Ads

يوميات مواطن

زكريا دياب
استيقظت مبكرا فتحت شرفة منزلى فوجدت الشمس مشرقة ونسمة هواء عليلة تداعب جفونى وحمدت الله ان تللك النسمة كانت طبيعية دون مصاريف كهرباء فالفاتورة اصبحت صعبة جدا نظرت الى مجموعة النباتات التى ازرعها فى شرفة منزلى تعويضا عما لااراة فى شوارعنا فوجدت الريحان يطلق رائحة جميلة .....
وبدات الزهور تتفتح فوق اغصان الورد.ياة منظر يدعو للتفائل فى هذا الصباح .يالة من يوم جميل فعلا اتمنى ان اختتم هذا اليوم كبدايتة
قمت كالمعتاد يوميا ارتديت ملابسى وتناولت طعام الافطار مع الصغيرين اولادى ودعتهم وانا اقلهم داعيا الله ان يكمل مهمتى اليوم على خير .ززنزلت من شقتى فوجدت تاكسى يمر من امامى فناديت علية توقف السائق
قلت لة صباح جميل ياعم الاسطى
رد عليا صباح الخير ياستاذ على فين
قلت لة مقصدى لم يرد عليا وانطلق سريعا وكاننى لم اكلمة انتظرت وانا متوتر فلابد ان اذهب الى مقصدى مبكرا حتى استطيع ان الحق بدورى توقف تاكسى اخر ونفس الجملة بصباحى علية قال لى فين ياستاذ فقلت لة رد عليا حاخد عشرون جنيها قلت لة كتير
رد عليا انتا حر حتخلص ياستاذ ولا امشى بصراحة خفت ان اتاخر على مقصدى فاستجبت لااوامرة وركبت وانا لاحول لى ولاقوة فانا لاامتللك سيارة وحتى لو امتلكتها اين اجد البنزين واذا وجدت البنزين فاين اجد ثمنة وانا بالكاد احاول تدبير نفقات اولادى وربما احرم نفسى من اشياء انا بحاجة اليها لكى اتدبر مصاريف مدرسة اولادى ولبسهم فى بداية العام الدراسى......
انطلق السائق رايح الاحوال المدنية لية ياستاذ
رديت علية علشان اطلع البطاقة الجديدة
قال انشاء الله واحسسست ساعتها انة يحاول ان ينبهنى ان الموضوع لن يمر بسهولة
تداعبنا اطراف الحديث عن الحالة الاقتصادية فهى التى تهمنا مع ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة وانخفاض المرتبات والدخول
سالتة بع ان وجدتة ملما ببعض القضايا ومثقف فيها
انتا متعلم
طبعا انا متعلم وحاصل على بكارليوس تجارة
ولية مبتشتغلش بشهادتك .زاطلق ضحكة وقال انا متخرج من 15 عاما وحتى الان مفيش وظيفة ياستاذ الوظيفة دلوقتى بالواسطة ولو كنت استنيت الواسطة كان وسطى اتقطم وموش حتيجى احنا غلابة ياستاذ فى بلدنا
ومحاولتش حتى تقدم فى قطاع خاص قال لى
حاقوللك المشكلة اول متروح شركة قطاع خاص قول حاجة يعنى لو قبلوك حيمضوك على استمارة 6 واستمارة 6 دية يعنى فى اى وقت يقوللك بالسلامة وتدوخ بقا بين مكتب العمل وبين التامينات وفى الاخر تلاقى جيبك نظيف وايديك نضيفة اخجدتها من بدرى طلعت رخصة وزى مانتا شايف بقدر اصرف على ولادى
استغرق بعد نهاية حديثنا عن تللك الاوضاع متاملا الماضى بكل خيراتة
قاطعنى صوت السائق ...هنا يابية .لم انتبة اننا وصلنا الاعندما نادانى مرة اخرى ...وصلنا ياستاذ انتا فين
شكرت السائق وناولتة العشرون جنيها الاجرة المتفقين عليها ولم يتبقى فى جيبى غير عشرون جنيها اخرى
فتحت باب التاكسى قاصدا باب مصلحة الاحوال المدنية
نظرت امامى فوجدت جموعا غفيرة من البشر تصطف امام المبنى وكانة حشد لقوات متاهبة لدخول معركة شرسة حاولت اختراق الصفوف لكن دون جدوى حوائط بشرية اصطفت لصد اى مقاومة.............
ركلات توجة ولكمات الى وجهى والى صدرى وكل منطقة فى جسدى لم تسلم من تللك المعركة كاننى فى حلبة مصارعة او مباراة ملاكمة شرسة يتمنى كل خصم فيها ان ينتصر او يفوز بتللك المباراة
حاولت جاهدا ان اتقدم بعدة خطوات الى الامام حتى احس اننى حققت شيئا وان الامل مازال موجودا ولكن هيهات ضاع مجهودى سدى .......مرت ساعتان والزحام لاينتهى واصوات وصرخات هنا وهناك وبدات ارجلى ترتعش وعظام ظهرى تكاد تخرج من بين لحمى واحسست بضيق فى التنفس وحاولت ان اصارع بكلتا اليدين حتى استطيع استخراج بخاخة ضيق التنفس من جيب قميصى واحمد الله اننى بعد هذا المجهود استطعت ان امسك بها ومان تناولتها حتى بدات ارش فى فمى حتى استطيع ان افيق من غيبوبتى واستطيع التقاط انفاسى الاهثة
وبعد عدة ساعات من هذا العذاب تقدمنا الى ماقبل شباك تسليم المستندات بحوالى متر وشكرت الله اننى ساتقدم باوراقى الى الموظف حتى انتهى من هذا العذاب...........ز الا اننى فوجئت بما لايحمد عقباة كانت الساعة قد اقتربت من الواحدة ظهرا بتوقيت القاهرة ......سمعت صوت الموظف بيقول خلاص يجماعة الفترة الصباحية انتهت وبدا يغلق شباك استلام المستندات فخرجت من بوابة المصلحة دون ان احقق شيئا فى هذا اليوم الذى بدا باشراقة شمس وبتفائل يستحق الاعجاب اوقفت تاكسيا وارتميت بداخلة كاننى قطعة لحم مدبوحة وتوجهت الى منزلى وبدات اصعد درجات السلم وكانة درجات الى الجحيم رننت جرس الباب فدخلت وارتميت على اول كرسى قابلنى وسحبت زوجتى غطاء طرحتة فوق جسدى المنهك والمتهاللك الا اننى سمعت جرس يدق بجوار اذنى يعلن لى ميعاد استيقاظى للعمل صحوت وحاولت ان استرجع ذللك الحلم الذى حلمتة والذى يكاد ان يكون كابوسا مرعبا لهؤلاء المواطنين وهؤلاء المرضى والعجائز والسيدات الاتى يعانين فى طوابير وذحام دائم لااجل الوصول الى مافرضتة الادارات والحكومات على مواطنيها.....................وما اكثر واطول طوابيرك يامصر
ولاعزاء لك ايها المواطن
والى لقاء اخر فى يوم اخر ربما يكون افضل من اليوم السابق

0 تعليقات:

إرسال تعليق