Ads

مفهوم الانسانية عند مصطفي لطفي المنفلوطي

عبير ياسين

في كتابه النظرات يقول المنفلوطي : " الجامعة الانسانية أقرب الجامعات الي قلب الانسان وأعلقها بفؤاده وألصقها بنفسه لأنه يبكي لمصاب من لا يعرف وان كان ذلك المصاب تاريخا من التواريخ .....لأنه يعلم أن أولئك المنكوبين اخوانه في الانسانية وان لم يكن بينه وبينهم صلة في أمر سواها "

" ولولا أن ستار من الجهل والعصبية يسبله كل يوم غلاة الوطنية أو تجارهما علي قلوب الضعفاء السذج لما عاش منكوب في هذه الحياة بلا راحم ولا ضعيف بلا معين ..." 

" لا بأس بالفكرة الوطنية ولا بأس بالحمية الدينية ولا بأس بالعصبية لهما والزود عنهما ولكن يجب أن يكون ذلك في سبيل الانسانية وتحت ظلالها فالوطنية لاتزال عملا من الأعمال الشريفة المقدّسة حتي تخرج عن حدود الانسانية فاذا هي خيالات باطلة وأوهام كاذبة 
والدين لايزال غريزة من غرائز الخير المؤثرة في صلاح النفوس وهداها حتي يتمرد علي الانسانية وينابذها فاذا هو شعبة من شعب الجنون "
" فاذا كان لابد للانسان من أن يحارب أخاه أو يقاتله فليحاربه مدافعا لا مهاجما وليقاتله مؤدبا لامنتقما وليكن موقفه أمامه في جميع ذلك موقف العادل المنصف والشفيق الرحيم " 
متي يتصف الانسان بالايمان ؟ 
وفي مقالة له اسمها (خداع العناوين) يقول المنفلوطي : " لن يؤمن المؤمن حتي يبذل في سبيل الله أو في سبيل الجماعة من ذات نفسه أو ذات يده مايشق علي مثله الجود بمثله أما الجود بالشفهاة للهمهمة والأنامل للمسبحة فعمل لايتكلف صاحبه له أكثر مما يتكلّف لتقليب ناظريه وتحريك هدبيه وهل خلقت الشفاة الا للتحريك والأنامل الا للتقليب فما أهون همهمته ومسواكه ومسبحته وهو بعنوان المنافق الكاذب أجدر منه بعنوان التقي الصالح قال تعالي : ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون )
ان للايمان مواقف يمتحن الله فيها عباده ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين فان بذل الضنين بماله ماله في مواقف الرحمة والشفقة والشحيح بنفسه نفسه في سبيل الذود عن حوضه والذب عن عشيرته وقومه وضعيف العزيمة مايملك من قوة وأيد في مغالبة شهوات نفسه ومقاومة نزواتها فذلك المؤمن الذي لايشوب ايمانه رياء ولادهان ولايخالط يقينه خداع ولا كذب "
وفي مقالته الأمجاد يقول : " لامجد الا مجد العلم ولاشرف الا شرف التقوي ولا عظمة الا عظمة الآخذين بيد الانسانية المعذّبة رحمة بها وحنانا عليها أولئك هم الأمجاد وأولئك الذين يفخر الفاخر بالاتصال بهم والانتماء اليهم وأولئك هم المفلحون "
وفي مقالته الرحمة يقول : " لو تراحم الناس لما كان بينهم جائع ولا عار ولامغبون ولامهضوم ولأفقرت الجفون من المدامع ولاطمأنت الجنوب في المضاجع ولمحت الرحمة الشقاء من المجتمع كما يمحو لسان الصبح مداد الظلام .....
لايمكن أن تجتمع رحمة الرحماء وشقوة الأشقياء في مكان واحد الا اذا أمكن أن يجتمع في بقعة واحدة الملك الرحيم والشيطان الرجيم ولو كان للرحمة سبيل الي القلوب لما كان للشقاء اليها سبيل " وفي مقالته الاغراق يقول المنفلوطي " أيها القوم ان عجزتم أن تكونوا عادلين فكونوا راحمين فارحموا أنفسكم واعفوها من الدخول في مآزق أنتم عاجزون عنها وارحمونا فقد ضاقت صدورنا بمثل تلك المتناقضات "
وفي مقالة له بعنوان القمار يقول المنفلوطي : " لن يسمي الرجل زاهدا أو عفيفا الا اذا أمسك نفسه عن شهوة تدعوه اليه فيدفعها وتثور ثائرتها بين جنبيه فيقمعها " 

متي يسقط أي نظام حكم


0 تعليقات:

إرسال تعليق