Ads

الحلقة 3 أنــــــثـــــــــــــــــى الأنتــــــــــــــــــــــــرنــــات


فرك السيد يديه بكل غرور وكأنه يجهز لأكلة شهية على طاولة المكتب فهذه الحالات لا تنتاب الا من ارتعش بردا ويبحث عن الحرارة او من سال لعابه امام أمر شهي والموقفان يستحقان الانتعاش وتجهيز النفس لما فيهما من عرض مغر هاهو يحرك فأرة الكمبيوترويتمايل كورقة خريف في مهب الريح يرتجف داخله 
حتى الجدران تخالها تهتز لذبذباته نشعر بهذا في تململه لا نفهم لما الى حد الآن لم يجلس على الكرسي الذي كاد ينطق حيرة يا سيدي أنا موجود لا تتركني بلا عنوان دعني أقوم بوظيفتي لا أحب أن أسجل على العاطلين عن العمل كأنه يسمع حديث الكرسي الوهمي وجلس بعد ان أشقى ذاك الأخير الذي يحاول أن يظهر لنا بصورة العامل المثالي وكأننا لا نعرف ما يفعل الركض وراءه يحاول أن يخفي دناسته ببراءة مزعومة انقلبت أحوال البلد لأجل الجلسة الرخيصة أهينت الشعوب من وراء اللهث خلف مغرياته أطفال تشردت بيوت هدمت أمهات ثكلت يلبس ثوبا ملائكيا على جسم شيطان رهيب .ها هوارتاح أخيرا السيد و قام الكرسي بدوره كما يريد .الغريب في الأمر انه اليوم لم يرن للعاملة لتحضر له قهوته التي يتناولها مع سيجاره من عيوبه لا يحافظ على صحته ولا يهتم لأمرها كأنه يدفن أمرا أو سرا أو ربما وجعا في تلك السيجارة المسكينة فحالها تبكي له القلوب قبل العيون عكس الكرسي فهي تؤكل لحما وترمى عظما على رأي المثل هي الوحيدة المهانة تقبلها الشفاه وتدوسها الأرجل شبيهة بوضع بعض النساء في مجتمع لا يحترم شفاه أنثى أول ما ينتهي من رغبته قد ينتفض ويبصق خلفها يأخذ من رحيق وردها ما يمنحه عسل الدنيا ويذهب يجري خلف زهرة أخرى يحيا من دمها هي صورة مصغرة عن واقع نساء الأرض بالطول والعرضمن ناحية وصورة للرجل الشرقي بأنانيته وحب التملك . نعود للسيد المقهور كان ينفث النفس وراء النفس فتح الموقع الإجتماعي قبل أن يفتح سجل عمله ويرى زحمة الطلبات والعروض وابتدأ الجنون يتآكله يمزق صبره ولا يرحمه أين عروس البحار كاد ينقضي النهار لما لا تبتسم الأنترنات رغم النكت الموجودة عليها يقرأ ويمر لا يهتز له جفن ولا يتحرك له ساكن يمر الوقت بطيئا يقطع سرحان أفكاره طرقات خفيفة ويدخل العامل ليمده بجرائد وبريد اليوم يطلب منه مطأطا الرأس أن يتركها على حافة المكتب مشيرا له بيده أن يخرج دون أن ينظر إلى وجهه الذي بدى عليه يريد أن يقول شيئا لن ينتبه له رب عمله طبيعي الأسياد لا يهتمون لمن يعملون ليكبروا هم لن يفهموا قضيتهم النازفة لأنهم لا يشعرون بالمعاناة هم غالبا أناس تحجرت مشاعرهم وماتت فيهم الأحاسيس كيف يفهمون معنى الجوع وهم كل يوم يرمون لكلاب حديقتهم ما يكفل عائلة لن يهتموا لبطن تبات تساعد العصافير على زقزقتها ويغنون في داخلهم اوفات الألم من ولد في فمه ملعقة ذهب لن يفهم من يفتش عن لقمة العيش وسط القمامة سيراه إنسانا يقشعر له جسمه وتشمئز منه عينه لا أحد برغبته يرتضي الذل والهوان إنما هي قسوة الحياة وضعتهم في مواقف لا يمكن أن يطلق عليها أي عنوان هو النصيب سطره رب العباد بإحكام فرق نعمته علينا كما ارتضاها لنا .اليوم يمر بسرعة لا فائدة ايها السيد من الإنتظار هيا إلى العمل والهث وراء أوساخ الحياة السلاح ذو الحدين المادة بوجهين سيف قاطع وبلسم نافع انشغل السيد بالعمل والاتصالات بين الهاتف الجوال والدردشة بالكاميرا وبين الحين والحين يعود لتصفح الموقع ترى في عينيه غيظا مكتوما لو ان الصفحة شخصا كان صفعه او ربما سحق أضلعه هي الشماتة في أعين الوقت تأفف وهم بالخروج ليأخذ وجبة الغذاء وحين حاول الضغط على الأزرارلإغلاق الصفحة تناثرت البهجة من عينيه كطفل صغير قدم له أحدهم قطعة حلوى ظهرت خاطفة قلبه ورقص نبضه ناقصا أن يدير قرص الموسيقى ويعلم الجميع ويدعوهم لحفلة صاخبة غير رأيه لن يأكل اليوم هناك ما يسد الرمق غبطة وسرورا ...................يتبع 

بقلم الشاعرة أمان الله الغربي

0 تعليقات:

إرسال تعليق