Ads

ثمن الغربه


بقلم / شاديه ياسين

كانت توجد أمرأه متزوجه من رجل مريض و كان لديها ثلاثه بنات و كانت تحرص دائما على أن يعيشوا فى احسن حال فقررت أن تعمل و أن تقدم لبناتها كل شئ حتى يصبحون فى يوما كما تتمنى أن تراهم و ظلت الآم تعمل و تعمل و تدعم بناتها فى كل شئ حتى توفى الآب و ظلت الآم بمفردها فى هذه المعاناه فهى الآن تواجه قسوه الحياه و معها ثلاثه بنات و كانت محتاره بين أمرين الآول و هو أن تنتظر هنا بجوار بناتها و الثانى أن تسافر و توفر لهما حياه أفضل فمازال بناتها صغارا فهما الى الآن فى سن صغير و لكنها قررت أن تسافر فهو خيرا حل أمامها و سافرت الآم و تركت بناتها لوحدهم لا أحد يرعاهم فاهما مازالوا فى سن صغير و معرضين للخطر ظلت الآم تعمل حتى تستطيع ان تلبى أحتياجات بناتها من ملبس و مأكل و مشرب و دراسه أيضا و نسيت الآم بأن بناتها يكبرون و يحتاجون لها و انهما فى اخطر سن يحتاجون فيه الى النصيحه و الرعايه ايضا و ظلت الآم بعيده لا تأتى الا شهر كل عام و كانت فى هذا الشهر تعمل أيضا فهى كل ما ارادته ان تربيهم جيدا و أن لا يحتاجون لآحد من بعدها و مر الشهر و سافرت الآم و بناتها ظلوا بمفردهم أمام الحياه و أمام الناس فهما فى النهايه ثلاثه بنات يعيشون لوحدهم دون أب أو أم تباعدت المسافه بين الاخوات و ظلت كل بنت تغلق على نفسها باب من حديد لا تريد احدا أن يقترب منها و كانت الآبنه الاكبر بينهما و تدعى هاجر قد بلغت من العمر ثمانى عشره عاما و كانت جميله الى حد كبير و هو ما جعل الكثير يريد أن يقترب منها و كانت هاجر حزينه جدا فهى ليست مثل أصدقاءها فى الجامعه فهى كانت وحيده جدا فقررت هاجر أن تغير كل شئ فى حياتها و تعرفت على أصدقاء لها فى الجامعه جدد لم تراهم من قبل و حاولت أن تقلدهما فى كل شئ فذهبت معهم الى أماكن لم تراها أيضا من قبل فأنبهرت بهذا العالم الذى لم تعرف عنه شيأ و قررت أن تكون واحده منهم نسيت هاجر بأن لكل شئ ثمن فى هذه الحياه و لا أحد يفعل شئ لوجه الله و فى يوم من الآيام جاء صديق لها فى الجامعه و طلب منها أن تذهب معه لحضور حفل زفاف أحد أصدقاءه لتتعرف الى الطبقه الثريه و المؤثره فى المجتمع فرحت هاجر كثيرا و قررت ان تذهب معه لترى الحياه التى لم تعيشها من قبل و هناك فكر صديق هاجر بطريقه تجعلها تأتى معه الى منزله فذهب و أحضر كأس من الخمر و قال لها تناولى هذا الشراب فهو جيدا سألته هاجر ما هذا الشراب فقال لها أنه خمر فقالت له هاجر لا لم اشرب خمر فأنا لا اشربه من قبل قال لها صديقها أنتى الآن أصبحتى واحده منا و عليكى أن تعيشى مثلنا فنحن نشرب و نرقص و نستمتع بالحياه شردت هاجر لدقائق ثم قررت ان تتناول الخمر و ظلت تشرب و تشرب حتى فقدت الوعى لم تشعر هاجر باى شئ حتى أتى الصباح و فى الصباح أكتشفت هاجر بأنها ليست بمنزلها و أنها فى منزل أخر و أدركت بأنها فقدت كل شئ فلم تجد أحدا بهذا المنزل أنهارت هاجر لا تعرف ماذا تفعل الان بعد ان خسرت كل شئ فذهبت الى صديقها بالجامعه و طالبت منه ان تتحدث اليه على أنفراد لكنه رفض و اهانها أمام الجميع و قال لها تحدثى كما تريدين فا لا أحد غريب بيننا فنحن جميعا أصدقاء ثم ضحك الجميع فى سخريه على هاجر و هم ينظرون اليها و يتهمسون أدركت هاجر بأن الجميع على علم بما حدث لها و ان كل شئ كان مخططا ظلت تبكى و طالبت من صديقها أن يتزوجها و لكنه رفض بشده و قال لها لم أرغمك على شئ كل شئ حدث بيننا كان بأرادتك أنهارت هاجر و قالت له لا لا اذكر شئ مما حدث أنت الذى خططت لكل شئ قال لها صديقها لا فانا لم أرغمك على شرب الخمر أنتى فعلتى كل هذا بارادتك أنتى من قررتى ان تكونى واحده منا ثم نظر اليها بأستغراب و قال لها لماذا كل هذا البكاء ماذا حدث لكل هذا نحن قضينا معا وقتا ممتعا و هذا كل شئ أدركت هاجر حينها بأن الحياه هذه لم تكن لها منذ البدايه و انها هى من أخطأت بحق نفسها عندما أرادت أن تغير كل شئ و لكن لا ينفع البكاء بشئ فقد ضاعت هاجر و تركت الجامعه أيضا و تركت كل شئ فهى لا تستطيع ان تواجه أحدا بما حدث لها فقررت الهروب من المنزل و من كل شئ لم تكن تعرف بأنها تهرب الى الجحيم بقدميها فقد أخذها طريق الضياع دون ان تشعر ثم عادت الآم من السفر و لم تجد هاجر بالمنزل بحثت عنها فى كل مكان تعرفه و لم تجد لها أثر أدركت الآم أيضا بأن هاجر قد ضاعت و ادركت بان للغربه ثمن أكبر من كل شئ و انها مسئوله أيضا على ما حدث لابناتها فا لولا الغربه ما كان حدث لها شئ مرضت الآم حزنا على هاجر حتى فارقت الحياه و لم يبقى أحدا بالمنزل غير طفلتين فهما ليس لهما أحدا بالدنيا و ليس لهما أقارب فهما مازالوا فى سنا صغير لا يعرفون أحدا ظلوا أياما بلا طعام بلا شراب و لا يوجد أحدا يعطف عليهم فذهبوا الى الشارع فلم يبقى امامهم خيار ثانى حتى يستطيعوا ان يعيشوا فى هذه الحياه ظلوا أياما و شهور فى الشارع و لم يرحمهم أحدا فا كانوا يتناولون الطعام من صناديق القمامه ثم قرر الطفلتين ان ينفصلوا و ان تذهب كل منهما الى مكان تعمل فيه و يتجمعون فى نهايه الآسبوع و بالفعل ذهبوا لتعمل كل منهما بمفرادها و كانت ضحى تكبر حنان بعامان و هى الآن تبلغ من العمر ثلاثه عشر عاما قررت أن تعمل خادمه فى منزل و ظلت تبحث عن عمل طوال اليوم و لم تجد عملا أرهقت ضحى من السير و قررت أن تجلس فى حديقه لتستريح بعض الشئ و هى تجلس فى الحديقه اتى لها رجلا و كان فى سن الآربعين و أقترب منها و سألها لماذا انتى حزينه الى هذا الحد قالت له ضحى أبحث عن عمل و لم أجد شئ فعرض عليها ان تأتى معه و تعمل بمنزله فرحت ضحى كثيرا و أخيرا سوف تجد عملا و تستريح من هذا الشقاء و ذهبت معه ضحى الى منزله و لكنه لم يرحم طفولتها و برأتها و ضعفها فقضى عليها و على شرفها ثم طردها خارج المنزل و خرجت ضحى مره أخرى و عادت الى الشارع و ظلت تنتظر شقيقتها الاصغر منها حنان و لكنها لم تعد مرت أيام كثيره و ضحى تنتظر و لكن لم تعد حنان فقررت ضحى أن تتخلص من حياتها فلم يبقى لها أحدا فى هذه الحياه فذهبت الى النيل و ألقت بنفسها و غرقت ضحى و لم يبقى أحدا فكل شئ ذهب مات الآب و ماتت الآم و لم تنفع الغربه بشئ فقد ضاع كل شئ من أجل المال و من أجل حياه كريمه فا للغربه ثمن و للحياه أيضا ثمن ..

0 تعليقات:

إرسال تعليق