Ads

مبادرة موسى و توحيد القوى السياسية

محمد سمير

 لم اكن اتوقع ان تجمع اغلب التيارات والاحزاب والقوى الليبراليه والمدنية على مبادرة السيد عمرو موسى المرشح السابق في انتخابات رئاسة الجمهورية  بالاندماج في حزب سياسي واحد يواجه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين .
وعلى طريقة الفلاش باك في الاخراج السينمائي نجد ان الواقع السياسي المصري في الداخل لم يعرف طوال العقود الخمسة الماضية سوى تعددية سياسية شكلية وهزليه ايضا وكانت تلك القوى السياسية لاتمثل الا نفسها اذا ماكتب لها النجاح في اي انتخابات برلمانية, بل ان الصراعات الداخلية داخل كل حزب كان بمثابة شهادة وفاه لها .
ناهيك عن اختراق الاجهزة الامنية لتلك الاحزاب وبث الفرقة بين اعضائها بل ووصل الامر الى حد تجميد العديد من الاحزاب والتي كانت لاتقوى على المنافسة في اي انتخابات وبذالك لم تكن لتلك الاحزاب اي ارضية او شعبيه او جماهيرية حقيقية بين ابناء الوطن, حتى اني اذكر ان تحقيقا صحفيا كان قد اجري منذ عدة سنوات يكشف جهل رجل الشارع العادي باسماء الاحزاب او رؤسائها او حتى البرامج التي تطرحها الاحزاب.
باختصار لم يكن في الخمسة عقود الماضية سوى احزاب كاريكاتورية هزلية اعتبرتها الانظمة الحاكمة ديكورات تجمل بها وجهها امام دول العالم .
ومع قيام ثورة 25 يناير اعتقدت تلك الاحزاب ان بامكانها ركوب موجة الثورة والتي لم تولد اساسا من رحمها والتي كانت -وبحق - انتفاضة شعبيه بكل المقاييس تحولت فيما بعد الى حلم قومي بتغيير حقيقيي وجذري في كافة المجالات  السياسية و الاقتصادية والاجتماعية وعلى مستوى علاقات مصر الخارجية بدول العالم واستعادة مصر لدورها القيادي في العالم .
ومع اول انتخابات برلمانية ومع اول اختبار ديموقراطي حر لحجم تلك الاحزاب ومئات الائتلافات التي كانت ملئ السمع والابصار في مصر كانت النتيجة المفزعة لكل المراقبين ليس في مصر فحسب وانما العالم كله بفوز ساحق لجماعة الاخوان المسلمين  عن طريق حزبهم حزب الحرية والعدالة.
الغريب بل والمثير للحيرة في ان واحد هو لماذا لم ترجح الكفة تجاه ائتلافات شباب الثورة وحركة كفاية وشباب 6 ابريل على الرغم من انهم كانوا من فجرو تلك الثورة - او بالاحرى الانتفاضة الشعبيه - واليهم يرجع الفضل فيها ؟
ولماذا لم يستطع حزب عريق كحزب الوفد بكل ماله من ثقل بالتأثير في مسار الحياه السياسية كمان كان له في سابق عهده .
ولم تقتصر صدمة المراقبين عن هذا الحد وانما زادت الطينة بله عندما كانت الغلبة وللمرة الثانية في انتخابات الشورى والتي كانت تكرارا لاكتساح حزب الحرية والعدالة .
ومع التحضير لانتخابات رئاسة الجمهورية اصر اغلب المرشحين المحسوبين على التيارات الليبراليه والمدنية على العمل كل منهم منفردا ولحسابه الشخصي بعيدا عن اعتبارات الوطن والمصلحة الوطنية.
وكانت الضربة القاضية هي اعلان فوز الرئيس الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة رئيسا للجمهورية كأول رئيس مدني منتخب في التاريخ المصري الحديث والقديم .
ويرجع الخبراء الاكتساح الذي حققه حزب الحرية والعدالة الى التنظيم الدقيق بين اعضاء هذا الحزب والخبرات السياسية المتراكمة لدى كوادر الاخوان المسلمين من خلال عملهم السياسي خلال السنوات الماضية.
وبعد انتهاء الاستحقاق الرئاسي عمد كل شخص خسر في الانتخابات الرئاسية الى تأسيس حزب سياسي خاص به ليزيدوا بالفعل حالة التشرذم والفرقة بين كافة التيارات السياسية والمدنية واصبح هناك مايمكن ان يسمى حزب لكل مواطن وائتلاف لكل مواطن , حيث انه من المتاح الان ان يصبح لكل مواطن حزب يمكنه من خوض غمار الانتخابات البرلمانية القادمة.
واعتقد انه في ظل حالة التشرذم التي تعاني منها الجبهة الداخلية المصرية سوف تتكرر نتيجة الإنتخابات البرلمانية السابقة بهيمنة حزب الحرية والعدالة على البرلمان المصري.
لذا فاني من اشد المتحمسين لمبادرة السيد عمرو موسى لتوحيد كافة القوى المدنية واليسارية والليبراليه في مصر لتكوين حزب قوي قادر على استقطاب الجماهير والعمل على تحقيق مبدأ تداول السلطة وعدم استئثار حزب واحد على مقاليد الامور في مصر.
وليسمح قارئي الكريم في تسجيل موقف للتاريخ فانا لا اعادي او اكره حزب الحرية والعدالة ولكني ارفض ان يكون بمصر حزب واحد يكون بديل للحزب الوطني الديموقراطي المنحل ولكن انا مع تداول السلطة والممارسة الحقيقية للديموقراطية والمزيد من الشفافية والرقابة الشعبية على اعمال الحكومة .

0 تعليقات:

إرسال تعليق