Ads

المقتولة !!

اسلام رمضان


كان يطوى ثيابه ليضعها فى حقيبة سفرة ليغادر بلدته إلى العاصمة ،حينما كانت الأحلام تحلق عالياً فى خيالة وتظفر السعادة بالجزء الأكبر من عقلة كان طموحه كبير لدرجة هو بذاته لا يعقلها .
ودع أهله وبسرعة كان راكباً قطار المدينة حيث جلس بجانب مرأة لم تبلغ من العمر أرزلة. كانت تكبره فى العمر بعقدين تقريباً ولكن آثار الجمال لم يطويها الزمن بعد ولم تمحيها نكبات الأيام من على وجهها .
بدأت هى بالتحدث معه وليس هناك سبب معين لبدأ الحديث ولكنها علمت أنه خريج كلية العلوم وسيلتحق بعمل قريباً بالعاصمة ، صيدلية كبيرة تلك التى سيعمل بها وإن كانت معلوماته لا تؤهله لشغل هذه الوظيفة إلا أنه كان يعلم انه سيتعلم وسيكتسب الخبرات المطلوبة ، وبدأ مجال الحديث بينهما يتسع ويزيد أكثر فأكثر حتى أنه لم يشعر بالوقت او الطريق ، لقد كانت أكبر منه عمراً ولكنها أغوته بجمالها وأنوثتها ، وأتفقا على ان يتقابلا ما سنحت لهم الفرصة وأخذا أرقام هواتف بعضهما وذهب كل منهم بطريقة.
بحث عن شقة حتى وجد المناسبة له وغط فى غياهب النوم ولم تفارقة صورتها وظل ينتظر كل يوم موعد اللقاء.
الى ان وجد هاتفه يوماً يعلن إسمها بسرعة أغلق الخط وهاتفها وإتفقا على اللقاء فى أحد الكافيهات وجلسا يحتسيان القهوة وتبادلا الحديث واتفقا على موعد للقاء اخر.
جاء هذا اليوم للقاء حينما وجدها تهاتفه وتطلب منه سرعة اللقاء فى شقتها أخذ العنوان وبسرعة ترك ما فى يديه وذهب ، طرق الباب عدة طرقات فإنفتح على مصرعه دون أن يفتح أحد ظن انها تركت الباب مفتوحاً دخل وكله أمل ان يتذوق طعمها ، وبحث عنها حتى وجدها فى غرفتها لكنها غارقة فى دمائها وتلفظ أنفاسها الأخيرة.
لم يدرى ماذا يفعل ؟ تلوثت ملابسه بالدماء وهى تمتمت بكلمات لم يدرى كنهها ، بسرعة أغلق الباب بإحكام وظل عقله يفكر فى ما سيفعل وتخيل القاضى والمستشارين وهم ينطقوا بحكم إعدامه شنقا او رمياً بالرصاص وسمع همسات كلماتهم حينما كانوا يروون ما فعل وما أقدم عليه ، سمع المدعى وهو يقول سيدى القاضى لقد دخل عليها بدون سابق إنذار فهو يعلم أنها تعيش بمفردها وتشاور معها وتحول الكلام إلى صراخ وإلى مشاجرة فهجم عليها وهشم رأسها فى الحائط وخنقها بيديه و بسكين حاد ذبحها كما تذبح النعاج وبقر بطنها وأخرج أعضائها ولما لفظت أنفاسها لم يدرى ماذا يفعل فقطع مفاصلها وشراينها وسرق مالها وذهبها حتى يخيل لنا أنها قضية سرقة  ولكن ملابسه الغارقة بدمائها وبصماته التى وجدت بالشقة وعلى جسد الضحية ، سيدى القاضى أنى أطلب أقصى عقوبة لذلك الغول بذى بشر ، وأدعوك سيدى للحكم عليه بالإعدام.
توقف عقله عن التفكير للحظات بينما كان العرق يسيل من جبينه وتتلوى اعصابه النافرة قلقاً وإضطراب .
تخيل كثيراً كيف أنها ممزقة الأطراف والدم يسيل من كل خلية بجسدها وما ترتديه و ذلك العنق المبتور وتلك الشرايين الممزقة وقدمها التى فصلت عن رجليها واصابعها المهشمة وبطنها المبقورة وأعضاءها التى تنساب خارج جسدها ولحمها المتهتك . وتلك الكلمات التى بها تمتمت .
ظل لساعة يفكر ليجد  الحل لتكون الجريمة لم تكن ولتختفى الجثة للأبد وليذهب فى طريقة فلا يشك به أحد هل يقدمها وجبة ِدسمة للديدان من فصيلة ام 44  ، ولكن ماذا سيفعل بعظامها بعد ذلك كيف سيتخلص منها؟  بحث اكثر و  وجد الحل أخيراً .
بسرعة بدل ملابسة التى تنزف دماً وعدل من هيئته وتسحب سراً لكى لا يراه أحد ، و ذهب ليحضر (حمض الفورميك) فهو متخرج من كلية العلوم ويعلم تمام العلم أنه سيلتهم جثتها ولن يزر منها خلية واحدة سينهش عظامها وأوردتها ويفنى لحمها وجلدها.
شعر أنه شيطان مارد لا يحمل قلبه مثقال ذرة من خير ابدا .
فكر كثيراً أن يهرب من البلد ومن كل شئ ولكنه تذكر بصماته على الجثة وتذكر حبل المشنقة الذى سيلتهم عمره فى لحظات .
عدل عن فكره وسار على خطته التى خططها .
أخرج ما يثبت أنه يعمل بالمجال لبائع المواد الكيميائية . وبسرعة ذهب إلى شقتها ووضعها فى البانيو وسكب عليها الحمض . وظل جالساً يشاهدها وهى تتآكل وتحترق وتختفى ويستمع إلى عظامها التى تصتك وتتآكل ولحمها الذى يشوى ويتحلل وجلدها وشحومها التى تندثر وأعضائها التى تنفجر وتتآكل.
 حتى أختفت تماما وإندثرت للأبد وكأنها لم تكن ولم تولد وتترعرع وتكبر وتشيخ وبسرعة قد أخفى كل آثار الجريمة ومسح بصماته التى ظن أنها موجودة وأغلق الباب وراءه وأختفى
وقرأ فى الجرائد فى يومه الرابع عن مفقودة ولا آثر لها .....

1 تعليقات: