كتبت : الصحفية الجبوري
ايتها الارض الغالية القريبة الى نفسي ...لا أستطيع العيش بدونك...فأنتي تجسدين أعظم القيم الانسانية في حياتي .. فأناخلقت منك .. ومن المؤكد أن هذا هو سر عشقي لك ..فقد خرجت إلى الحياة من طينك وترعرعت فوق أديمك..وأكلت من ثمارك ..وتغذيت من عطاءك ..فانت ماضي وحاضري ومستقبلي ..وأنت سر حياتي وعنوان وجودي.
أيتها الأرض .. صباح الورد المفروش على وجهك .. صباح الشجر وسنابل الحنطة التي تزين ثوبك وخصلات شعرك.
وأحلى صباحات للشعوب الذين يعيشون على أرضك .. لقد كنت براكين اتفجرت ثم تحولت إلى أرض وماء .. من ترابك جبل ( بضم الجيم ) أبونا أدم وأمنا حواء.. بخيراتك وبثرواتك ننعم .. ولولا عطاءك من ماء وطعام لما عانق مخلوق وجه الشمس ولما عاش إنسان على ترابك .. فأنت أمنا الثانية الحنون التي تحتضننا برحمها بعد رحيلنا عن الدنيا الفانية .. أنت الغالية لأن تراب الوطن منك .. والتراب الذي إحتضن أجساد الأباء والأمهات منك .. والتراب الذي دثر أبطال الوطن وبعض الأقارب والأصدقاء منك.
أيتها الفاتنةصاحبة الجمال الرائع .. انت أالكرامة والإباء.. أنت الشموخ والكبرياء .. من باطنك الذهبان الأصفر والأسود .. من أرضك الماس والياقوت والكهرمان , وعليك و من أجلك صراع الشعوب والحروب ..بجمالك يتغزل الشعراء والأدباء .. كم أنت متواضعة حين يمشي عليك البشر يخبطون أقدامهم بقوة على وجهك.. متناسيين بأنهم مهما طال عمرهم سيدفنون في قلبك .. وستذوب أجسادهم وستمتزج بترابك وسيمشي عليها البشر .. إذن لنتواضع حين نطأك إحتراماً لمن سبقونا .. وعسى الذين سيمشون على التراب الذي سيضم أجسادنا يحترمونا ..!
لكنني أيتها الأرض العظيمة الجالسة على كرسي الشموخ والكبرياء.. الساخرة بمن يتنازعون عليك.. وأنت تبتسمين ولا تتحركين من مكانك وهم يأتون ويذهبون إلى المجهول .. أراني اُعاتبك .. لأنك لا تعلمين كم أنت أنانية وبخيلة وقاسية .. أقول هذا، لأنك تأخذين كل الذي اعطيته .. تاخذينه إما بلحظة .. أو بعد معاناة مع مرض ما .. أو كما يقولون إنه القدر .. وأن قدر كل البشر في قلبك الذي يساوي بين الغني والفقير .. بين الملك وعامل التنظيفات .. بين الأمي والعالم .. وبين الشاعر والفاجر ... بين الصادق والكاذب .. اسالك أيتها الرائعة، هل هو العدل الذي لا يطبق على وجهك يطبق في باطنك ..؟
آه وألف آه منك أيتها الأرض .. إنك تجذبين نحوك كل شيء .. وتشربين كُل شيء سائل يهطل على ثوبك ما عدا الدم .. فالدم وحده لا يشبعك أيتها النهمة والجشعة لأنك تريدين الدم والجسد معاً ..! فاكبري أكثر .. وجودي بالعطاء والأخذ أكثر .. حقاً إنك سر من أسرار الحياة .. نعيش عليك .. ونعود اليك شئنا أم أبينا.!!
رجائي اليك أيتها الأرض حين تضمين جسدي المتعب إلى صدرك بأن تكوني حنونة ودافئة كصدر وحضن أُمي لأنني أعيش قساوة ووحدة وغربة الأيام !!..
0 تعليقات:
إرسال تعليق