الحب معنا كبيرا يتفاوت فيه الناس فيصلون تارة إلى مرحلة الجنون ، ويكون في أحايين أخرى أمرا عاديا لديهم .
بعضهم يرضى بكلمة عابرة فيعيش متيما على إثرها أعواما ، وبعضهم لا يتيقن الحب إلا بالأفعال التي تبرهن شغف الطرف الآخر به .
ومن هذه الفكرة انطلقت عادات وتقاليد فتجد أن بعض الأطياف الموريتانية يفضلون عدم إظهار الحب من قبل الزوجة لزوجها وان إظهارها لحبه هو بداية النهاية للعلاقة الزوجية ، حتى وان كانت تكن له الكثير من الحب ولكنه في الغالب يرى حبها ظاهرا في بعض أفعالها , وفي المقابل لو جئنا إلى الشرق سنجد أن المرأة المصرية تعبر لزوجها بالحب وربما تؤكد له ذلك في كل المناسبات وبين الأقارب ، وفي المجمل إظهار الحب أفضل من إخفائه ، فماذا يريد الرجل من امرأة لا تظهر له الحب فهي حتما ستشعره بالتبلد وهذا مخالف لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعلن حبه لعائشة حينما قال له الصحابي عمرو ابن العاص من أحب الناس إليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( عائشة) قال له من الرجال قال النبي صلى الله عليه وسلم (أبوها ) .
ويختلف الناس في معاني الحب وأسمى معاني الحب هو كما يقول د علي شراب : ( أن احبك لذاتك لا لذاتي ) وهذا معنى سام وبسبب ما يسمى بحب التملك وهو كما د علي شراب ( أن احبك لذاتي لا لذاتك ) وهذا يسبب الكثير من الإشكاليات لأنه حب أناني يخالف معنى الحب الحقيقي أن نحب للآخر الخير ، حتى وان لم يكن بقربنا ، حتى وأن لم يجمعنا سقف واحد ، أحبه ليكون بخير ، أحب له النجاح والسعادة ، وافرح لأفراحه ، أحبه حتى ولو لم أراه قال تعالى ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ).
أي حب بعد هذا ، حقا ما أجمل الحب العميق للبشر ، ما أجمل أن تحب لهم الخير ، وتتمنى لهم السلام ، أينما كانوا فوق أي ارض ، وتحت كل سماء ...
كتبه / حمد عبد العزيز الكنتي
0 تعليقات:
إرسال تعليق