Ads

لا لن تموت مصر


محمد سعد

منذ حوالى الشهر توقعت كما توقع غيرى ان مصر سوف تقع ولن تقوم لها قائمة ليس بسبب انهيار اقتصاديا ولكن بسبب انهيارا اجتماعيا ضرب في اوصال الدولة جميعها وخلف نوعا من الحالة الاجتماعية التي تبشر بانهيار أي نظام اجتماعيا او دوليا لقد شاعت روح الكراهية والحقد والحسد وشاعت الأحقاد وتبدلت الاخلاق وانهار السلم الاجتماعي وشاعت روح المغالطة لم يعد يحترم الصغير الكبير ولم يعد يعطف الكبير على الصغير حمل الناس السلاح على بعضهم وارادوا الفتك بكل من يعارضهم نعم هذه الروح كانت سائدة منذ شهور ومازالت ولكنى وجدت اليوم ان هذه الروح بادت تختفى الا بين فئات قليلة هي في الأصل كانت منذ ولادتها بهذا الشكل يسالني سائلا لماذا اكتشفت اليوم هذا الموقف أقول له من موقفين

الأول حينما صعدت الى الاتوبيس لكى اركبه واذهب لقضاء حاجتي وصادف ان صعد احد الشباب وجلس في كرسيا بجانبه سيدة على الكرسي الاخر وبالرغم من الشاب لم يرتكب الخطأ الفادح ولكنى وجدت نفسى بدافع من الحياء والرجولة اخبره ان يعود الى كرسيا اخر بين الرجال وقال انى لم ارتكب حطأ ولكنى اخبرته انه لا يليق ان تجلس بجانب النساء واستجاب الشاب وجلس بجانبنا ربما حياء وربما تراجعا عن خطا هو لم يقصده ووجدت ان روح الحيا مازالت فينا لم تختفى الموقف الاخر حينما انتهيت من أعمالي وقمت بجولة تسوق واشتريت بضعة أشياء من السوق ورجعت لكى اخذ الاتوبيس مرة أخرى وانا اصعد وقعت منى بضعة أشياء من الكيس ووجدت ثلاثة اشخاص لا اعرفهم يناولني إياها ويساعدوني ومنهم من يتناول الكيس الاخر ومنهم من يساعدني على الصعود ومنهم من يجمع الذى وقع من الكيس ويناولني إياه حتى ان احدهم وضع يده تحت الأوتوبيس لكى يناولني احدها وانا في غاية الاحراج والفرح ودفعتني هذه الروح الجميلة لكى اكتب بالرغم من انشغالي ولكنى عجزت عن مجابهة مشاعري التي طغت عليا وقمت بالكتابة لقد دفعتني دفعا هذه الروح الجميلة في هذا الموقف تبدت لي روح المصريين الحقيقة هذه الروح التي ظلت على مر السنون يتناولها القاصي والداني شهامة المصريين حبهم للخير مساعدتهم للأخرين زودهم عن الاعراض والانفس احترامهم لأنفسهم عدم تهافتهم على المال واكتسابه بدون وجه حق نعم بيننا الفاسد كثيرا وبيننا الطالح كثيرا ولكن بقى بيننا الخير

الخير الذى لن يهلك هذه الدولة لقد فرقتنا الاهواء أيها السادة لقد طغت علينا روح المنافسة والمحاقدة لقد استغلت فئة بيننا الأحقاد القديمة واذكت بداخلنا روح الفرقة والكراهية نعم أيها السادة لقد قضينا ثلاث سنوات تشع بيننا السلفية والاخوانية وشباب الثورة والوفدى والوطني وغيره افيقوا أيها السادة اشيعوا بينكم الحب والاخاء واجتنبوا الحقد والكراهية فوالله لن تقوم أسس دولة على نظام يشيع فيه الكراهية وتتنابذ الأحقاد بين اطيافه فلن يبقى بيننا سوى النار التي تأكل الأخضر واليابس وتدفعنا دفعا لان نقتل بعضنا ولكنى بعد ان رأيت اليوم ما رأيت مازال عندي امل في ان تحيى هذه الامة برغم كل شيء وطالما أرى هذه الروح في الناس فلن افقد الامل نعم كنت انوى الرحيل والهجرة من بلدى لأنى لم اجد فيها سوى الحقد والكراهية ولكتني لابد ان اعتذر اليوم لقد كنت مخطئا فان هاجر من هم مثلى ومثل هؤلاء الخيرين واحتسب نفسى منهم فلن يبقى فيها سوى الحاقد والباغي ووقتها سوف اترحم على مصر الجميلة

فيقوا أيها المصريين حافظوا على بلدكم كونوا عونا لبعضكم اتحدوا انبذوا الخلافات بينكم كونوا كالجسد الواحد اشيعوا بينكم المودة والرحمة تراحموا فيما بينكم وتذكروا دائما ان مصر لن تتضيع بيد أبنائها فمصر باقية ونحن راحلون فاتركوا فيها ذكرى تجعل ابنائكم يترحمون علكم ولا يلعنوكم بسببها



0 تعليقات:

إرسال تعليق