Ads

قراءة ورؤية تحليلية فى قصيدة ( روحٌ وحيدة)للشاعرة ميمى قدرى


إعداد الشاعر / محمود يونس 
*************
الملاحظة عندما تتحول إلى ظاهرة 
*********************
عندما تطالعك قصيدة وتستمتع بها ،،غالباً ما يأخذك الفضول لمعرفة من صاحبها ،، وعندما تتكرر الملاحظة فإنها تصبح ظاهرة ، تستحق الوقوف عندها لمعرفة ، من هذا المبدع الذى استطاع أن يستوقفك مرات .
**والشاعرة موضوع القراءة والرؤية التحليلية لأحد أعمالها التى استوقفتنى ،، هى شاعرة ريفية من المنصورة عرفتها من خلال الإتحاد العالمى للشعراء والمبدعين العرب ،، واستمتعت بمجموعة من قصائدها ،، كما أهدتنى مجموعة دواوينها التى أصدرتها.
** ومن خلال قراءتى لأعمالها ومعلوماتى التى عرفتها عنها ،، أدركت حقيقة ، كيف أن أرض مصر الطيبة و البيئة الريفية بما تحمله من نقاء وصفاء وهدؤ وعلاقات على الفطرة الطبيعية بالإضافة لدراستها للهندسة الزراعية استطاعت أن تشكل وجدانها الشعرى .
**وكيف استطاعت أن تتغلب على منظومتها الخاصة مابين الكتابة والإبداع وبين أسرتها الصغيرة فى ظل وجود رجل رائع تكن له ،- ونحن معها بلاشك -،كل الإحترام والتقدير ، ذلك الرجل الذى ساعدها على النجاح ، ولم يكل أو يمل عن مساندته لها ، حتى استطاعت أن تمتلك كل هذا الإبداع وأن تصل الى هذة المنزلة فى قلوب عشاق فنها ومحبيها ، فى ظل امتلاكها لأدواتها كشاعرة ، استطاعت ان تصنع لها مقعداً فى الصف الأول لشاعرات مصر والوطن العربى ،، إنها الشاعرة المبدعة / عزة فتحى ، الملقبة بـ (ميمى قدرى ). 
أولاً : النص 
*********
روحٌ وحيدة
********
تتماوج ذؤابات الطيف
و تتسابق مع ألوانِها السبع
سبع أمنياتٍ وروحٌ وحيدة
تقبع مع ظِلي في مكانها
تتلفـَّت يمينا ً ويسارا ً
على غَـيهَـبِ قِـبلةٍ طاف اليراعُ حولـَها
ونسيَـني وارتحل
تنتظر ظهوره وسط حشد ازدحام الأدعـية
وفواصل أوردتي المسكونة َ بأصواتِ النداء
والمسرح كبير لا تسعَـهُ ستارة وممثـلين
والحضور كتأهب النيران في رأسي..
مُصفقين ومُعلقين
تستلني من الفجر كالصبح فكرة..
بلا عـنوان ٍ أو إنذار
تتخبطني كل أعوامي ببعض ِ حنين
تطلق العنان لروحي
فيهجـر الهجـرُ ملاكي ...
ويعود كما الحلم الجميل
يُعـربد على أوتارالمجهول
تعاتبني الفكـرة... بلمحة من مطر العـين
آسفة ًعلى تثاقل شاعـرَها في الحضور
أيقظ فيها الجُـرحَ السخـين
وتتساءل:.. لماذا هي وحيدة؟!
فكل شاعـر ٍ تنام يداه على خصر ِ قصيدة
ولا يستيقظ إلا وهي بين أحضانه.. تستهدئ وتستكين
تعثرتُ في فكرة الرجوع
والرغـبة في الركض بعيدا ً..
رأيتها كل آن.. تـُلقى النظرَ من قريب.. ومن بعيد
على فستانها الليلكي.. المُطرز بحبات اللؤلؤ القمري
ينتابها القلق فـتـُُعـيد - بأيدٍ مرتعشة - ترتيب ياقة أحرفها
الزكية العطر
وعن طريق الخطأ .. تـُبلل أطرافَ الكلمات
بالعَـرَقِ المساميّ اللـّون حيث تـُشير خطوط ُ كفيها
تتملكها رهـبة الظهور من شرفتها..
وإطلالتها الأولى
شئ ٌ من الخجل يعـبث بحواسها..
يدغدغ ثقـتها
وصل إلى سمعها صوتُ هـَرج ومـَرج
نهضت من مكانها لترى ما يحدث
رأته يختالُ متهاديا ً بين الجميع
يُصافحُ هذا ويُجاملُ ذاك
ارتفع بناظريه لأعلى .. لكي يُعطيها إشارة البدء
لعرض رقصاتها ..
مع التباهي بمفاتنها .. التي أوسع الليل بها
عُـزفـَت الموسيقى استعدادا ً لظهورها
هبطت .. وهي تحاول أن تتذكر تعاليمه أن .. لا قلق
وأن تقتنص مكانتها وسط القاعة الممتلئة بالعديد من القصائد..
والعديد من المُحللين والمُنتفعين .. والراكضين وراء إبتسامة منها..
فقط
دقت على الأرض بحذائها .. وفي كبرياء .. رفعـت رأسها
وبدأت في أداء دورها بكل إتقان القصيدة
أمسك الشاعربيديها .. وظل يُراقصها ويدور بها
وكلما دار.. دارت
وظهر منها ما كانت تخبئه عمدا ً
إلى أن ظهر جسدها المُحَـلـَّى بطلاسم الكلمات..
التي لا يفك شفرتها إلا مُعجبَها الذي تتأبطه..
كل وقت وحين
تعبت من كثرة الرقص .. ومداعـبة من حولها
حملها الشاعـر وصعد بها
إلى الدور العاشـر.. إلى (الدّرك الأخير)
وتركها وحيدة الكون .. والوطن .. والترتيل
في لظى الحريق
وأشار إلى الجميع
أن يصعدوا اليها .. ليـُكمِلوا مشوارَه على مآذن الأنين
وحدَّق إلى الأفق ِ البعـيد.. ليُداعبَ أفكارَه المُحَلـِّقة
ليغـزل منها تمائم.. تحفظ أجـِنـَّة الشعـر الوليد
ويُسخـِّر شيطانه ليُطوِّع نجومَ الليل .. قناديلَ إلهام
ومِلكٌ لليمين

ميمي قدري

ثانياً : القراءة والرؤية التحليلية للنص .
************************
.. شاعرتنا اليوم ،وضعتنا أمام نص مسرحى بكل ما يحمله من معانى ،، ولعلها تضيف لنا اليوم ( القصيدة المسرحية ) بعيداً عما يقوله الشعراء ولا يمت للقصيدة المسرحية بأى صلة من ( مفتتح **ومدخل ** ومشهد * ألخ من الألفاظ التى لو حذفوها واسمعونا القصيدة على بعضها لكانت ربما أفضل ،، أو يعنونون كل مقطع بعنوان فكثيراً ما يكون قصيدة منفصلة ).
**شاعرتنا اليوم بدأت قصيدتها (روحٌ وحيدة)واصفة للتجربة الشعرية التى تمر بها ، بما تحمله من ألوان الطيف التى تتماوج وبما يحمله كل لون من معنى يعكس شيئاً بداخلها ،، ومع ألوان الطيف السبع تتسابق معها سبع أمنيات ، تحملهم نفس وروح وحيدة ، وهذة الأمنيات تظل مع ظلها أينما كانت .
الجمال فى كلمة (ظلى)
**************
نلاحظ جمال معنى كلمة(ظلى) فى جملتها الشعرية (تقبع مع ظلى فى مكانها)،،وكيف ألوان الطيف بما تحمله من ألوان تعكس مدلولات داخلها من النقاء والرومانسية والتفاؤل والتشاؤم وكيف تقبع جميعها فى الظل الذى لايحمل إلا اللون الأسود ،، تتلفت يميناً ويساراً على قبلة الأحلام والأمانى التى أصبحت فى الغياهب والأهمال وعدم الإهتمام بعد أن كان من يتلهف عليها لايكل من الطواف حولها ثم فى لحظة نسيها وارتحل فتقول:

تتماوج ذؤابات الطيف
و تتسابق مع ألوانِها السبع
سبع أمنياتٍ وروحٌ وحيدة
تقبع مع ظِلي في مكانها
تتلفـَّت يمينا ً ويسارا ً
على غَـيهَـبِ قِـبلةٍ طاف اليراعُ حولـَها
ونسيَـني وارتحل

وقفة مع القبلة والطواف 
***************
وهنا نأخذ على شاعرتنا المبدعة استخدام ألفاظ ( القبلة ،، والطواف)ولعلنا نتذكر حينما أُخذ على شاعر الأطلال إبراهيم ناجى قوله فى قصيدة ( وداع ).

هــذة الكعــبة كــنا طائفــــيها ............والمصلين صباحاً ومساء 
كم سجدنا وعبدنا الحسن فيها .............كيف بالله رجعنا غربــاء

فوقعت شاعرتنا فى نفس الملاحظة التى أخذت على ناجى ، عندما استخدمت القبلة والطواف ولكن بطريقتها واسلوبها الخاص .

مشهد (1)** كلاكيت أول مرة 
*****************
**ثم انتقلت شاعرتنا لمشهد مسرحى حين صورت حيرة المحبة العاشقة وهى تنتظر المحبوب ولا تهدأ لحظة عن التوسل والدعاء وتترقب صوته ولحظة النداء ، ونلاحظ جمال المعنى حين تصور لنا الشاعرة وهى جالسة بين الحشود والكل ينظر إليها ، كما ينظر المتفرجون للممثل على خشبة المسرح ولكن مسرحها كبير لا يستطع أن يحمل كل من يشاهدونها ،، فكيف تحجب أعين كل من حولها عن رؤيتها أو التعليق أو التصفيق فتقول :

تنتظر ظهوره وسط حشد ازدحام الأدعـية
وفواصل أوردتي المسكونة َ بأصواتِ النداء
والمسرح كبير لا تسعَـهُ ستارة وممثـلين
والحضور كتأهب النيران في رأسي..
مُصفقين ومُعلقين

**ثم تعود بنا من الصورة المسرحية إلى واقعها وكيف تكون عندها فكرة مستقبلية كما يكون الصبح عند الفجر فكرة ،، ثم تصبح الفكرة فى المستقبل حقيقة ،، ولكنها بلا عنوان أو إنذار حاملة حنين الماضى ومطْلِقة العنان لخيالها.
** ثم تفاجئنا بصورتها الفلسفية ونظرية (نفى النفى إثبات)،، عندما تقول (يهجر الهجر ملاكها)،، ثم تعود وتنظر للمجهول فتعاتبها الفكرة،، فتنهمر دموعها كالمطر متأسفة على لهفتها وشوقها،، فى حين أن من تتألم من أجله يتباطىء ليتسبب فى إيقاظ جرحها الأليم ،، ولكل ذلك تتساءل وتتعجب ،،، لماذا هى وحيدة ؟!،، برغم أن الشاعر إذا ما قبض على قصيدة لايقوم إلاوهى بين يديه ،، وهنا تتعجب من شاعرها وكيف لا يهتم ولايبحث عنها،، فى حين أنها قصيدته التى طالما طاف حولها واصبحت بين يديه وفى أحضانه هادئة ومستكينة ومطمئنة فتقول :

تستلني من الفجر كالصبح فكرة..
بلا عـنوان ٍ أو إنذار
تتخبطني كل أعوامي ببعض ِ حنين
تطلق العنان لروحي
فيهجـر الهجـرُ ملاكي ...
ويعود كما الحلم الجميل
يُعـربد على أوتارالمجهول
تعاتبني الفكـرة... بلمحة من مطر العـين
آسفة ًعلى تثاقل شاعـرَها في الحضور
أيقظ فيها الجُـرحَ السخـين
وتتساءل:.. لماذا هي وحيدة؟!
فكل شاعـر ٍ تنام يداه على خصر ِ قصيدة
ولا يستيقظ إلا وهي بين أحضانه.. تستهدئ وتستكين

مشهد (2)**كلاكيت أول مرة
*****************
** ثم تراودها فكرة الرجوع والرغبة والإبتعاد ،، إلا أنها تعود للمشهد المسرحى مرة أخرى،، وتستخدم الراوى الداخلى لذاتها،، وتصف المشهد وهى تنظر بتمعن لجمالها الذى أعدته لشاعرها ،،من حيث فستانها الليلكى الجميل ، المبهر المطرز بحبات اللؤلؤ ، ثم ما تلبث أن ينتابها القلق لتعيد النظر فيما ستقوله،، لتضيف على ما وضعته من كلمات على الورق جملاً بحبر قلمها الذى يقطر عطراً ،،رغم الرعشة والرهبة التى تتملكها حين الكتابة ،، ومن شدة اضطراب المشهد يتبلل الورق بالعرق الذى يقطر من مسام كفيها قبل إطلالتها من شرفتها فى مشهد الظهور ،، إلا أنها رغم خبرتها التى عاونها عليها شاعرها فى مواجهة الجمهور والمعلقين والمحللين ،، إلا أنها شىء من الخجل يعبث بحواسها ويتلاعب بثقتها فى المواجهة فتقول : 

