Ads

الاسرة المصرية اكثر الاسر في العالم تماسكا


دكتور عادل عامر

إن الأسرة هي نواة المجتمع، وهي الحصن الحصين الذي يضمن تماسكه واستقرار نسيجه الاجتماعي والثقافي. لقد اعتنى الإسلام ببناء الأسرة من خلال منظومة عقدية وقيمية متناسقة وشاملة، يقوم أساسها على تحقيق مبادئ عظيمة، من أهمها: العدل والمحبة والرحمة، كما قال الله - تعالى –: {ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة}، وقال تعالى: ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}.والمتأمل في واقع الأسرة المسلمة اليوم يجد أنها بدأت تفقد بعض تأثيرها ودورها الريادي في بناء الشخصية الإسلامية الفاعلة؛ وذلك بسبب الضعف الملحوظ في البناء الإيماني والتربوي لبعض الأسر، وبسبب ضعف الثقافة الأسرية؛ لهذا وغيره من الأسباب ظهرت في المجتمع مشكلات كثيرة ومتشعبة، وزاد من حدتها وتنوعها الانفتاح الثقافي، وطغيان العولمة الإعلامية والاجتماعية، وأصبحت الأسرة المسلمة تتعرض لتغيرات سريعة من خلال غزو ثقافي ومفاهيمي في كثير من مكوناتها، كما تتعرض لتحديات خطيرة تهدد هويتها وتماسكها واستقرارها.
وهناك نوعان من التحديات التي تواجه الأسرة:
أولاً: تحديات داخلية.
وثانياً: تحديات خارجية.
وفي كلا مسارَيْ هذه التحديات تتفرع تحديات أخرى اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية كثيرة، ولن نستطيع في هذه الندوة القصيرة مناقشة كل المشكلات والتحديات التي تواجه الأسرة، لكن حسبنا أن نثير الاهتمام بهذه القضية الحيوية، ونقدم بعض الرؤى العلمية والعملية للنهوض بالأسرة المسلمة.
وفي مطلع هذه الندوة من المفيد أن نؤكد على المسائل التالية:
أولاً: لا بد من الإقرار بأن دور الأسرة التربوي والاجتماعي قد انحسر في كثير من المجتمعات، في الوقت الذي توسع فيه تأثير الفضائيات والانترنت ونحوها من وسائل الإعلام والاتصال، وأصبحت كثير من الأسر تتخلى عن مسؤوليتها التربوية، المنوطة بها شرعاً وعقلاً، وأخذت تعتني ببعض الشكليات المادية والاستهلاكية!
إن إعادة التوازن التربوي، وترسيخ دور الأسرة الاجتماعي من أولى الأولويات التي تسهم في تماسك المجتمع ورقيه؛ وهذه المهمة التربوية ينبغي أن تأتلف عليها كافة مؤسسات المجتمع، وفي مقدمتها المؤسسات التعليمية والاجتماعية والإعلامية، كما أن المسجد بروافده الدعوية المتعددة هو المحضن العظيم الذي يبني الإطار العلمي، ويرسم السبيل القويم لتربية المجتمع وتوجهه نحو العمل الجاد والبناء الصالح.
ثانياً: لا بد أن نعترف بوجود مشكلات مزمنة في المجتمع، نلمس آثارها في ارتفاع نسب الطلاق والاعتداء على الزوجات، وعضل النساء، والعنف ضد الأطفال، وجنوح الأحداث، وانتشار الخمور والمخدرات... وغير ذلك، وإدراكنا لهذه المشكلات يجب أن لا ينسينا الخير الكثير الذي ينتشر في المجتمع؛ ومهمةُ أهل الرأي والعلم قراءةُ هذا الواقع بموضوعية وإنصاف دون تهويل أو تهوين، ثم بناء الخطط العلمية لحفظ كيان المجتمع والدفع به قدماً نحو التقدم والبناء.
ثالثاً: اجترار الشكوى والاستمرار في جلد الذات لن يغير من الواقع شيئاً، كما أن التغاضي عن المشكلات سيجعلها تتجذر وتنمو في المجتمع؛ لذا ينبغي السعي لإيجاد المؤسسات الاجتماعية المتخصصة التي تتصدى لمشكلات الأسرة بوعي وعلم، كما ينبغي أن تتكاتف الجهود الرسمية والأهلية لتحقيق ذلك.
رابعاً: نحن ـ المسلمين ـ أَوْلى من غيرنا في عنصر المبادرة لاستنقاذ الأسرة وحماية كيانها الاجتماعي، ولا يجوز شرعاً ولا عقلاً أن نتهاون في ذلك؛ حتى لا نقدم للمنظمات الدولية ذريعة للتدخل في شؤوننا الخاصة، ونَقْضِ سيادتنا السياسية والاجتماعية.
خامساً: من المهم أن نستفيد من خبرات الآخرين في المنظمات الدولية، لكن مع استحضار خصوصيتنا العقدية والثقافية؛ فديننا الحنيف يأمرنا بالعدل والرحمة، وينهانا عن الظلم والاعتداء، لكن مصطلح (العنف الأسري) وغيره يأخذ أبعاداً غير شرعية أحياناً عند بعض المنظمات الأممية وفي مواثيقها الدولية، ومن المفيد جداً أن نعي أبعاد الواقع الدولي حتى نتعامل معه ببصيرة وفهم. الزوجة المصرية .. المفترية الأولى في العالم والأكثر ضربًا لزوجها تمكنت المرأة المصرية وبنجاح منقطع النظير في أن تسطر اسمها في قوائم المتميزات وأن تحتل صدارة من نوع خاص
وتمكنت المصريات من إزاحة الأمريكيات وتفوقن عليهن واكتسحن البريطانيات وهزمهن بجدارة وأثبتن أنهن أفضل من الهنديات وتمكن بعد 7 سنوات من أن ترتقين من المركز الخامس إلى الأول في قائمة أكثر النساء في العالم ضربًا لأزواجهن. نعم ليست مزحة أو نكتة، بل حقيقة كشفتها آخر الدراسات والأبحاث العلمية، والتي تؤكد أن سيدات مصر أصبحن أصحاب الرقم الأعلى في الضرب للأزواج متفوقات على كل سيدات العالم بمن فيهن الأمريكيات اللاتي جئن في المرتبة الثانية بنسبة تبلغ 23% والبريطانيات اللاتي جئن في المرتبة الثالثة بنسبة تبلغ 17% ثم الهنديات المسكينات في المرتبة الرابعة بنسبة 11% فقط، بينما المصريات جئن في المرتبة الأولى منذ عام 2003 بنسبة 23% وارتفعت بعد ذلك عاماً بعد الآخر لتبلغ 28% في نهاية عام 2006. تحولت أسطورة "سي السيد" إلى ماضي انتهي زمنه أما "أمينة" فقد ولى زمانها وراح بعد أن خلعت عن نفسها رداء المسكنة و"الغلب" وتعاطت حبوب الشجاعة وأعلنت العصيان والتمرد على الرجل، بل وأرغمته بمساعدة "قوانين الأحوال الشخصية" علي التراجع والتنازل عن سلطاته وهيمنته وشيئًا فشيئًا سحبت البساط من تحت أقدامه لتصبح الأجرأ والأكثر فاعلية وتمكنًا، وفي النهاية اكتفى "سي السيد" أن ينطبق عليه المثل "ضل راجل ولا ضل حيطة" وأن تصبح مزاياه كما تقول حواء "في الليل غفير وبالنهار أجير".