Ads

تغاريد الرئيس


كتب/ عبدالحميد شومان
يتمتع رئيس الجمهورية الحالي بأنه قد أتى في زمن تطورت فيه وسائل الاتصال على نحو يتيسر معه
التواصل مع الجماهير مباشرة، وهاهو الرئيس يغرد على "تويتر" معلنا عن تعديل وزاري وحركة محافظين، وفي نفس الوقت يُدلي بحديث لقناة الجزيرة القطرية يبدو فيه متفائلاً مبشرا بتحقيق النهضة التي وعد بها، ولم يخف تعكير صفوه من السخرية الدائمة به. 
والمثير في الأمر أن الرئيس "وجماعته" في واد ومصر في واد، وقد وقر يقينا أنه يُغرد خارج السرب مُفضلا الجماعة عن الوطن، ولأجل هذا لا جدوى من أي إعلان عن تعديل وزاري أو تغيير وزاري لجميع الوزراء لأنه طالما الرؤوس موجودة فلا جدوى من باقي التفاصيل، وتظل مصر مرتهنة تكابد شظفاً في العيش وأياما حالكة السواد بُحكم رؤى شعبها، وعلى النقيض لدى الجماعة وأبواقها
ويستمر الحديث موصولا عن أيام العثرة التي تحياها مصر التي تستدين لتجابه أعباء الحياة في ظل نهضة "صوتية"، وغياب صادم لمصر عن موقع الصدارة، وقد هالني تصريحا مفاده أنه "طالما توارت مصر فلماذا لا تتقدم قطر"، وهالني أيضا أن تُختصر مصر في شخوص لا تدرك قيمتها وعظمتها، ويؤسف أن الشعب منقسم وراء التيار تلو التيار، وقد تعذر وجود من يوحد المصريين، وتبقى مصر على باب الرجاء ويبقى في خاطري مشهدًا لم يفارق مخيلتي أثناء مروري على ضريح الزعيم سعد زغلول "بالقاهرة"، وقد وحد المصريين يوما في وجه الاستعمار البريطاني لأجل نيل الاستقلال
وقد تلفت حولي لأتأمل في وجوه السائرين حول الضريح من جموع المصريين وقد وجدتهم شاردين عابثين متثاقلين في خطاهم، كأنهم مُكرهين على المسير وامتد بي "التأمل" لأجد نفس الوجوه في كل مكان بمصر، ليتضج جليا أن ذلك هو حال جميع المصريين، ومازال الرئيس يُغرد في كل وسائل الإعلام وتبقى تغريداته مؤكدة أنه بمعزل عن عذابات جموع المصريين

0 تعليقات:

إرسال تعليق