تعثرتُ في فكرة الرجوع
والرغـبة في الركض بعيدا ً..
رأيتها كل آن.. تـُلقى النظرَ من قريب.. ومن بعيد
على فستانها الليلكي.. المُطرز بحبات اللؤلؤ القمري
ينتابها القلق فـتـُُعـيد - بأيدٍ مرتعشة - ترتيب ياقة أحرفها
الزكية العطر
وعن طريق الخطأ .. تـُبلل أطرافَ الكلمات
بالعَـرَقِ المساميّ اللـّون حيث تـُشير خطوط ُ كفيها
تتملكها رهـبة الظهور من شرفتها..
وإطلالتها الأولى
شئ ٌ من الخجل يعـبث بحواسها..
يدغدغ ثقـتها 

مشهد (3)** كلاكيت أول مرة 
*****************
** ثم تنقلنا لمشهد مسرحى آخر باستخدام أيضاً الراوى الداخلى لذاتها ، حين تصور لنا صوت الهرج والمرج ، حيث شاعرها المتباطىء يختال متهادياً بين الجميع .
جمال المعنى فى ( يختال متهادياً بين الجميع)
****************************
وهنا نلاحظ رغم عتابها عليه وملاحظتها التى أوردتها على تصرفاته وعدم اهتمامه بها إلا أنها تصوره فى مشهد الفخار والأعتزاز بالنفس حين تصفه وهو يختال متهادياً كالملك المتوج بين الجميع يصافح ويجامل ،، لتؤكد لنا من خلال كلماتها مدى حبها له رغم معاناتها، فتقول :

وصل إلى سمعها صوتُ هـَرج ومـَرج
نهضت من مكانها لترى ما يحدث
رأته يختالُ متهاديا ً بين الجميع
يُصافحُ هذا ويُجاملُ ذاك

مشهد (4) **كلاكيت أول مرة
*****************
**ثم تنقلنا لمشهد آخر بعد حالة التوتر وفكرة الرجوع والإبتعاد،، إلى الطمأنينة فى وجوده وبداية جو جديد وعرض جديد مع قدومه ،،حين تصور نظرته لبداية طمأنتها واسترداد ثقتها فى نفسها ،،لتظهر أفضل ماعندها وتتباهى بكل شىء جميل تملكه ، حتى عزفت موسيقى البدء لظهور الملكة المتوجة التى كانت فى انتظار ملكها المختال فخراً بين الحاضرين ،، ثم توضح لنا عندما هبطت وكل ما يشغلها تذكر كل ما كان يقوله لها لكى تمتع كل الحاضرين بقصائدها من معلقين ومحللين ومعجبين والراغبين فى الابتسامة منها فقط فتقول :

ارتفع بناظريه لأعلى .. لكي يُعطيها إشارة البدء
لعرض رقصاتها ..
مع التباهي بمفاتنها .. التي أوسع الليل بها
عُـزفـَت الموسيقى استعدادا ً لظهورها
هبطت .. وهي تحاول أن تتذكر تعاليمه أن .. لا قلق
وأن تقتنص مكانتها وسط القاعة الممتلئة بالعديد من القصائد..
والعديد من المُحللين والمُنتفعين .. والراكضين وراء إبتسامة منها..
فقط

مشهد (5) **كلاكيت أول مرة 
*****************
**ثم تصف لنا مشهد أدائها حين تدق بحذائها بكل ثقة وكبرياء رافعة رأسها لتلقى بإتقان قصيدتها ، فى وجود شاعرها وتفاعله معها حين الإلقاء بمثابة المراقصة معها ، لتتفاعل وتلقى وتدور بالكلمات على مسامع الحاضرين ،،ليظهر جسدها وجماله بالفستان الليلكى مع جمال الكلمات،، ليصور لنا مشهداً وتابلوهاً جميلاً ومنظراً مبدعاً أمتع الحاضرين،، بعد أن فك شفرتها من جاء فأعطاها الثقة والطمأنينة ،،وأضاف لجمالها نسمات الهدؤ والسكينة ، فتقول :

دقت على الأرض بحذائها .. وفي كبرياء .. رفعـت رأسها
وبدأت في أداء دورها بكل إتقان القصيدة
أمسك الشاعربيديها .. وظل يُراقصها ويدور بها
وكلما دار.. دارت
وظهر منها ما كانت تخبئه عمدا ً
إلى أن ظهر جسدها المُحَـلـَّى بطلاسم الكلمات..
التي لا يفك شفرتها إلا مُعجبَها الذي تتأبطه..
كل وقت وحين

مشهد (6) آخر** كلاكيت أول مرة 
********************
**ثم تنقلنا للمشهد الأخير من نصها المسرحى ، حين تتعب من كثرة المراقصة وإمتاع الحاضرين وثناء من حولها ،، ليحملها شاعرها إلى الدور العاشر والأخير إلى القمة ،، إلى الدورالذى يجهد من يصعد إليه مترجلاً ،، فما بالك وهو حاملاً شاعرته بين يديه (تلك القصيدة التى قبض عليها فى يوم من الأيام )،، ولكن الحقيقة انه يضعها بتصرفاته وأوضاعه وابتعاده عنها فور انتهاء العرض إلى غياهب الهجر والبعد والحرمان ،إلى الدرك الأخير.
الجمال فى استخدام كلمة الدرك 
*******************
نلاحظ الجمال فى استخدام كلمة الدرك لأن الدرك هنا يمثل الهبوط للقاع ،، فى ظل لهيب ولوعة الفراق والهجر،، وليس الثقة والطمأنينة التى امدها بها أثناء فترات العرض ،، فكلمة الدرك من ألفاظ القرآن الكريم وارتبطت بالنار ( الدرك الأسفل من النار)، ومن هنا جاءت قوة الكلمة وقوة مدلولها عند الشاعرة لتبين وتوضح شدة ما تعانى منه . 

تعبت من كثرة الرقص .. ومداعـبة من حولها
حملها الشاعـر وصعد بها
إلى الدور العاشـر.. إلى (الدّرك الأخير)

نهاية العرض ** ودعوة المعجبين 
*********************
ثم يتركها شاعرها فى ظل الشوق والحرمان ليشير للجميع أن يصعدوا إليها كعاشقين ليكملوا مشواره وتظل هى تبكى بصوت مسموع
الجمال فى استخدام كلمة ( مآذن الأنين )
*************************
،، وهنا جمال استخدام كلمة (مآذن الأنين) ، فكلمة مآذن مرتبطة بالصوت المرتفع ،، لتدلل على مدى الحزن والنهاية المؤلمة التى تنتظرها . .
**ويحدق شاعرها فى الأفق البعيد ليغزل بأفكاره التمائم ظناً منه أنها ستحفظ له الشاعرات المبتدئات ليعيد معهن التجربة ، وليسخّر له شيطانه ذلك ، ويطوع نجوم الليل لتصبح قناديل إلهام تضىء له ليجذبهن وليضيف لقائمة معجباته ملكاً لليمين ، فتقول :

وتركها وحيدة الكون .. والوطن .. والترتيل
في لظى الحريق
وأشار إلى الجميع
أن يصعدوا اليها .. ليـُكمِلوا مشوارَه على مآذن الأنين
وحدَّق إلى الأفق ِ البعـيد.. ليُداعبَ أفكارَه المُحَلـِّقة
ليغـزل منها تمائم.. تحفظ أجـِنـَّة الشعـر الوليد
ويُسخـِّر شيطانه ليُطوِّع نجومَ الليل .. قناديلَ إلهام
ومِلكٌ لليمين

ثالثاً : النص من الناحية العروضية 
*********************
شاعرتنا فى نصها استخدمت نظام التفعيلة المدورة ونسجت قصيدتها بنظام شعر التفعيلة مستخدمة الأسباب والأوتاد والفواصل بجميع أنواعها المختلفة فى ظل استخدام تفعيلات أبحر متقاربة النغمات كتفعيلة بحر المتدارك والمتقارب بكل مشتقاتها ، فصنعت منهم مجموعة من التفاعيل (فاعلن **فعْلُن**فَعِلُن**فَعَلُن **فاعلُ)إلا انها أدخلت فى بعض المواضع الأوتاد المجموعة ،، كما استخدمت سببين خفيفين بينهما فاصلة صغرى وصنعت منهم تفعيلة ( فاعلُ فعلن) فتلاعبت بالتفعيلات المشار اليها خلال نسجها للقصيدة بالوضع التى خدم معها التجربة الشعرية والدفقات الشعورية حال كتابة القصيدة ، بما لم يحدث خلل فى أذن المتلقى **فأظهرت لنا مدى براعتها فى التراكيب والجمل الشعرية ، مع الحفاظ على الموسيقى الداخلية للقصيدة .
**تحياتى لشاعرتنا المبدعة / ميمى قدرى ،، وتحية لنصها المسرحى الرائع ،، وتحية لكم جميعاً .

0 تعليقات:

إرسال تعليق