وقد تعددت طرق ضرب الأزواج المساكين أو التخلص منهم من السكاكين إلى السم والأسلحة النارية وأخفها المقشة وتصل - عفوًا - إلى "الشبشب "، ولم يعد غريبًا أن يهرول الرجل إلى أقسام الشرطة طالبًا النجدة والحماية من زوجته المفترية بل وصلت أحيانًا إلى أن يقوم جزار - وأكررها - مرة اخري جزار أي أنه من المفترض أن يكون مثل مهنته قاسيًا شجاعا يتعامل بلغة الدم والساطور، إلا أنه قام بشكوى زوجته طالبًا من الشرطة أن يجبرها علي التوقيع على محضر عدم التعرض له، بعد أن دأبت على الإعتداء عليه وتوبيخه وضربه أكثر من مرة. ولو عاد "نجيب محفوظ" - رحمه الله - إلى الحياة من جديد لأعاد كتابة "الثلاثية" بأسلوب مغاير لما كتبه ولتبرأ من "سي السيد" إلى الأبد. الخبير النفسي الدكتور محمد المهدي كشف في دراسة له عن عنف الزوجات تجاه أزواجهن عن حقائق مؤلمة تنذر بتحول "سى السيد" إلى "سى سوسو" مضيفًا أن المرأة في الطبقات الإجتماعية الأعلى استفادت أكثر من جهود تحرير المرأة وتمكينها فعلى صوتها "وسوطها" أكثر من المرأة في الأحياء الشعبية، والتي لم تصلها تلك الجهود، وما زالت تنظر لزوجها باحترام أكثر ولا تهفو إلى منافسته أو مزاحمته أو القفز على مكانته، وقد يكون فرقًا إحصائيًا فقط حيث أن الطبقات الاجتماعية الأعلى يسهل تسجيل حالات الاعتداء فيها أكثر حيث الصراحة أكثر والشجاعة في الاعتراف بما حدث تكون أكثر احتمالاً. ويعزو الدكتور محمد المهدي الاسباب التي أدت الي ظاهرة العنف الأنثوي إلى حالة الانتقال من مرحلة تحرير المرأة (التي كان يحلم بها قاسم بك أمين) إلى مرحلة تمكين المرأة (التي يعمل من أجلها رموز كثيرة في المجتمع المحلى والعالمي) وتساندها الأمم المتحدة بكل تشكيلاتها وهيئاتها وقد أدى هذا إلى استيقاظ عقدة التفوق الذكوري لدى الرجل (الشوفينية) فراح يمارس عدوانًا سلبيًا ضد المرأة بأن يكايدها أو يتجاهلها أو يهملها فهبت هي لتؤدبه على كل هذا. ويضيف الدكتور المهدي الي ان هناك تفسير آخر يرجع الظاهرة إلى حالة التفوق الأنثوى الملحوظة في السنوات الأخيرة، والتي يمكن رصدها على عدة محاور منها على سبيل المثال أكبر عدد من العشرة الأوائل في الثانوية العامة من الفتيات كما يلاحظ بوضوح أن فتاة اليوم اضحت أكثر نضجًا والتزامًا من نظيرها الفتى فهي تحاول أغلب الوقت أن تفعل شيئًا مفيدًا في حين يقضي هو معظم وقته على ال"كوفي شوب" أو "الإنترنت كافيه" يمارس أنشطة ترفيهية. كذلك فان نسبة حضور المحاضرات والندوات تميل كثيرًا لصالح الإناث وهن أكثر حرصًا على الفهم والمتابعة والاستفسار والاستفادة، إضافة إلى أن شخصية المرأة أصبحت أكثر محورية في حياة أبنائها وبناتها، فهي تعرف كل التفاصيل عن الأسرة واحتياجاتها، أما الرجل فيعيش على هامش الأسرة، فهو يخرج للعمل ثم يعود ليتناول طعامه ثم يقرأ الجريدة أو يشاهد التليفزيون وليس لديه طاقة أو صبر لمتابعة مشكلات الأبناء والبنات. كما أن المرأة التي يسافر زوجها لفترات طويلة ويترك لها مسئولية البيت بالكامل تكتسب بعد فترة صفات القوة والحزم والصرامة لكي تستطيع الحفاظ على تماسك الأسرة وتسيطر على نزاعات الأبناء ومشكلاتهم،


--
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
 عضو  والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية

-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق