Ads

سوريا الي أين ؟؟بشار إلى متى؟


بقلم : عبدالحميد شومان 

قال مكرم الوجه علي بن أبي طالب: "عمرت الأوطان بحب الأوطان وحب الوطن من الإيمان" فلايستغربّن أحد أن يتعلق كيانه كاملاً بتراب أرض بهوائها بشمسها بمائها بعالمها بزمنها بأهلها، بهذا الشيء الغامض العذب الموجع الشجي فيها.. وهي غائبة تسكنه، ويسكن إليها".
ويقينًا منا أن الجميع يعرف أهمية الوطن بالنسبة للإنسان.. فهو ملجؤُه وقت اليسر والعسر، وهو عشه، يتنسم هواءه، ويتلذّذ بشرب مائه ويعيش على أرضه، وهو ملاذه الوحيد الذي يحنّ إليه عندما يفارقه فما أحلى الوطن، والانتماء للمواطنة وثقافتها وعاداتها وتقاليدها التي أصبحت أمرًا متجاوزًا بسبب الثورات التي تحدث في عالمنا العربي اليوم، فهي مظهر من مظاهر الصوت، المواطن بين فريقين:
 فريق يدافع عن أرضه ومؤسساته، وفريق يقتل يوميًا مئات الأرواح ولم يكن له الشرعية! تلك هي صورة المشهد السوري اليوم تفرض نفسها عليك، ناهيك عن دور مؤسسات الدولة فهي أصبحت مهجورة ومنحازة لهذا الطاغية الذي يقتل كل يوم أرواحًا بريئة تدافع عن وطنها ومؤسساتها المسلوبة منذ فترة طويلة، فهي أسئلة كثيرة تثير بداخل كل إنسان أسئلة يصعب عليك الإجابة عنها حول المواطنة والحقوق المترتبة عليها لأن الوطن الذي تطأ أرضه سيهتز من حولك لتصرخ بأعلى حنجرتك لماذا وإلى أين؟؟
ويعتبرالمواطن هو العنصر الأساسي والعمود الفقري في إقامة الدولة ونجاحها في كل المستويات الاجتماعية والثقافية.. فالمواطن الذي تطأ اليوم أرضه يسعى لتشكيل حكومة مؤقتة تمارس مهام متمثلة في "المجلس الوطني السوري"، مشترطة تنحي "بشار" ورموز النظام الفاسدة كشرط مسبق لأي حوار، فالمجلس الشرعي اليوم يحظى بتأييد كل الدول العربية والاتحاد الأوروبي عدا الصين، هدفه إعادة الحياة الطبيعية ووقف النزيف اليومي الممارس على الشعب السوري وبناء المؤسسات التي هدمها بشار وترسيخ القيم الديمقراطية والعدالة والمساواة حتى يشعر كل مواطن سوري بوجود حكومة انتقالية، هدفها التعبير عن تطلعاته لأن المتابع للمشهد السوري اليوم يطالب بحماية الثورة السورية ومحاكمة بشار والمساعدين له فهم مدعومون من طرف جهات خفية.
إن ما نسعى إليه هو التأمين للمواطنين، والدعم للمجلس الوطني، فهو المطلب والغاية اللذين يسعى لهما كل مواطن مخلص، والإفراج عن جميع المعتقلين السوريين..
إن المتابع لوسائل الإعلام "التلفزة" و "المواقع الإلكترونية" يجد نفسه أمام مواطنين تعهدوا بحماية الثورة السورية، ورئيس لم يستند على الشرعية!، وما هي إلا صورة مصغرة للعلاقة القائمة بين المواطن والحكومة الطاغية، لكل من يشاهد المشهد السوري، إن الوطن بحاجة إلى أبناء بررة مخلصين في خدمته وحماية الثورة، وهذا لن يأتي إلا بوجود نخبة عقلانية، تواكب تطوّرات الحياة، ووسائل إعلام ورجال دين يساهمون في تنوير الرأي العام، فهم مطالبون في أكثر من أي وقت مضى بوضع حد لهذه الظاهرة التي تنخر جسم المؤسسات، كما أنهم مطالبون بحماية الثورة السورية، فهم أيضًا مطالبون بأن تكون مصلحة الشعب مقدسة وفوق كل اعتبار.
فالمواطنة هي الحماية الحقيقية لمكوّنات المجتمع العرقية، وهي تعني العدالة والمساواة والتسامح والتفاهم بين أبناء الوطن الواحد، وهي وسيلة تطوير الحس الوطني والقدرات والمهارات التي تؤثر في مواجهة البناء الديمقراطي للمجتمع، فالمواطن له احتياجات خدماتية وإنسانية في حالة عجز الدولة عن تطبيقها والحماية له يلجأ إلى الثورة لإيصال صوته ومطالبه فهو حق كل مواطن مخلص يحمي أرضه ويدافع عن مقدساته.
فيجب سد تلك الثغرات والعمل بمقتضيات المجلس الوطني، والعمل الجماعي لكي يضمن لهذا المجلس استمراريته حتى قيام مؤسسات يسند لها الأمور وبناء سوريا حرّة جديدة.

-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق