Ads

قبل وقوع مصر فى الكارثه !

بقلم : محمد اسماعيل عمر
يقوم الاستثمار علي عاملين أساسيين هما القانون والأمن‏.‏ إذا غاب حكم القانون واستقلال القضاء فلا أمل في مجيء الاستثمار بل إن الاستثمارات الداخلية ستبحث لها عن مكان آخر تذهب إليه‏..‏ كذلك إذا غاب الأمن وأصبح المستثمر غير آمن علي نفسه ولا علي ماله فمن الواضح أنه لن يكون هناك استثمار‏.‏لكن حتي مع وجود هذين العاملين الأساسيين والضروريين فإن هناك عاملا آخر بالغ الأهمية يساعد علي جذب الاستثمارات الأجنبية ذلك العامل هو الجهاز الإداري, وكيفية تعامله مع المستثمر. اليابان ليس فيها موارد طبيعية.. علي العكس اليابان فيها عوامل طبيعية قد تهدر الحياة فهي من أكثر بلاد العالم عرضة للزلازل ومع ذلك استطاعت اليابان أن تبني اقتصادا من أقوي الاقتصادات في العالم. لمــــاذا ؟
يرجع ذلك إلي عاملين أساسيين التنظيم الإداري شديد الأحكام والإيمان بقيمة العمل إلي المدي الذي يدفع البعض إلي الانتحار إذا فقد عمله أو إذا لم يجد عملا.. وإذا كان هذا هو الحال في اليابان فما هو الحال عندنا هنا في مصر ؟ أظن أنه لا أحد ينازع في أن مصر تحتاج إلي استثمارات خارجية وتحتاج إلي تشجيع المستثمرين من أهل البلد, ولكن لماذا لا يتحقق ما تريده مصر بل وما تستحقه, من استثمارات. تقديري أن الخلل في الجهاز الإداري هو السبب الرئيسي في ذلك.. ما يقال له البيروقراطية قادر علي إحداث شلل في كل المرافق. وما لم نستطع القضاء علي الخلل الإداري البيروقراطي فلا أمل في تقدم ولا أمل في استثمار. يأتي المستثمر الأجنبي الكبير وكله أمل في أن يجد في مصر فرصا واعدة للاستثمار ـ ومعه.. كل الحق في هذا التوقع ـ وقد يقابل ـ لأهميته الاستثمارية ـ رئيس الجمهورية نفسه وسيسمع منه من غير شك أطيب الكلام وأكثره تشجيعا ثم قد يقابل من بعده رئيس الوزراء ووزير الاستثمار, وسيسمع من كليهما نفس الكلام بل وأكثر أحيانا. ثم يبدأ المستثمر في التعامل مع الأجهزة الإدارية وهنا تبدأ المشاكل الحقيقية.العاملون في أجهزة الدولة المختلفة لم يتدربوا التدريب الكافي لأداء أعمالهم هذا من ناحية ومن ناحية, أخري فلا نستطيع أن ننكر أن هناك فسادا مستشر يجعل المستثمر يتردد أكثر من مرة قبل أن يقدم علي أي خطوة. أذكر في وقت من الأوقات أن فكرة الشباك الواحد اعتبرناها هي الحل لمشاكل المستثمرين بمعني أن يتقدم المستثمر إلي جهة واحدة بمشروعه وهذه الجهة هي التي تتابع الخطوات بعد ذلك. ولكن التجربة فشلت ولم تؤد إلي أي حلول. هناك مثل قريب منا في إحدي إمارات الخليج. في إمارة دبي وهي واحدة من اتحاد الإمارات العربية هناك منطقة اسمها زجبل عليس يذهب إليها المستثمر بمشروعه, ولا يخرج من هناك إلا ومعه التصريح بعمل المشروع, والعنوان الذي سيعمل فيه, بل وأحيانا تحدد له السكرتارية والعمالة اللازمة.وأظن أن جبل علي هذه قامت في البداية علي أكتاف مصرية وأفكار مصرية و أظن ذلك وإن كنت غير متأكد فهل نستطيع أن نستفيد من هذه التجربة الناجحة في بلد عربي شقيق أم أنه مكتوب علينا أن نغلق أبواب الرحمة وألا نستفيد بالتجارب الناجحة. إن مصر تستحق منا جميعا الكثير. وكل عام وأنتم بخير و مصر كلها بخير
herf="http://newssparrow.blogspot.com /p/blog-page_28.html">

0 تعليقات:

إرسال تعليق