Ads

إلي أين ؟


أحمد الخميسي

كنت راكبا قطارا. تمر الأشجار والقرى عبرالنوافذ. اقتربت المحطة التي يجب أن أهبط فيها. تمهل القطار قليلا ثم واصل طريقة من دون أن يتوقف. كانت عربة القطار أشبه بقاعة فسيحة عريضة. صحت من مكاني على السائق لكي يتوقف. رفعت يدي أهزها عاليا لعله يلمحني. زعقت ولوحت بيدي ثانية وثالثة . فوجدت شابا ممتلئا بوجه عريض وابتسامة لزجة أمسك بيدي في الهواء وأنزلها. قلت له إنه لايحق له أن يفعل ذلك. لم ينطق بحرف. رفعت يدي ثانية أصيح وقلبي يدق بقوة من الغضب والانفعال. مجددا أنزل الشاب يدي بقبضته القوية مبتسا صامتا. حاولت أن أشرح له إن من حقي أن أحتج، ومن حق كل إنسان أن يفعل ما يشاء طالما لايعتدي على أحد. لم ينطق. فقط نظر لي بهدوء بابتسامته اللزجة. أحسست أني أتنفس بصعوبة. تطلعت للركاب حولي فوجدتهم صامتين كأن الأمر لا يعنيهم. نظرت من شباك القطار . قرى كثيرة تمر ، ثم شاهدت خلاء شاسعا. أخيرا أبطأ القطار فقفزت منه. وجدت نفسي في مكان غريب تماما. انتقلت للجانب الآخر وما إن رأيت قطارا قادما حتى وثبت إليه. كانت مقاعده مكسوة بالأحمر. في المقاعد الأولى جلست فتاتان.  نهضت واحدة حين رأتني. جلست. واصل القطار طريقه وأنا أكتشف أنني الآن لم أعد أعرف ولا  أذكر: أين ينبغي أن أهبط؟ وإلي أين كنت متجها؟ فإذا هبطت في مكان ما فإلي أين ينبغي أن أذهب؟.

0 تعليقات:

إرسال تعليق