Ads

إنتي إشتغلي إيه ؟؟??


بقلم مستشار التحكيم الدولي/ عبدالحميد شومان
ماذا فعل تشرشل كي ينتصر ببلاده في الحرب العالمية الثانية رغم وقوفها منفردة أمام جيوش هتلر
إبان سنوات الحرب الأولة؟ كان الرجل يعمل ثماني عشرة ساعة في اليوم بالرغم من تجاوزه السبعين، وحد الشعب البريطاني خلف هدف واحد، وأطلعهم على حجم الأزمة عندما لخص ذلك في قوله "ليس لدي ما أقدمه لكم غير الدم والدموع "، استنفرهم للتضحية فلبوا وقد حقق الانتصار 
هل نحن في أوضاع أقل مأساوية من تلك التي واجهها تشرشل إبان الحرب العالمية في مواجهة قوات هتلر الكاسحة؟ وهل يضطلع الرئيس مرسي بدوره في مواجهة الأوضاع المأساوية؟ وما هي علامات وإشارات وأثار عمله؟ وإلى أي طريق يمضي بالبلاد وقد قسم البلاد بشكل لم يحدث في    تاريخها القديم والوسيط والحديث 
ترى كم ساعة يقضيها مرسي في عمله لمواجهة الأعباء الطاحنة التي يعانيها الناس؟ لقد قضى يوما كاملا يجهز للقاء تلفزيوني ويبدو كذلك أن رئيس الوزراء يعاني من فراغ فظيع ما دفعه لقضاء وقته لاعبا للسنافر، بينما البلاد تضج بالأزمات الطاحنة
وبينما يجد المصريون رئيسهم يمضي كل جمعة بين مساجد الجمهورية، فإذا هم لم يجدونه يوما واحدا في زيارة مصنع أو زيارة مفاجئة لأحد المراكز الإنتاجية أو الخدمية أو أيا من أقسام الشرطة أو مراكز الاعتقال أو السجون.. فأين ياترى يقضي حكامنا أوقاتهم؟ 
ما هو واضح تمام الوضوح أن مرسي لم يستشعر يوما واحدا حجم المسئولية، ويبدو أن السبب في ذلك يرجع كون أمره ليس بيده إنما هو أداة يستعملها آخرون، ولو كان يوما واحدا يستشعر ثقل المسئولية وحجم الأزمة لوجدناه أكثر التزاما تجاه ملمات تدهم البلاد طولا وعرضا، بينما هو يمضي ملخصا حديثه في كلام واهي تبدو المسافة بينه وبين الواقع كتلك التي بين السماء والأرض
يبدو أن مرسي مع فقدانه الشعور بالمسئولية ويقينه أن الناس يعرفون ذلك فهو يحاول إثبات وجوده بتهديدات جوفاء فقدت كل قيمه بسبب كثرتها وانعدام تأثيرها "هقطع صوابع، هكسر رقبة، هكشف الغطاء، هفعل، ها أنا سوف أفعل، استعدوا عشان هفعل".
كل ذلك يدفعنا أن نسأل سؤالا.. هؤلاء بما يمتلكونه من متسع كبير من وقت وانعدام واضح للمسئولية هل هؤلاء بالفعل هم الحكام الحقيقيون؟ أم هم مجرد واجهة لآخرون؟ كل ذلك يدفعنا أن نسأل الرئيس مرسي سؤالا  "انتي جايه اشتغلي إيه؟"

في باقي مراكز الدولة فالأمر ليس أقل سوءا.. قام الإخوان بتعيين مجموعة من غيرهم في عدد المناصب حتى لا يبدو في صورة المستحوذ، ولكن نجد هؤلاء كلهم ضعفاء وبجوارهم واحدا إخوانيا يبدو أنه مركز السلطة الحقيقة؛ فتجد مثلا مستشار الرئيس للشئون الخارجية يتولى الزيارات الخارجية والتنسيق للشئون الخارجيى ويظهر عادة في مقدمة الوفود التي تمثل مصر، ويكاد يكون وزير الخارجية - صاحب الموقع التنفيذي - غير موجود أصلا، كذلك في عدد من المحافظات قاموا باستحداث وظائف بمسميات جديدة - وغريبة - مثل - نائب محافظ للتعاون الدولي - كل من تولى هذا المنصب من الإخوان، وتبدو فيهم بجوار سياسة توزيع المناصب على الجماعة فيبدو أيضا أن هؤلاء هم القوة الحقيقة في محافظاتهم. نعم حتى لو لم يتولى بعض رجالهم عددا من المناصب ولكنهم أخذوا السلطة الحقيقة بعيدا عن المنصب الرسمي تمهيدا لأخذ المنصب الرسمي قريبا 
وعن باقي مراكز القوة في الجهاز الإداري للدولة.. فقد كان النظام السابق نظاما أمنيا يقوده مجموعة من ضباط الأمن من الخلف، بينما يتصدر المشهد حفنة من الفاسدين الذين لا يعبأون سوى بحصد المال؛ إذ يتركهم النظام الأمني على فسادهم في مقابل أن ينفذوا ما يتلقونه من أوامره وسياساته
اليوم تم استبدال وجوه ضباط الأمن بوجوه الإخوان مع بقاء نفس الصفقة.. رجال فاسدين يقودهم من الخلف أرباب السلطة الحاكمة أمنية كانت أو إخوانية، وإذ يبدو أن مصر في تقدمها في قوائم الدول الأكثر فسادا في العالم لا تعرف في ذلك توقفا
لقد عبر الإخوان صراحة عن أسباب ودوافع انتشارهم وأهدافهم، هم ليسوا معنيين بالعمل والإصلاح، إذ ليس لديهم الكفاءة ولا الخبرة ولا البرنامج لعمل أي شي. هم ليسوا مهتمين بأي شئ قدر اهتمامهم بالسيطرة على كل منصب تطاله أيديهم، وفي ذلك فليتنافس الإخوانيون

0 تعليقات:

إرسال تعليق