Ads

القطرب ( قصة من عالم الرعب والغموض ) ج5


في الصباح حدث شيء مريع .. لقد عثر بعض الحطابين علي جسد ممزق في الغابة .. جسد بشري !
روع الحطابون المساكين لهذا المنظر المثير للاشمئزاز وصرخوا طالبين النجدة من أقرب من يمكنه تقديم العون لهم .. ولم يكن هناك أقرب لموضع الجثة من خدم وأتباع السيد " بيرجيس " الذي تسيطر أملاكه علي تلك الناحية كلها .. هرع رجال " بيرجيس " لمساعدة العمال المساكين وهناك وجدوهم يلتفون في حلقة حول شيء ما يشبه كومة من اللحم المفري مختلط ببعض الأجسام السميكة الصلبة .. لم تكن كومة لحم بل كانت بقايا جثة اختلطت عظامها ببقايا لحمها الممزق .. أثار المنظر اشمئزاز وفزع الجميع .. لكن السؤال الملح ظهر علي الفور وسط الرجال المرتجفين خوفا : فمن الذي فعل ذلك ؟!
حيوان مفترس ؟!
صحيح أن تلك الغابة تعج بأنواع مختلفة من الحيوانات اللاحمة لكن أي منها لا يستطيع أن يصنع  بجسد بشري ما صُنع بذلك المسكين الممزق المجهول الهوية !
في تلك اللحظة وصل المزيد من الدعم للرجال داخل الغابة ،  وكانوا مجموعة من خدم السيد " بيرجيس " يقودهم أحد عمال المزرعة المدعو " أنسيل " .. فرق " أنسيل " بجسده الضخم الحلقة البشرية المحيطة بالجثة ووقف علي كثب منها وأخذ ينظر لها بعمق وتركيز .. لحظة واحدة ألم فيها بتفاصيل المشهد المريع الواقع تحت بصره .. ثم هرول مبتعدا وأفرغ معدته خلف الأشجار !
تقيأ " أنسيل " المسكين من هول المنظر .. ثم قام بتغطية قيئه بسرعة ببعض الأوراق المتساقطة خشية أن تقع أنظار البعض علي محتويات معدته التي أفرغها لتوه .. فليس من الحصافة أن يري أحدهم قطع اللحم الغريبة التي تقيأها !
عاد " أنسيل " إلي حلقة الرجال وأشار عليهم بالبحث أولا عن أحد يتعرف علي القتيل ويعرف شخصيته لحمله وإعادته إلي أهليته أو ليدفنونه حيث هو إن كان مجهول الهوية ..
وبالفعل عزم الرجال علي تنفيذ الفكرة علي الفور وذهب بعضهم لإخبار أهل القرية القريبة من الغابة بما حدث لعل القتيل يكون من بين أهلها ويكون هناك من هو قادر علي تعريف شخصيته ..
ولم يبقي مع " أنسيل " سوي اثنين من أتباع السيد أمرهما بأن يذهبا ويجمعا الأغصان لتغطية الجثة بها .. وذهبا تاركين إياه يحدق باشمئزاز في بقايا جسد الآدمي الممد أمامه سائلا نفسه برعب :
" أيمكن أن أكون أنا من فعلت ذلك .. شيء مثير للاشمئزاز حقا ! "
في تلك اللحظة شاهد " أنسيل " شيئا جعل قلبه يدق رعبا ودهشة .. لقد كانت هي !
تلك المرأة المسماة " سيليمن " ذات جدائل الشعر الطويلة والجمال الغامض .. كانت تمر خلف بعض الشجيرات القريبة حاملة بيدها كومة من الأعشاب ذات الشعر الكثيف المتدلي الغريب المنظر .. تجمدت أنفاس " أنسيل " للحظة وعزم علي محاولة اللحاق بها ..
إنه لم يراها منذ تلك الليلة الوحيدة ولا يعرف ما إذا كانت حلما من الأحلام أم حقيقة جامدة !
تحرك سريعا من موقفه لكنها كانت قد توارت بعيدا عن ناظريه في أقل من لحظة .. صاح يأسا :
" سيدتي .. سيدتي أأنت هنا ؟! "
لم يجبه سوي صوت الريح وهي تعصف بأعالي الأشجار والأوراق المتساقطة بغزارة في خريفها المعتاد .. مرت لحظة ثم كرر " أنسيل " النداء دون أن يجبه أحد .. ولم يكد يفكر في البحث عنها للمرة الثانية حتى كان الأتباع الاثنين قد عادا محملين بكومات من الأغصان لتغطية الجثة بها .. وخلال ثوان كانت كومة اللحم المختلطة بالعظام ترقد تحت الأغصان وأوراق الشجر بعيدا عن عيني " أنسيل " المرتعبتين !
وبعد بضع ساعات كان أهل القرية المجاورة قد أرسلوا وفدا منهم للتعرف علي جثة القتيل .. الذي لم يكن سوي راهب عجوز يقيم منفردا نائيا بنفسه في تلك الأنحاء والغابات المظلمة المنقطعة .. لقد كان راهبا يا " أنسيل " .. راهبا !
ردد لنفسه وهو يراقب الرجال الأشداء وهم يحفرون قبرا صغيرا لدفن بقايا الراهب الممزقة به .. الآن فقط تيقن " أنسيل " بأنه انتهي وحلت عليه اللعنة !
............................
تعالي النداء وتصاعد حتى خلايا مخ " ايزيا " الذي لم يعد قادرا علي المقاومة أكثر من ذلك .. علي أطراف الغابة وقفت ثلة صغيرة من الذئاب تعوي بأعلى أصواتها المرعبة .. كانت تناديه .. الغريب أنه صار يفهم لغتها الآن ويدرك كل ما تريد أن توصله إليه من معلومات :
" تعالي .. تعالي .. ننتظرك في ضوء القمر ! "
تردد النداء في المرة الأولي فحاول أن يصم أذنيه بأقصى ما لديه من قوة :
" تعالي .. هلم إلي مرتعك النبيل ! رافقنا تلك الليلة ! "
تعالي النداء للمرة الثانية وخارت قوي " أيزيا " تماما وصار بالفعل عاجزا عن مقاومة المزيد .. الغريب أنه كان يحاول المقاومة والامتناع عن تلبية النداء رغم أن هذا ، وهذا بالتحديد ، ما عمل من أجله وما حلم به طويلا !
" هلم تعالي .. لا تتمنع ليلة طيبة وصيد وفير ! "
هنا تحطمت مقاومته تماما فهرول بأنفاس لاهثة إلي أطراف الغابة .. حيث كانت أسرة كاملة من الذئاب تنتظره !
جروا أمامه فتبعهم .. توغلوا داخل الغابة وصعدوا تلا قريبا .. وقفوا في ضوء القمر الساطع وأنطلق عوائهم المخيف يمزق الليل الساكن في تلك الناحية الموبوءة .. كان عواء جماعيا هو أعنف وأخوف ما سمعته ( شيفلدان ) في كل تاريخها الطويل .. فالويل لك يا شيفلدان .. الويل ، كل الويل ، لك !
.........................
في اليوم التالي أستيقظ سكان  ( شيفلدان ) علي نبأ العثور علي جثة ممزقة رابعة في تلك الأنحاء .. عُثر علي الجثة الجديدة بالقرب من أطراف الغابة محاطة بغائط  حيواني كثير متجمد .. كان القتيل تلك المرة رجلا ولكنه مهم وعظيم الشأن ، لقد كان أخا السيد " بيرجيس " الأصغر بنفسه !
كان " أرمان بيرجيس " قد توجه ناحية الغابة في الليلة السابقة مطاردا حيوانا غريبا رآه من شرفة قصر أخيه وأحب أن يثبت بطولته وجرأته بصيد ذلك الحيوان الغير معروف النوع .. لكنه غادر القصر علي حصانه من دون علم أحد لذلك لم ينتبه أحد لغيابه ، خاصة أخيه الأكبر ، الذي كان مخمورا في أشد حالات الثمالة ولم يبالي باختفاء أخيه الأصغر ولا تغيبه طوال الليل عن القصر .. وكان العثور علي " أرمان " المدلل ممزقا بشناعة فاصل جديد في سلسلة حوادث الرعب التي تعيشها مقاطعة ( شيفلدان ) لكنه كان فاصلا أهم وأكثر خطورة .. لم يتحرك أحد أو يهتم لسقوط ضحايا من الفلاحين أو التجار أو الراعيات أو الرهبان الفقراء .. لكن سقوط المدلل الثري الجميل أهاج السلطات الحاكمة التي قررت ، في هبة مفاجئة للشجاعة والاهتمام بأرواح الناس ، إطلاق حملة لتعقب وصيد ذلك الذئب المتوحش ..
تم خلال أيام تجميع فريق من الصيادين ومطاردي الحيوانات المفترسة وتزويدهم بالأسلحة اللازمة الكافية ..
ساهم السيد " بيرجيس " شقيق الضحية الأخير في الحملة ليذر الرماد في عيون المندهشين من بروده وعدم مبالاته بما حدث لأخيه الأصغر .. وفي ليلة مقمرة انطلقت الحملة التي ضمت الرجال الأشداء الذين طاردوا وأوقعوا وجندلوا وحوشا أكثر ترويعا ووحشية من وحش ( شيلفدان ) السخيف هذا .. لكنهم ارتبكوا خطأ فادحا لقد اختاروا ليلة مقمرة .. وبئس الاختيار والقرار كان هذا !
من ناحيته لم يطلب أحد من " أنسيل " ، الخادم الضخم العملاق ، الانضمام لحملة الصيد هذه .. وإن كان البعض قد اقترحوا ضمه إليها لقوته المفرطة وضخامة بدنه لكن لم يستمع أحد لتلك المقترحات العجلي لحسن حظ " أنسيل " نفسه ..
لذلك ، وبينما كانت أملاك السيد " بيرجس " تعج بالحركة والنشاط والاضطراب من أجل تجهيز وإطلاق حملة صيد الذئب الموعودة ، وفي خضم انشغال الجميع أختفي " أنسيل " .. وتواري بعيدا عن العيون في مكان لا يدريه أحد !
.............................
في بداية المساء تحركت الحملة المدججة بالسلاح .. في المقدمة سار " دولين " صياد الحيوانات المفترسة الشهير بجسده العملاق وعضلاته المفتولة ، ومن خلفه جاءت بقية الرجال .. كانت الثقة ترفرف علي ذلك الجمع السعيد المأمن جيدا .. فما الذي يستطيعه ذئب وحشي ، مهما بلغت  قوته وشراسته ، في مواجهة تلك الثلة المباركة من الصيادين والمطاردين المهرة الشجعان الذين لا يخافون شيئا .. ولا حتى الموت نفسه ؟!
عموما بدأت الحملة التوغل داخل الغابة الهادئة الصامتة متوقعة العثور علي الذئب المتوحش الذي روع المقاطعة بأسرها وقتله في أسرع وقت ..
ابتسم " دولين " عندما سمع رجاله يعبرون عن أملهم في العثور علي ذلك الذئب اللعين والتخلص منه في أسرع وقت وصاح بقسوته المعتادة وهو يضحك :
" كلا .. سنصطاده حيا يا رجال وسنحمله إلي البلاط .. جلالة الملك " لوي " * يحب الحيوانات الغريبة والطريفة ! "
كان " دولين " يتحدث من نفس مفعمة بالثقة والتأكد من الفوز المبين .. كان يعتقد جازما أنهم بصدد رحلة صيد صغيرة يوقعون فيها بذلك الشيء المتوحش ويحملونه عائدين به إلي حيث يشاءون .. وبالفعل كان الأمر مجرد رحلة صيد صغيرة .. لكن من الذي سيصطاد من تلك كانت المشكلة !
المشكلة الأكبر أنهم لم يكادوا يتوغلون مسافة كافية .. والقمر يطل عليهم من أعلي ساخرا من سذاجتهم حتى فوجئوا بالكائن الضخم المخيف ينقض عليهم بعنف دونما أدني خوف منهم أو من الأسلحة التي يحملونها .. الأغرب أن الوحش بدأ هجمته الأولي علي قائدهم " دولين " مباشرة ، وكأنه يعرف أنه هو قائد ورئيس تلك الجماعة من الرجال القادمين لقتله والتمثيل به ، وأنقض عليه ممزقا إياه أمام عيونهم .. بينما انطلقت أسلحتهم النارية كلها في ذات اللحظة نحوه !
.......................................
جري " ايزيا " مبتعدا بذعر تاركا أشلاء الطفلة مبعثرة في كل مكان .. لقد قوطع وهو ينهش الجسد الصغير القليل اللحم وتلك هي المرة الأولي التي يقاطع فيها ولا يستطيع أن يكمل التهام وجبته ..
كان قد أوقع بالطفلة المشردة علي مشارف الغابة حيث آوت الفتاة إلي أجمة عالية اختبأت خلفها .. لكنه أوقعها ومزقها منفذا تعليمات رغباته الوحشية الداخلية فليس أجمل من لحم الأطفال البض اللين اللذيذ !
هكذا علمته جماعته الصغيرة من الذئاب ، ومع إن الطفلة كانت نحيلة قليلة اللحم إلا أنها مثلت له وجبة طيبة معقولة خاصة بعد القحط الذي أصابه خلال الأيام الماضية .. فهو لم يوقع صيدا منذ أكثر من أسبوع ، باستثناء ذلك المدلل البدين التافه الذي كان لحمه ، لشدة العجب شديد الرداءة.. لذلك كان يحتاج لدافع بالغ القوة ليحمله علي ترك تلك الوجبة الصغيرة الطيبة .. لكن من لديه الشجاعة ليدعي أن أصوات طلقات رصاص كثيفة وعشرات الأقدام التي تهرول مقتربة من مكمنه الآمن ليست دافعا كافيا للهرب !
لقد اكتشفوا أمره .. اكتشفوا مخبئه المنعزل وهذا ما كان يخشاه منذ البداية .. ترك بقايا اللحم متناثرة حول العظام الصغيرة وهرول ، والدماء تتقاطر من أنيابه ومخالبه ، مبتعدا في قفزات سريعة محاولا الوصول إلي مؤخرة الغابة في أسرع وقت .. هناك مكمن جماعة الذئاب التي أنضم إليها وهناك سيعثر علي مخبئ آمن ريثما يبتعد البشريين المزعجون عن طريقه .. إنه لم يخطط لهذا .. لم يخطط لهذا مطلقا !
لكن تحركات البشريين كانت أكثر سرعة فما لبثت نصف دستة من الرجال المدججون بالأسلحة أن اقتربت منه بشكل خطر .. سمع أصوات تهشيم الأفرع الشجرية بكثافة تحت أقدامهم القاسية الضخمة ، فأيقن أنهم علي بعد خطوات منه .. أتجه نحو أشد مناطق الغابة كثافة وإظلاما لكن القمر الذي كان منذ بداية الأمر أحن صديق عليه ، صار الآن عدوا .. فتسللت أشعته الفضية وأضاءت أعالي الشجر وساهمت مع ما يحمله الرجال من مشاعل في تحويل الغابة المظلمة دائما إلي بقعة تسبح في الضياء .. وتلظي " ايزيا " بين ضوء القمر البارد وضوء النار الحار فأيقن بالهلاك وأنه ساقط لا محالة بين أيدي أعدائه !
تلفت حوله بسرعة محاولا العثور علي ملجأ يحميه .. تراجعت جماعات الذئاب واندفعت هاربة لاحقة بالحيوانات الأخرى محاولة التواري لأبعد مدي عن أعين وأيدي البشر المسلحين .. عجز " ايزيا " عن اللحاق برفاقه وداهمه الوقت فتأخرت فرصة النجاة كثيرا بينما تعالت أصوات صرخات الرجال الغاضبة وترددت أصداؤها المخيفة في أرجاء الغابة .. اندفعت المزيد من جموع الحيوانات الآمنة هاربة أمام الزحف البشري وبدأ بعضهم يشعل نارا في الأفرع المتدلية من الأشجار الضخمة فأمسكت النيران بالأشجار وبدأت طيور الليل التي اعتلت قممها تحلق صارخة بغضب ..
اندفعت آلاف من طيور البوم محلقة وحفيف أجنحتها الغير مسموع صار واضحا الآن بسبب وجود الآلاف منها تطير في وقت واحد .. تعالت الأصوات أكثر وأكثر وتصاعدت الأدخنة من الأفرع والأغصان المشتعلة بينما تصاعدت الأدخنة الكثيفة منذرة باندلاع حريق لا تحمد عقباه في الغابة بأسرها .. اقتربت ثلة من الرجال المسلحين أكثر فأكثر .. بينما أندفع " ايزيا " المذعور محاولا الهروب بأية طريقة .. اختبأ وسط أجمة ضخمة ملتفة بعيدة عن خط سير الرجال وعن مرمي أسلحتهم التي يطلقونها بعشوائية جنونية علي كل ما يتحرك أمامهم .. كان رجال الحملة قد جنوا وفقدوا صوابهم بالفعل بعد رؤيتهم لكبيرهم وهو يمزق شر ممزق أمام عيونهم في لحظات قليلة ، أما نيرانهم  ، التي انطلقت علي الوحش المهاجم فلم تصبه أقل إصابة ولم تؤثر فيه أدني تأثير ، فقد أفقدتهم صوابهم تماما .. حملوا أشلاء " دولين " ونحوها عن الطريق جانبا وأبقوا رجلين لحراستها ثم انطلقوا داخل الغابة .. عازمين علي قتل كل ما يتحرك أمامهم والإجهاز علي الغابة بأكملها .. فقد هداهم غبائهم وذعرهم إلي أن النار واحتراق الغابة قد يجبران ذلك الوحش علي الخروج لهم والظهور أمامهم مرة ثانية !
لكن الشيء الذي لم يكن رجال حملة " دولين " يعرفونه ، ولم يكن " دولين " ، قدس الله روحه الصاعدة لتوها ، نفسه يدركه .. أنه ثمة وحوش كثيرة في تلك الغابة تستحق القضاء عليها وليس ذلك المستذئب فقط !
كان " ايزيا " وسط الأجمة يرقد مرتعشا مذعورا حينما فوجئ بمن يقتحم ملجأه الآمن بقسوة ووحشية .. تجمد الدم في عروق " ايزيا " النافرة وتهيأ للدفاع عن نفسه حينما وجد نفسه ، لسوء الحظ ، يرتجف ذعرا أمام آخر شيء يتمني أن يراه أو يعثر عليه الآن .. فعلي قيد خطوات من موقفه وجد " ايزيا " نفسه بإزاء كائن ضخم .. شرس المنظر مفتول العضلات ، قوته مفرطة وعضلاته التي مزقت ثيابه .. أنيابه المطلة من بين شفتين ممزقتين وعيونه التي تشبه المجمرة وتكاد تطلق الشرر أنبأت " ايزيا " بأي نوع من المخلوقات يواجه الآن .. لا غرو أن أيدي البشر أكثر رقة وحنانا !
من جانبه كان " أنسيل " ، بعد أن أكتمل تحوله المضاد ، ينعم النظر في ذلك الشيء الرابض مرتعشا مرتجفا أمامه .. إنه لم يدرك أو يكتشف وجوده سوي الليلة فقط !
اثنان من ذلك النوع في غابة واحدة هو أكثر مما ينبغي .. لكن محنة الهروب ألغت كل الاحتمالات القائمة الآن وعلي رأسها المواجهة ومعركة في ضوء القمر بحضور الرفاق من الذئاب لتحديد أيهما الأحق بالصيد في تلك الغابة .. في منطقة النفوذ الخصيبة تلك !
نظر الدخيل الجديد للدخيل القديم نظرة نارية مفعمة بالغضب والشكر .. لقد طابت نفس " أنسيل " حقا .. فقد أدرك من الذي قتل الراهب المسكين الآن !

0 تعليقات:

إرسال تعليق