Ads

لاجئات لا سبايا

كتب : محمد نبيه إسماعيل

عندما كان شعب البوسنة يعانى من القتل و التعذيب و الاغتصاب و التشريد انتشرت العديد من الدعوات للزواج من البوسنيات , و كانت هذه الدعوات على أساس أن تكلفة هذا الزواج لن تزيد عن بضعة مئات من الجنيهات نظرا لظروفهن السيئة و حاليا انتشرت العديد من الدعوات المماثل للزواج من السوريات اللاجئات بنفس المنطق التجارى , و هو الامر الذى زاد وضوحا فى الدول الخليجية التى يسعى كبار السن و العجائز فيها للزواج من فتيات فى سن المراهقة يقبلن بهذا الوضع دون كلفة تذكر , فقط هربا من جحيم الأسد او معسكرات اللاجئين 
فنجد على سبيل المثال الرسائل التي يتم تداولها على الموبايلات في السعودية .. ترقباً لقدوم اللاجئات السوريات : اللي ما تزوج لا يستعجل واللي خاطب يفسخ
خطبته واللي متزوج يصرف زوجته
و هناك استضافة للشعب السوري يدرسونها بمجلس الوزراء السعودى و فيه تتكفل الدولة بمصاريف الزواج والمقصد طبعا الستر على المسكينات
و هو الأمر الذى يستثير التساؤل حقا هل هذا هو زواج شرعى ام تجارة رقيق أبيض مقنعة , إن الأساس فى الزواج هو الألفة و السكن فأى ألفة و أى سكن فى هذا الزواج الذى يفتقد إلى أدنى مراتب الشرعية , و هى الإرادة الحرة الخالية من الجبر , باى شكل من الأشكال سواء جبر جسدى أو جبر الحاجة و الظروف كما فى تلك الحالة
و هو الأمر الذى استثار مجموعة من السوريين للدعوة لحملة » لاجئات لا سبايا » و يوضحون موقفهم قائلين : نرفض امتهان قيمة المرأة السورية بعروض زواج رخيصة و مبتذلة يقوم بها بعض المراهقين و عبيد الغريزة الجنسية و أبناء الثقافة الذكورية و سماسرة الجنس كما نرفض الإساءة للمرأة عموما و المرأة السورية المناضلة و الحرة و الثائرة خصوصا و نرفض استغلال ظروفها و ظروف المجتمع السوري الإنسانية
و هو الأمر الذى يتم من اجله محاولة التوفيق بين الشباب و الشابات السوريين اللاجئين لزواج شرعى يهدف إلى الديمومة و الحفاظ على كيان أسرى سليم فى إطار من التكافؤ و الإرادة الحرة , و لا نجد الا ان نهتف معهم إرفعوا أيديكم عن السوريات فهن » لاجئات لا سبايا »
-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق