Ads

اوعاد الدسوقي: القذافي في نسخته المصرية


وتتوالي الإنجازات المبهرة للسيد رئيس البلاد ولي أمر العباد الحاكم بأمر الإرشاد "محمد مرسي" الذي سجل اسمه بحروف من نور في _سابقة هي الأولي من نوعها_ بـ موسوعة "جينس للأرقام القياسية " كأول رئيس في العالم يخطب في شعبه لمدة ساعتين و 40 دقيقة بالتمام و الكمال و أنه أول رئيس يبدأ خطابة في يوم و ينهيه في اليوم التالي , " مبـــارك " عليك هذا الأداء الرائع سيادة الرئيس و بهذه المناسبة الوطنية المجيدة التي أضافت لسجل إنجازاتك الحافل صفحة مضيئة سيذكرها التاريخ إلي قيام الساعة! ,أسمح لنا أن نهديك أغنية حمادة هلال والله و عملوها الرجالة و رفعوا رأس مصر بلدنا!!!.

فمعك سيادة الرئيس عشنا ليله ولا ألف ليله وليله استمتعنا فيها بحضورك الطاغي و خفة روحك و ما جادت به قريحتك من ارتجال فذ و تشبيهات عبقرية لا يتحدث بها سوي قاطني العشوائيات, فقد تفوقت علي نفسك سيادة الرئيس هذه المرة و جعلتنا ننصت بـ إنبهار إلي خطابك المنتمي و بجدارة إلي المدرسة القذافية التي كنا نظنها أغلقت أبوابها بموت مؤسسها و راعيها في ليبيا لكن تفاجئنا أنه قد أفتتح لها فرعا في مصر برعاية إخوانية و كأن القدر يسخر من المصريين ويخرج لهم لسانه قائلا مثلما سخرتم سابقا من قذافي ليبيا ستكونون عبره و يا لها من سخرية قاسية للأقدار جعلتنا محطة أنظار العالم لمتابعة القذافي في نسخته المصرية.

و كعادتك و مع كل خطاب تأخذنا في رحلة إلي عالم الإندهاش من لغتك الخطابية الهزلية الهزيلة المطاطية الهلامية الغير مفهومة والغير متزنة التي تهدم لا تبني, تفرق لا تجمع , المفرغة من المضمون و المعني و القيمة المليئة بالعبارات الإنشائية التي لا ترتقي ولا تتسق مع الأحداث ,أسلوب ركيك و مفردات لا تليق بمكانة الرئيس و مقام الرئاسة , بعيده كل البعد عن المصداقية , مزركشة بـ الأرقام الكاذبة و الحقائق الزائفة و التشويه المتعمد للخصوم و اختلاق وقائع فساد و مؤامرات ليس لها وجود إلا في أذهان الموالاة من المتأسلمين.

أما عن تعظيم الأنا فقد جاءت بشكل مرضي فج حيث تكررت جملة "أنا" بطريقة مستفزة _ أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة , أنا القائد الأعلى للشرطة , أنا رئيس البلاد, .... الخ _ و كأنه لازال لا يصدق نفسه أنه يحكم مصر لذا فهو طول الوقت بحاجة إلي أن يؤكد لذاته حقيقة ما هو فيه,هذا الخطاب يستحق و بجدارة أن يدرس في جميع معاهد أعداد القادة بالعالم ليكون نموذجا للخطابات الفاشلة التي يجب علي قادة المستقبل تداركها و عدم الوقوع فيها.

و رغم جو الإحباط الذي شاع بين المواطنين الذين كانوا يأملون أن يأتي الخطاب بجديد يحقن الدماء و يغلب مصلحة الوطن إلا أنه يجب الاعتراف بفضل هذا الخطاب الذي أحدث هزه عنيفة للمواطن جعلته يستفيق من أوهامه و يعرف أن لا فائدة مع هذا النظام و قد كان أيضا بمثابة الحافز لمن لم يمضي تمرد و من لم يقرر النزول لحسم أمره و يعقلها و يتوكل و يقرر المشاركة يوم 30 يونيو بعد ما رأي بنفسه أنه أمام حاكم مغيب عن الواقع لا يدرك حجم الأخطار المحدقة بمصر و كم الأزمات و المشكلات التي يعج بها الشارع يراها القاصي و الداني إلا هو و جماعته , حاكم لا يحسن التصرف و اتخاذ القرارات التي من شأنها منع الانشقاق المجتمعي , حاكم مصر طول الوقت علي أن يعادي شعبه و يستعدي المؤسسات , دائما ما ينكأ جراح الانقسام و يؤجج الضغينة بين أهل مصر , شكرا سيادة الرئيس علي حسن تعاونك فقد جاء خطابك في التوقيت المناسب كعامل دفع للمصريين للنزول إلي الشوارع و الميادين بالملايين للمطالبة بإسقاط نظام أعمي أصم فاشي يعاني من متلازمة الغطرسة.
د. اوعاد الدسوقي

0 تعليقات:

إرسال تعليق