Ads

لوحة لبياض الوقت


زهرة بوسكين 

تصر هذه الألوان المبهمة أن تصمد في وجه الصمت .. وفي عتمة الأيام المتداولة مصرة أن تعلن ذات يوم لونا آخر لتفاصيل الوقت الذي يمر بسرعة ويتثاءب من حين لآخر من ملل تتسرب ملوحته في الحنجرة …
تلك فلسفة اللون حين يقاوم صقيع الأزمنة على جدار للصمت وآخر لكل احتمالات الحزن والفرح عندما يتعانقان في سمفونية التناقض فيغيران ترتيب الكون …
أزرق… أسود … أصفر…ألوان بنت وكرها في هذا المكان وامرأة لثمت وجهها طويلا وهي تقاسمني اغترابي ، لا تهم الملامح والتفاصيل التي تشكلت فهي تروي لي أسئلة لأنامل رحلت بعيدا في زحام الوقت والأمكنة … وتشاركني خلف لثامها وحدة لم تعد قاسية ، وحزنا لم يعد قاتما ، وفرحا لم يعد يرقص على إيقاع السامبا…
ذاكرة الألوان المعششة في وكر المكان تحفظ مذاق أناملك التي تفاجئني من خلف اللثام وتدعوني لرقصة أولى على أوتار الإنتماء
أنت على بعد دهر من العمر تدعوني وتعتصر من القلب كرز الإنتظار … لماذا تجتاحني بهذا الجموح المذهل ؟
يا امرأة في انشطار الألوان … علميني أبجديات ملامحه لأسقط الأسماء المعلقة وأحرق قواميسها وأعود به إلى الزمن الأول وما تعلمته في اللوح المحفوظ
تنكص بي تفاصيل لثامها … وأبجديات الأزرق إلى الأزمنة الأولى فأرى آدم يحترق في دوالي الكلام ، ويستعيذ من ذنب التفاح … يغوي نساء الأرض بعناقيد العنب … حين اكتشفها غير فلسفة الإشتهاء.
تمر التفاصيل على عجل النبض رفيعة كخيوط الأماني ، يسقط اللثام الأسود عن وجهها ..أحلام تعانق الإنتظار وتفاصيل غير قابلة للتمزيق بينهما برزخ الوقت فهل يلتقيان ؟؟؟…

أنا أكملت منذ هنيهة سجدة الصمت خبأتها في جيبة القلب والصوت ستدعونا لولائم الإلتحام… ذات موعد سيجيء في بياض الوقت.

0 تعليقات:

إرسال تعليق