Ads

تحرر المرأة ...وهوية الأبناء

بقلم/ زهرة يونس   
مع الإنفتاح على الثقافات الأخرى, وتصاعد حدة الألسنة الناطقة بدعاوى حقوق المرأة من بوتقة المنظمات الحقوقية والمجتمعية سواء على المستوى الإقليمى أو المستوى العالمى, والتى جعلت محط إهتمامها (تحرر المرأة ) الشرقية والعربية من قيود العادات والتقاليد التى تعوق تقدمها وانطلاقها فى المجالات المختلفة, وجب الإلتفات إلى أن الدور الأساسى للمرأة داخل الأسرة فى التنشئة للأبناء لايقل من شأنها ولاينتقص من قيمتها داخل المجتمع.

فالنجاح والتميز الذى تنجزه علمياً وثقافياً لايعنى خروجها عن كونها أنثى لها كيان الابنة والزوجة والأم, هذا الكيان لايستقل مهما علا قدره دون التكامل مع كيان الرجل .

وتحرير المرأة لايعنى تحررها من هذا القالب الإجتماعى الذى تفتقر إليه المرأة فى المجتمعات التى تدعى الحرية وتدعو إليها.

فقد تشرد المرأة وسط عراكها الطموح ضد الرجل عن الثوابت الإجتماعية التى تضمن للمرأة حقوقها قبل واجباتها. فحتى تتفوق المرأة فى مجال ما لإثبات قدراتها ومساواتها بالرجل, فهذا التفوق يجب ألا يتنافى مع طبيعتها الأنثوية, وألا يخدش كيانها الذى نما على الستر والحياء داخل مجتمعها الشرقى, كذلك ألا يجور على مهمتها كزوجة وأم مربية لأبنائها..وإلا أصبح نجاحا منقوصا.

وتحرر المرأة ثقافياً وفكرياً له التأثير الأول على سلوكيات الأبناء وشخصياتهم,ومدى إنتمائهم لعادات وتقاليد مجتمعهم ومدى إرتباطهم بتاريخهم وولائهم لبلدهم, كما أن له التأثير الأبعد فى إختياراتهم لمجال التعليم والعمل وإتجاهاتهم الفكرية والسياسية, ومدى إلتزامهم وتدينهم وإرتباطهم بلغتهم الأم.

فكلما إرتقت الأم فى العلم والثقافة؛ إنعكس تأثير هذا الترقى فى تربيتها لأبنائها,وإبداعها فى خلق جسر للتواصل يغرس فيهم الإنتماء لهويتهم الإجتماعية والدينية والثقافية.

كما أن تميز المرأة فى نجاحها ينبع من كونها رغم التواصل والإطلاع على الثقافات المغايرة لثقافتها ودرايتها بها ,إلا أنها تحرص على صبغ هذا النجاح بصبغة شرقية عربية لتؤكد على إرتباطها بهويتها, وليس التنصل من جذورها والإنجراف كلياً مع تيارالعولمة, لما فى ذلك من تدعيم لصورة المجتمع الشرقى ولثقافته بين المجتمعات, والإسهام فى محو الصورة المشوهة عن تخلف ورجعية المجتمع الشرقى وحجره على فكر وحرية المرأة.

0 تعليقات:

إرسال تعليق