سحر عبد القوى
هل أدركت زورقا صغيرا يترنح فى قلب محيط غاضب زاخر بالموج....؟ هناك...حيث لا يدرك مد البصر يابسة....والزورق يبدو كطوف ضعيف نجا من تحطم سفينة هشمتها عاصفة أحرقت ببرقها قلبين سكنا فى جوف سفينة الحب....ذاك الزورق المترنح الضائع فى مجاهل الضباب والبرق والرعد وزبد الموج هو قلبي....أما المحيط العاصف...فهو حبك...أنت
سابقا...ظننت نفسي قبطانا ماهرا...قادرا على الوصول بسفينة حبنا إلى بر آمن...كنت أظن أيضا...اننى أملك كل احداثيات مسطحاتك المائية....وأن بيدى بوصلة لا تخطىء فى فهم انفعالاتك...افعالك وردود أفعالك...وأن لسفينتى أشرعة قوية...صلبة...لا تكسرها محض عاصفة...وكنت أظن....أن مسطحاتك المائية بها العذب الفرات...والملح الأجاج...لكنها كانت محض ظنون آثمة...دفعت ثمن أثمها من دمعاتى...ولم تكفينى الدموع تكفيرا عنها...
وجدتنى لست قبطانا ماهرا...وكأننى لست ابنة البحر...وعروسه...وجنيته الشقية التى اعتادت الغرق والنجاة...وجدت خرائطك مزيفة...وعندما وجهت قِبلة سفينى صوب البحر...وجدت بحرك بحرا لا أعرفه...ليس له بر ولا شاطىء....لا تهدأ عواصفه...لا يسكن برقه....ولا تمسك سماؤه عن سكب امطار الغضب...هل كانت خطيئتنى...هل تعجلت قليلا...أم كثيرا...هل كان يلزمنى مزيدا من الوقت كى أعرف أكثر عن بحر الظلمات الكامن خلف سلسبيل نهر حبك العذب...؟ هل كان ذاك المصير هو نتيجة اندفاعى...أم الوجه الآخر لمقامرة قامرتها بعُملة حبك المعدنية التى طيرتها فى الهواء...ولم أكن ادرك أن لها وجهين...؟ وجه يرسم الحب....و وجه يلقي بماء النار على وجه الحب...فيشوه ما رسمه...ويترك ندوبا وتشوهات تحتاج متخصصا فى جراحات التجميل يمكث على محاولات اصلاح ما صنعته النيران فى وجه الحب الملائكى الفاتن لمدة عام ونيف...
أنت يا حبيبي بحر احبه وأخشاه...أترنح فيه بزورق معرض للتحطم والغرق...ليس بيدى اختيار...ولا أملك لنفسي وجهة أخري...قلبي يترنح فى قلب عاصفتك...كلما هدات...لاح امل الوصول لشاطىء حتى ولو كان شاطىء ذو أحجار جارحة...وعندما تهدا عاصفتك...تثور فى قلبي أنا عاصفة....تشعل محيطك المُر بلظى الهجر...تحرق أمل الشاطىء...ويصبح طيف اليابسة...محض وسوسة...وربما هَلوسة...
ومازال زورق قلبي يتأرجح...بين الحب والنقمة...بين الشوق ورجم شيطان الهوى بجمرات النسيان...بين الحنين والقسوة...وكان حبك بات لعنة...
أحبك...وأنسي أننى أحبك...فاكرهك...وانسي...ويأكلنى لحم قلبي خوف عليك كطفلِ...فاأشتاق لك...واشتهيك...واذبح انوثتى التى تشتهى عبيرك على مذبح التجاهل...إلى أين يأخذنى حبك...صعب جدا أن أحب رجل حبه كمحيط مرار مظلم بلا خريطة ولا نجم يزين سواد موجه....أسبح فيه كمن يضرب بذراعيه فى سخام المجاهل...و رغم علمه...يظل بالحب جاحد جاهل....

0 تعليقات:
إرسال تعليق