Ads

دماء على شجرة الكريسماس

هالة برعى


فى مطلع يناير 2011  كتبت مقالا بعنوان دماء على شجرة الكريسماس قلت فيه أننى كنت متخيله أن بداية العام ستكون بدايه لأيام سعيده . وأننى لم أكن أتوقع تلك البدايه المعتمه التى عمت الجميع ,وأننى دائما كنت أستمتع بشجرة الكريسماس لأنها تمنحنى شعورا جميلا أنتظره مع بداية كل عام .هذه الشجره التى ترمز لمولد عام جديد.هذه الشجره التى أصبحت تحتل مكان الصداره فى معظم الأماكن العامه,المولات والفنادق لدرجة أن دولة الأمارات العربيه أحتفلت فى ذلك العام بوجود أغلى شجره فى العالم فى أحد فنادقها,  وأن آخر ماكنت أتوقعه ذلك الفجر الذى أوحى لعقول حفنه حقيره متخلفه بتفجير كنيسة القديسين فى الإسكندريه فى الدقائق الأولى من مطلع العام الجديد .وتساءلت وقتها عن هوية تلك العقول المتخلفه التى دبرت بحقاره لهذه العمليه القذره أى قلوب صماء تلك التى أوحت لشاب مشوش أنه بفعلته هذه سيصبح فى صفوف الصديقين والشهداء .فعلا شىء أدمى قلوب كل المصريين على إختلاف مذاهبهم وأصابهم فى مقتل.فالجميع وقتها ولايزال يعانى الفجيعه والشعور بالوجيعه.كالعادة فإن هذا العمل العدوانى جمع المصريين أكثر مما توقع هؤلاء المرتزقه الذين يحاولون من وقت لأخر زعزعة الكيان المصرى.وأكدت وقتها ولازلت أؤكد حتى الأن أننا سنظل أبد الدهر نسيج واحد مهما حاول المغرضون .مهما بذلوا من محاولات سنظل أقوى من ذى قبل ,وشجرة الكريسماس التى رواها القتلى بدمائهم ستتظل ترمز لبداية عام جديد ,عام تملؤه المحبه والسلام,هنا على أرض مصر بلد كل الأديان رغم أنف الحاقدين .
اليوم ومع بداية  2013  فوجئت وغيرى الكثير من المصريين ولن أقول المسلمين أننا وقعنا ولسبب لاأعرفه تحت طائلة الفتاوى الدينية الغريبة الصادرة عن بعض الشيوخ  المتأسلمين المتكالبين على الفضائيات المشبوهة الذين أصدروا فتوى تحرم الإحتفال بالكريسماس وأعياد رأس السنة الميلادية ,وبطريقة حاسمة طالبوا جميع المسلمين بعدم مشاركة الإخوة المسيحيين إحتفالاتهم بأعياد الميلاد حيث يستنكرون وجود زينة الإحتفالات من أشجار وخلافه فى محلات المسلمين، ووجود إقبال إسلامى على شرائها. (أنا شخصيا أزين بيتى بورد نويل كل عام فى مطلع العام الجديد).
لم تقتصر الفتوى على ذلك الهطل بل إنهم طالبوا المسلمين المقيمين فى الخارج بتجنب الإحتفالات وعدم المشاركة فيها، بحجة أن ذلك يعتبر ردا على قرارات منع المآذن فى سويسرا والحجاب فى فرنسا,من هنا أتساءل ماهو الخطأ الكارثى إذا شارك المسلمون إخوانهم المسيحيين فى الإحتفالات الخاصة بهم
ما المانع أن يشترى مسلم زينة مبهجة كنوع من التجديد والفرح بمطلع العام الجديد.هل هذا يعد فعلا من أفعال الحرام؟ هل شركاء الوطن الواحد يستحقون منا هذا التجاهل  واللامبالاه ,ألا يدرك أؤلئك المتأسلمون أن ذهابنا للإحتفال معهم فى الكنيسة بغرض التهنئة والمشاركة يندرج تحت مسمى العادات والمجاملات الإجتماية المتعارف عليها فيما بيننا ولا يدخل مطلقا فى نطاق الحرام والحلال بقدر ما يعتبر تعبيرا قويا فعالا  للإبرازسماحة الإسلام واحترامه للآخر.
أهلى وعشيرتى فى مشارق الأرض ومغاربها نحن فى مطلع عام جديد,أرجوكم دعونا نتناسى قليلا كل الأوجاع التى تخيم على حياتنا,دعونا نغتنم لحظات سعادة نحن جميعا فى أمس الحاجة إليها,من هنا أرجوكم إسعدوا بشجرة الميلاد( شجرة الكريسماس ), وإذهبوا إلى أصدقائكم وشاركوهم فرحتهم ، إحتفلوا برأس السنة وأعياد الميلاد سواء كنتم هنا أو فى أخر مكان فى العالم ، قدموا صورة مشرقة ومشرفة للإسلام دين المحبة  والسماحة والسلام ..

-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق