Ads

اليوم الأول.. متفائل ولكن!


أوسلو- محمد عبد المجيد

لو أنني مكان الدكتور محمد مرسي ونظرت من شرفة قصر الاتحادية أو على شاشة التلفزيون وشاهدت ملايين من المصريين يرفضونني بهذا الشكل، ويهتفون ضدي، ويسخرون مني، فأول شيء أفعله هو أن أنزل إلى القاهرة في حراسة مشددة، ثم أقف فوق أعلى كوبري في القاهرة، وأربط في قدمي صخرة وزنها ربع طن، وأقفز من فوق الكوبري.
حتى هذه اللحظة لا أستوعب قيمة الكرامة لدى بعض الزعماء!
الاخوان المسلمون والجماعة الاسلامية والسلفية يأتمرون بمرشد يهش عليهم بعصاه، وإذا فعل هذا مساء اليوم فإن المظاهرات السلمية ستتحول إلى صراع دموي بين شعبنا المصري وبين ميليشيات الجماعة.
حازم أبو اسماعيل متطرف يحمل وجهه براءة الأطفال. متخلف، لكنه متحدث لبق. يستطيع أن يحرك لسانه في كل الاتجاهات، لكنه لا يقول شيئاً مفيداً. مريدوه بعشرات الآلاف، لكنهم كغثاء السيل. الآن يتوعد بمقاومة الملايين إذا أصروا على رحيل الرجل الذي انتخبوه، والوعيد هنا يخفي شراسة دموية كأنه يريد أن يذبح شبابنا كما ذبح عجولا في مدينة الانتاج الإعلامي.
شعار رحيل حكومة هشام قنديل هزل، فأنت لا تطالب من يسرق بيتك بالتنازل عنه في مقابل رحيل أحد أتباعه.
حتى هذه اللحظة فالثورة ناجحة، ولكن الساعات القادمة ستحسم الحُكم النهائي: تخريب من الفلول، شراسة دموية من الاخوان، غدر وقتل بأيدي الجماعات الدينية، ميليشيات غير مصرية تتدخل بطلب من مرسي والمرشد. حرائق من مندسين، زعماء المعارضة يطالبون المتظاهرين بالعودة إلى بيوتهم بعدما حققوا هدفهم، أي بيع الثورة مساء يوم انطلاقها، اعتصام عدة آلاف يصبحون عدة مئات بعد أسبوعين، وعشرات بعد شهرين.
مازلت متفائلا بثوارنا وشبابنا، لكنني أرى لصوص الثورة وقد امتدت أيديهم لانتزاعها من شبابنا، لكنهم لن ينتزعوها من قلوبهم.

-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق