث  كنت زميلتهم فى مجلس الشورى، وايضا فى لجنتى الاعلام ولجنة الامن القومى التى كن ننتسب اليها فى المجلس ، وقد كانا كلاهما من المهتمين جدا بقضايا الوطن ومنها سيناء وكان اهتمامهما بى نابعا من اننى نائبة عن سيناء خلال دورتين متتاليتين ، حملت امانة تبنى قضايا مجتمعى ووطنى ومنطقة لها مكانة فى قلب كل مواطن مصرى ، وكنا نتحاور كثيرا فى قضايا سيناء وجدلية المؤامة بين الامن والتنمية على ارضها ، وكان التصاقهما بسيناء أيضا ، ناتج من اقترابهما من قضية طابا حيث كانا اعضاء فى اللجنة التفاوضية الخاصة (بمشارطة تحكيم قضية طابا )  وحول ذكريات تلك المفاوضات حيث كانا من اعضاء اللجنة القانونية واللجنة التاريخية والمشكلة بها ، و كان الحديث يطول ويطول وبحسب ماكنت اسمعه من احاديثهم عن تلك الفترة الثرية من تاريخ الوطن كان الحوار فقد كان اثناء التفاوض بين الطرفين (المصرى الاسرائيلى) يحتكم للدكتور مفيد شهاب فى قانونية بعض الموضوعات بصفته استاذ فى القانون الدولى وكان عندما يعرض علية موضوع كان يرد بأمانة عن شقها القانونى، فكانت رؤيته القانونية تؤكد صحة الحجج المصرية فى حين تؤكد عدم صحة الحجة الاسرائيلية وتكذيبها ، وقد كان السفيرالاسرائيلى فى مصر حينها من ضمن اللجنة المشكلة من الجانب الاسرائيلى فاشتد غيظ السفير الاسرائيلى حيث فجأة انطلق يصرخ بغضب ويوجه الحديث للدكتور مفيد شهاب ويقول له :- انت مش مفيد شهاب ، انت مضر شهاب !!!
•وتحضرنى حادثة اخرى رواها لى استاذنا المؤرخ التاريخى العظيم د.يونان رزق حيث
 حكى لى فى نفس هذا الموضوع حيث انه كان من ضمن اللجنة المسئولة عن المراجعات التاريخية ومراجعة الرسائل المتبادلة والتدقيق فى مرجعيتها التاريخية حيث قال انه كانت هناك مرحلة لتبادل الرسائل والمكاتبات بخصوص موضوع النزاع فى طابا بيننا وبين الجانب الاسرائيلى وكلا يقدم حججه ومرجعيتاه التاريخية ويدلل بها بالبراهين والوثائق ، فكان يلاحظ ان هناك كثير من الاخطاء التاريخية التى كان يرسلها الجانب الاسرائيلى وكتير من المغالطات التاريخية والكتابات الغير واضحة والسطورالمقصوصة والمقطوعة ، فكان بدوره لابد وان يضع يده على هذه المغالطات ويستند الى الوثائق المصرية التى تؤكد صحة الرؤية المصرية وتثبت خطأ وجهة النظر الاسرائيلية ، 
•ويعلق الدكتور يونان بأنه وبعد هذا المجهود الذى بذل ، كانت هناك بعض
 الحوارات بيننا وبين الجانب الاسرائيلى من خلال اعضاء لجنتهم المشكلة من اساتذه فى فى التاريخ والجغرافيا والقانون الدولى ودبلوماسيين وعسكريين  حيث قالوا لنا عندما صدر الحكم لصالح الجانب المصرى اننا كنا نعرف يامصريين ان هذه ارضكم وانها ارض مصرية ، وتم سؤالهم ولماذا كانت كل هذه المغالطات والمرواغات ، 
•فردوا ردا احب ان اذكرة امام الاجيال وامام التاريخ مفاده انهم قالوا :- 
اننا كنا نفاوض على عدم معرفتكم بتاريخكم ونناور على جهلكم به ولكن اثبتم العكس وهذا مافوجتنا به !!!
كما وجب على ان اسجل هذا الموقف التى قد لايعرفة الكثيرون أنه تم الاستعانة بالخرائط التركية لتأكيد حقوق مصر التاريخية والجغرافية وهذه الخرائط كان لدى ابناء سيناء علم بها وهم الذين اشاروا الى القيادة السياسية حينها بذلك حيث اكدت  وثائق ابناء سيناء الخاصة وشهاداتهم والتى كانت من اهم المراجع التى وثقت احقية مصر فى شريط طابا الحدودى وتحديد العلامات الدولية بها ، وبهذه المناسبة اتذكرواذكر انه قد تم الاتصال بوالدى المجاهد (محمد عزالدين جبريل)حينها وقد كان وقتها رئيس مجلس محلى مركز العريش ، لاخذ صور لبعض الاوراق والوثائق التى كانت تمتلكها عائلتنا ، والتى اكدت احقية مصر لمنطقة طابا ، كما أنه تم الإستعانة بشهادة والدى وبعض ابناء سيناء لتقديم شهاداتهم امام اللجنة المشكلة حينها ، كل التحية والتقدير للدبلوماسية المصرية التى خاضت معركة الشرف والكرامة من خلال دبلوماسية التفاوض ومهارات المفاوض المصرى ، وتحية لشعب مصر العظيم ولابناء سيناء الشرفاء الذين هم جزء من النسيج الوطنى لشعب مصر العظيم ، والذين هم ايضا الامناء على حدود الوطن وحماة امنه القومى .
----------------------------------------
تحياتى – إعلاميه / سهام عزالدين جبريل

0 تعليقات:

إرسال تعليق