Ads

الإعلام وصناعة القرار


بقلم/ عبدالحميد شومان

في الماضي كان دور الإعلام منحصرا ويعمل في اطار ضيق جدا و لم يكن ا إلا مجرّد وسيلة لنقل الوقائع والأحداث التي تدور حول العالم، إلى جانب كونه وسيلة من وسائل الترفية والترويح عن النفس، ببثه للمسرحيات وبرامج الترفيه عبر محطات الإذاعة وبعض الصحف والمجلات، والقليل من القنوات الأرضية التي كانت متوفرة في الماضي. ويبدو جليًا أن دوره كان محدودًا جدًا، مقارنة بما وصل إليه في وقتنا الحاضر.
فمع دخولنا إلى عصر التكنولوجيا، وانتشار القنوات الفضائية، أصبح للإعلام دورٌ مؤثرٌ في صناعة القرارات على مختلف الأصعدة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية. هذا بالإضافة إلى أنه حافظ على قيمته بأن يكون الوسيلة الأكثر ترفيهًا في المجتمع عمومًا.
ولكن هذه المرة ببرامج مختلفة تكون لها أهداف وغايات إما سياسية أو ثقافية أو غيرها. أما آثار الإعلام على المستوى الاجتماعي وهي الأخطر، فقد كان للإعلام دوره وخطورته في انتشار مفاهيم العولمة في مختلف المجتمعات حول العالم. حتى أصبح العالم يُدعى بالقرية الصغيرة، يعرف كل جانب (الشمال والجنوب، الشرق والغرب) خبايا وأسرار الجانب الآخر، بفضل انتشار القنوات الفضائية، والإذاعات واسعة الانتشار، والوسائل المقروءة المختلفة سواء عبر الإنترنت أو النسخ الورقية المطبوعة، وهو ما كان له أثر إيجابي تارة وسلبي تارة أخرى كنشر هذه الوسائل الإعلامية أفكارها وسمومها لتفرضها على مجتمع ما، وتقيّده على التشبّث بها. وهو ما انعكس على عادات وتقاليد أغلب بلدان العالم وساعد على ظهور أفكار ومعتقدات جديدة عليه.
وإن أغلب الوقائع تؤكد أن العالم يشهد صراعًا محتدًا مع الإعلام، بعدما أصبح هو المسيطر بشكل عام على وقائع الأمور في جميع أنحاء المعمورة وأصبح له سلطة لا يُستهان بها كما صار يُطلق عليه بالسلطة الرابعة. وبالحديث عن إيجابيات وسلبيات الإعلام، فبلا شك نذكر أن الإعلام صار وسيلة محببة ومرضية لدى الجميع، لمتابعة آخر التطورات في العالم، ونقل مبادئ الحب والتسامح والسلام بين الشعوب، وإبراز مواهب وأفكار الشعوب وتعزيز الثقافات القومية. بيد أن هناك بعدًا آخر للإعلام مناهضًا لذلك كله، يدعو إلى تفكك الشعوب وحصر العالم والسيطرة عليه من مختلف المجالات، وإبراز هوية موحدة، تكون متبعة من قبل الجميع، بنشر ذلك كله عبر القنوات والصحف والمجلات وهي بلا شك من سلبيات الإعلام وهو ما يسميه البعض بعولمة الإعلام أي السيطرة عليه.
في المقابل هناك طرق لاستغلال الفضاء الإعلامي الواسع بمختلف وسائله استغلالاً يجعل منه وسيلة ذات سلاح إيجابي بعيدًا عن جانبه السلبي. فمنها على سبيل المثال لا الحصر، توظيف الإذاعات والقنوات الفضائية بطرح برامج تهمّ المستمع وتفيد المشاهد وتغرس فيه قيم ومبادئ الإسلام السمحة وأصول التسامح والمحبة المستمدّة بالأساس من شريعتنا الإسلامية الغراء.

-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق