الجمعة، 14 يونيو 2013

صورة الاخر

على حسن السعدنى


لماذا نريد صورة الأخر غير الظهور بصورتنا الحقيقية الأصلية,لماذا هذا التقمص الذي اقبالنا عليه كبر عن كبر,هل لأن الأخر أفضل منا أقوى منا أحسن منا...؟ ما الذي أصابنا....؟ حتى رحنا نتظلل وراء ظل ليس لنا,ليس منا.هل أخترنا عن طواعية ان نكون في ديل الترتيب عالميا.يؤسفني وأنا أرى وزيرا يتحدث الى نظيره من دولة أجنبية  بموقع ضعف لغة وإصطلاحا ,وكأنه متهما في حضرة قاضي ,وكأنه تلميذا يعاني من التأخر الأرطفوني الأكلينيكي,ويجب أن يظل متتبعا في حين الوزير يملي عليه شتى أنواع الخطابات التاريخية والسياسية والإجتماعية .العيب ليس في ذاك الوزير او ذاك المسؤول الذي يظهر وكأنه لايزال يتعلم الحروف الأبجدية وبأي لغة كانت ,العيب من جعله في الواجهة يمثل دولة في حجم قارة .
ما الذي أصابنا في صورنا وملامحنا وقلدنا الداني والقاصي حتى ضرب علينا المثل حين قلدنا الأخر ونسينا مشيتنا ظانا منه ان يعلم الكثير ويعرف الأحسن ,وصدق الفيلسوف (أرسطو) قديما حين قال:تكلم كي أراك
الى حد الساعة كلام مسئولينا ليس بالمستوى ,وبالتالي ظهرنا ضعافا غير مهابي الجانب كما كنا,والضعيف ليس له محلا من إعراب جمل القرن الواحد والعشرين الرقمي الفضائي,المهيمن بالكلام بل تجاوز حد الكلام الى حد الفعل.في الأخير اقول كنوا كما شئتم ,لكن متى نظهر في الصورة كأصيل وليس دخيلا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق