Ads

حب الوطن ومتطلبات المرحلة المقبلة :


بقلم : عبد الحليم منصور 

إن بناء الأوطان والعمل على نهضتها عمل ليس بالهين ، وإن دورات الزمن في التغيير عملية بطيئة ومن ثم فمن يصل إلى الحكم إن لم يعمل بكل ما آوتي من قوة قد لا يصل لما وصل إليه إلا بعد زمن ليس بالقصير ومن ثم فإن المرحلة المقبلة إن أردنا إصلاحا حقيقا وتقدما للوطن تتطلب منا الآتي :

1 - لا يختلف أحد في أن كل المصريين يحبون وطنهم وإن اختلفت طرق التعبير عن هذا الحب ، ولكن ليس مقبولا اتباع سياسة التخوين بين الاتجاهات المتعارضة فالكل شركاء في الوطن ولهم حق المواطنة كاملا .

2 – إعلاء فكرة الصالح العام على الصالح الخاص ، فلا يليق ومصر في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها أن تتعالى المطالبات الفئوية في كافة القطاعات دون نظر إلى المصلحة العامة وهي مصلحة الوطن .

3 - لا بد أن نؤصل لفكرة ثقافة الاختلاف والحوار ومعرفة آدابه وكيفته مع المختلفين في الرأي لا سيما وأن الكل يتناول مسائل تتعلق بأمور الدنيا في الأعم الأغلب والتي يكتنفها الرأي والرأي الآخر - بل حتى المسائل الدينية الظنية يكتنفها هذا الاختلاف أيضا ومن ثم فلا مجال لاقامة معارك لا تقدم ولا تؤخر ، فمن يريد أن يقول رأيا أو فكرا ، أو مشروعا إصلاحيا عليه أن يتخذ الاجراءات الرسمية القانوينة للعمل على وضعه موضع التنفيذ دون صخب أو ضجيج - بل ومن يريد انتقاد الآخر وتصويب مساره فعليه أن يتبع ذلك بالحسنى وعلى الطرف الاخر الاستماع بكل إصغاء فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها ، وفي الحديث رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي . لكن الوضع السياسي بين كافة التيارات الاسلامية والليبراليه يسير عكس ذلك .
4 - ضرورة العمل على مصالحة وطنية بين كافة القوى الوطنية سواء من وصل للحكم أو من خسر ، بين الإسلاميين وغيرهم، بدلا من هذا الهراء الذي نراه في كل وسائل الاعلام على كافة مستوياتها .

5 - لا بد من الابتعاد عن لغة السخرية والتهكم والكلام القبيح الذي تتعامل به كل الأطياف مع غيرها وليعلم كل إنسان أن كل كلمة هو مسئول عنها ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) وفي الحديث ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله يهوي بها في جهنم ) فلا بد أن نرشد ألسنتنا وأن نرشد كلامنا .

6 - التركيز في العمل في المرحلة المقبلة بحيث يركز كل انسان في أداء ما وجب عليه ولو فعل ذلك كل جموع الشعب لقضينا على كثير من المشاكل ولا بد من المتابعة والمراقبة من كل مسئول لكل من يعمل معه قال عليه الصلاة والسلام ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) 

7 - إعلاء سيادة القانون وعدم مجاوزته في كل الأمور حتي ينضبط سلوك الناس ولابد أن يكون الالتزام بالقانون والاعلاء من سيادته يبدأ من الحاكم قبل المحكوم كان عمر رضي الله عنه إذا أمر الناس بشيء يأتي أهله فيقول : إني قد حرمت على الناس كذا وكذا وإن الناس ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحكم النيء وأيم الله لو أن أحدا منكم أتي هذا الفعل لأضعفت عليه العقوبة . وما حدث الفساد المالي والإداري في وطننا إلا لما رأى الناس كبار المسئولين متخمين بأموال الشعب وحقوقهم ، فنريد من الحكام قبل المحكومين تفعيل سيادة القانون على أنفسهم أولا حتى يلتزم عامة الشعب ثانيا عن قناعة وقبول ورضى .

8- الاهتمام بالتعليم على كافة مستوياته وأداء كل معلم للدور المطلوب منه على الوجه الأكمل ولا بد من متابعة ذلك من أعلى المستويات في الدولة على أن يسبق ذلك تحسين وضع المعلم ودور التعليم وتطويرها بالشكل الكافي .

9 - الاهتمام بالبحث العلمي على كافة المستويات في الجامعات ومراكز البحوث ودعمها بشكل كاف بالاضافة إلى ضرورة البدء في مدينة زويل العلمية لنطور من منظومة البحث العلمي على مستوى الوطن فلا يليق أن يعد أستاذ الجامعة بحثا يستنزف كل راتبه على مدار العام وربما لا يكفي راتبه ذلك فكيف يحقق هذا الوضع تقدما مرضيا ؟؟

10 - ضرورة التخطيط للبدء في تنفيذ مشروعات تنموية قومية كبرى ليلتف حولها جموع الشعب المصري حتى ولو كان التمويل عن طريق أسهم يشترك في دفعها ملايين المصريين .

11 - سن التشريعات الوطنية اللازمة لتحقيق الاستثمار وتأمين المستثمرين لتخطو البلاد خطوات نحو الأمام ، بعيدا عن البيروقراطية والعمليات الرتيبة المملة التي يسير عليها الجهاز الإداري في الدولة .

12 - لا بد من الاهتمام بقطاع الصناعه وتكثيف ورديات العمل وزيادة الأجور لنحقق بذلك زيادة في الانتاج الذي يستتبعه بعد ذلك كثير من العمليات الاقتصادية التي تعمل على تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد .

13 - اختيار القيادات الأكفأ في كل مناصب الدولة دون اعتبار لأهل الثقة - فلا بد من تقديم الأكفا سواء من المسلمين أو غير المسلمين - من هذا التيار أو ذاك - لأن قيادة بلا رؤيا ولا تخطيط ولا مسئولية ولا متابعة تعني استمرار مسلسل التدور في وقت لا يسمح ذلك .
14 - لا بد من إقناع الناس بأن تغيرا حقيقيا يسود البلاد على كافة المستويات حتى يقبل الناس على العمل والانتاج ويكون لدى الجميع رغبة عارمة في النهوض بالمجتمع حتى يقتنع الجميع أنهم شركاء في بناء نهضة الوطن - وليس الهدف من التغيير هو استبدال نظام بنظام آخر لا غير .

15 - لا بد لمن ينتمون للتيار الاسلامي من ترك الأمور المتعلقة بالدين لأهله من علماء الأزهر دون الدخول في فرعيات الشريعة واشغال الرأي العام بها دون فائدة من وراء ذلك بل ربما كان ضرره - وهذا أكيد - أكثر من نفعه ، وعلى إخواننا الشباب الذين ينتمون لهذه التيارات ألا يوغلوا في فرض بعض فروع الدين وطرحها على العامة أو محاولة فرضها عليهم بالعنف في القول أو الفعل لأن هذا يضر أكثر مما ينفع .

16 - أقول لإخواننا من التيار الاسلامي لا تنسوا أنكم أصحاب رسالة ودعوة فلا بد أن تخاطبوا الناس بالتي هي أحسن ، ولا تنجرفوا وراء من يهاجمكم ويتهكم عليكم فلا تبادلوهم أسلوبا بأسوب وإنما ادفعوا بالتي هي أحسن وادعوا إلى ربكم بالحكمة والموعظة الحسنة .

17 – أدعو إخواننا الإعلاميين على كافة المستويات من تحري الدقة والأمانة في كل ما يقدمونه للناس ، وألا ينساقوا وراء الشائعات واتهام الناس بلا بينة ، وأن يكون انتماؤهم ليس لهذا التيار أو ذاك وإنما الانتماء الأول والأخير هو للوطن . 
حمى الله الوطن ، وجعل مصر بلدا آمنا مطمئا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين . والله الموفق .

0 تعليقات:

إرسال تعليق