Ads

حلم مواطن

زكريا دياب

بعد يوم ملىء بالمتاعب والهموم فى عملى وانشغالى كيف لى ان احظى بثمن قوت الغد لااسرتى وبعد تكدسى فى اتوبيسات النقل العام وتغيرى لااكثر من مواصلة لااصل الى بيتى الكائن فى منطقة بعيدة عن العمران وبعد وصولى شكرت الله وحمدتة اننى مازلت على قيد الحياة
دخلت منزلى وبدات بترطيب جسدى بحمام ماء لعلى افيق من تللك لصدمات اليومية التى اعانى منها منذ سنين مرت

اخذت حمامى وحضرت زوجتى
لى طعام الغذاء وهو فى الحقيقة غذاء وعشاء فى ان واحد فلقد وصلت الى منزلى فى حوالى الساعة السابعة والنصف مساء ومن كثرة تعبى وارهاقى احسست بان جنوبى تنطبق على بعضها البعض دون ارادة منى وتذكرت قول ابى رحمة الله صحيح النوم سلطان وبالفعل النوم كان سلطان لايمكن لااحد ان يقاومة او يحتج على قرارة واوامرة ..مضغت بعض الطعام وانا اجاهد حتى لااترنح مكان عشائى وشكرت الله انة رزقنا هذا الطعام لهذا اليوم وذهبت الى السرير وانا اجر رجلى محاولا الوصول الية واحتضان وسادتى التى لاتتكلم ولاتشتكى من مر الحياة لعلى اشعر ببعض الاسترخاء بعد كل هذة المعاناة التى تعرضت لها طوال اليوم ومان لمست سريرى وتمددت حتى رحت اغط فى نوم عميق .........ياة لايكاد شىء يضاهى هذا النوم العميق لكننى وكالعادة بدات احلامى تراودنى فكل يوم احلم فية بحلم جميل اتمنى ان يتحقق يوما وحلمت خير اللهم اجعلة خيرا واجعلة حقيقة
اننى قمت فى الساعة التاسعة صباحا ونظرت من شرفة منزلى فوجدت الشارع فى حالة هدوء عجيبة لاسيارات مزعجة ولااصوات صاخبة ولاصياح اطفال بل سمعت اصوات البلابل فوق اغصان الشجيرات المزروعة على جوانب الطريق وامام المنازل العصافير تشدو باجمل الالحان وكانها تعزف سيمفونية الفها اكبر الملحنين قمت فوجدت فطورى المعتاد وكوب عصير الذى احتسية يوميا قبل فطورى بعد ذلك ارتديت ملابسى ونزلت على درجات السلم البراقة من كثرة نظافتها ونزلت الى الشارع لااستقل تاكسيا فوجئت باكثر من تاكسى على جانبى الطريق كل سائق واقف بجوار سيارتة فى ادب جم وكانة اختبار لمدى قدرتهم على الصبر والتحمل
ناديت على سائق تاكسى من الموجودين فوجدتة يفتح لى باب السيارة وهو يحينى بتحية صباح جميلة ..... دخلت السيارة وسالنى سائق التاكسى الى اين وجهتى فقلت لة مصلحة الاحوال المدنية .انطلق السائق وكان السيارة تمشى على سجادة من حرير لامطبات ولاخشونة فى الطريق
فتح السائق كاسيت السيارة واذا بمقطوعات موسيقية غاية فى الروعة واراحة الاعصاب جعلتنى اميل براسى على الوسادة الخلفية لكرسى السيارة وانا استمتع بتللك الموسيقى............
وصلنا الى مقصدنا مصلحة الاحوال المدنية وجدت بابا زجاجيا كبيرا مان وصلت الية حتى انفتح الباب تلقائيا ووجدت خلفة حارسان امن يقفون بكا ادب واحترام يستقبلون ضيوف المصلحة من المواطنين ياللروعة فى الاداء مهذا الاداء التطور الذى نعيش فية
اخذت طريقى الى الموظف المختص الذى قام من على مقعدة مستقبلا لى بغاية الترحيب طالبا منى ان اجلس على كرسى داخل مكتبة دق على زر جرس مكتبة فوجد احد السعاة يدخل علينا ويقول لى .حضرتك تشرب اية .معقولة لم اصدق نفسى قلت لة شكرا من باب الذوق ولكن الموظف اصر على ان اتناول مشروبا شارحا لى بان هذا من طبيعة المصلحة عبر تقديم خدماتها للمواطنين
فطلبت قهوة حتى افيق مما اراة وفى خلال ثلاث دقائق نظرت فوجدت صينية براقة عليها كوب ماء يتلالا من نظافتة ومن مدى نقاء زجاجة وفنجان من القهوة مرسوم علية شعار مصلحة الاحوال المدنية ..ياللعجب تقدم اليا الموظف بحياء شديد طالبا منى ان اسمح لة بالاطلاع على مستنداتى وبالفعل اخذها وبدا بالاطلاع عليها وما ان فرغت من تنول قهوتى الا وجدتة قال لى يمكن لحضرتك ان تدخل غرفة التصوير راجيا من زميلة المسؤل عن التصوير ان يجعل زيارتى للمكتب فى غاية الراحة وبالفعل دخلت الغرفة واذا بى اشم رائحة عطور جميلة يبدو ان المصلحة تصرف لجميع الغرف معطرا للجو من الماركات الفاخرة حتى يحافظ على مستواهم المتالق فى معاملة الجمهور وفى ثوان معدودة كان الموظف انتهى من تصويرى وقام بمصاحبتى الى باب الخروج مودعا لى على ان اعود باكرا لااستلام بطاقتى التى سرقت منى بالامس فى اتوبيس النقل العام
فوجئت بزوجتى تهزنى برفق محاولة ان توقظنى لميعاد العمل فتحت عينى وانا اتمنى ان اقضى يومى كلة فى هذة المصلحة التى تتفانى فى اسعاد الجمهور
ربى اجعل هذة الرؤيا صادقة انك ربى سميع الدعاء والى لقاء اخر مع حلم مواطن اخر

0 تعليقات:

إرسال تعليق