Ads

سافر...ولدي..


الى الشهيد محمد الشعار.. طفلنا جميعا.. الذي سافر وترك في قلب امه والوطن حسرات..اهديه كلماتي علنا بعد الدمع ندرك كنه أنه اصبح وجها من وجوه الوطن..

بقلم: نسرين ياسين بلوط

سافر.. وحزم ربيعه في حقيبة الوداع..
أرداني يمامة صرعها العشق..
فانتفضت صريعة كاحتراق شجوني..
ودعني في رحى الوحدة أرسم حدودها..
لتتكدس أغشية ثقيلة في عيوني...
وتغتالني ملاءتها الحالكة بقسوتها...
بنفائث غضبها السخي العارم...
سافر.. كظل سماوي رقيق عابر..
مرّ بي بتؤدة باسما"...مودعا"...
كأن لقاءه محض صدفة...
تتردد أنفاسها محتدمة بنار جنوني..
احترت في أدمعي تنسكب أنهارا"..
وأنا ألوح له بيد منكوبة بحسرتها...
أغرف من خياله المشهد الأخير..



سافر عذبا" كعادته.. جميلا" كروحه..
نافذا" إلى لبي بسحر الجفون..
يرتل على بلوري ربيعه الحالم...
يبدد من سمائي شتاءها القاتم...
يبث لي أحلاما" مهربة دافئة..
يقهر يأسي بملامحه الباسمة...
يلوح لي بحب تجلى في مبسمه...
فأبكي... وداعه الأخير!...




لن أترقب عودته بعد ذاك الصباح...
من شرفتي الصامتة الخالية...
لن أكحل أهدابي بطول انتظاره..
وأمطرها بوابل من معالمه...
لن أرتشف زخات المطر معه...
ولن يربكني وجهي في المرآة...
سأعود لوحدتي... وألمي..
سافر.. بصمت...
كما جاءني يوما".. بصمت...

0 تعليقات:

إرسال تعليق