Ads

نعم سنظل سادتكم..مصر تمرض لا تموت(٢)

كتب/هلال الفقيري
انه قدرك يا مصر ان حباكي ملك الملوك وميزك علي كل ما خلق من البلدان وليس مصر كوطن.. ميزها الله بل ورسوله الكريم عندما اوصي بأقباطها وقال ان بها خير أجناد الأرض. 
وكي لا اطيل نظرا للسرد يوسف نبي الله وموسي نبي الله نمو وترعرعوا علي ارضها في قصور حكامها
خزائن الارض كانت في مصر
وام ابراهيم ابن رسول الله ماريا القبطية من اهل مصر وحاجر ام اسماعيل ابو الانبياء من اهل مصر... رب العزة عندما كلم نبيه موسي كلمه في مصر...
ورغم هذا لا تنال من صغار سن العرب الا النبذ...وعبرت دول الكفيل مثل قطر والامارات عن ما بداخلها وصرحت بدخول ٨٣ جنسية الي اراضيهم بدون تأشيرات منهم الدولة العربية لبنان والباقين من اوروبا وامريكا وافريقيا ونسو مصر نظرا للكره الدفين في قلوب مسؤليها.. حديثي السن حيث نسي رعيلهم الأول ان يوثقوا ويزرعوا في اذهانهم فضل مصر قديما وحديثا... لذا اقول
يخطئ من يقيم الدول على فترة من الزمان وهذا للأسف سوء حظ مصر مع مجموعة من الشباب العرب الذين لم يعيشوا فترة ريادة مصر.

تلك الفترة كانت فيها مصر مثل الرجل الكبير تنفق بسخاء وبلا امتنان وتقدم التضحيات المتوالية دون انتظار للشكر.
دعني اذكرك ياحديث السن من العرب عامه ودول الكفيل خاصة تجار الرقيق الابيض. 

هل تعلم يا بنى أن جامعة القاهرة وحدها قد علمت ما يتعدي المليون طالب عربى ومعظمهم دون أى رسوم دراسية؟ 
بل كانت تصرف لهم مكافآت التفوق مثلهم مثل الطلاب المصريين.

هل تعلم يابني أن مصر كانت تبعث مدرسيها لتدريس اللغة العربية للدول العربية المستعمرة حتى لا تضمحل لغة القرآن لديهم وذلك ايضا على حسابها؟

ايها الكفيل هل تعلم أن أول طريق مسفلت من جدة إلى مكة المكرمة كان هدية من مصر للمملكة؟

وكما قادت مصر حركات التحرير في بلادكم فإنها قدمت حركات التنوير.
 كم قدمت مصر للعالم العربى فى كل مجال فى الأدب والشعر والقصة وفى الصحافة والطباعة وفى الإعلام والمسرح وفى كل فن من الفنون.. ناهيك عن الدراسات الحقوقية ونتاج فقهاء القانون الدستورى.

يا بني جئنى بأمثال ما قدمت مصر ان امتلكت. 
كما تألقت فى الريادة القومية تألقت فى الريادة الإسلامية. فالدراسات الإسلامية ودراسات القرآن وعلم القراءات كان لها شرف الريادة. 
وكان وما زال للأزهر دور عظيم فى حماية الإسلام فى حزام الصحراء الأفريقى وكان لها فضل تقديم الحركات التربوية الإصلاحية.. والي هذا الزمان يقوم الأزهر بإرسال بعثات الدعاة حول العالم لتعريف الناس بأصول دينهم. 

إن صغر سنك يا بنى قد حماك من أن تذوق طعم المرارة التي تذوقتها مصر هزيمة ٦٧ ولكن دعنى أؤكد لك أنها كانت أقسى من أقسى ما يمكن أن تتصور ولكن هل تعلم عن الإرادة الحديدية التى كانت عند مصر يومها؟

أعادت بناء جيشها فحولته من رماد إلى مارد. 
وفى ست سنوات وبضعة أشهر فقط نقلت ذلك الجيش المنكسر إلى أسود تصيح «الله أكبر»، وتقتحم أكبر دفاعات عرفها التاريخ. مليون جندى لم يثن عزيمتهم تفوق سلاح العدو ومدده ومن خلفه. بالله عليك كم دولة فى العالم مرت عليها ست سنوات لم تزدها إلا اتكالاً وست أخرى لم تزدها إلا خبالا؟

ثم انظر بعد انتهاء الحرب.. فتحت نفقاً تحت قناة السويس التى شهدت كل تلك المعارك الطاحنة وأطلقت على النفق اسم الشهيد أحمد حمدى. اسم بسيط ولكنه كبر باستشهاد صاحبه فى أوائل المعركة. 

مصر شعبها شديد التحمل والصبر أمام الشدائد. 
كم انتفض ضد الاستعمار والاستغلال والأذى العام. 
يابني ليس ذنب مصر انك حديث السن. 
مصر كالبدن تمرض ولكنها لا تموت وإن اعتلّت ومرضت اعتلّ العالم العربى وإن صحت واستيقظت صحا ولا أدل على ذلك من مأساة غزو العراق للكويت فقد تكررت مرتين فى العصر الحديث فى إحداهما قُتلت المأساة فى مهدها بتهديد حازم من مصر للزعيم عبدالكريم قاسم حاكم العراق عندما فكر فى الاعتداء على الكويت ذلك عندما كانت مصر فى أوج صحتها. 
أما فى المرة الأخرى فهل تعلم كم تكلف العالم العربى برعونة صدام حسين فى استيلائه على الكويت وأطلق عليها المحافظة التاسعة عشر
هل تعلم أن مقادير العالم العربى رُهنت لعقود بسبب رعونته وعدم قدرة العالم العربى على أن يحل المشكلة بنفسه. 
إن لمصر قدرة غريبة على بعث روح الحياة والإرادة فى نفوس من يقدم إليها. انظر إلى البطل صلاح الدين بمصر حقق نصره العظيم. انظر إلى شجرة الدر مملوكة أرمنية تشبعت بروح الإسلام فأبت إلا أن تكون راية الإسلام مرفوعة فقادت الجيوش لصد الحملة الصليبية. 
لله درك يا مصر الإسلام.. لله درك يا مصر العروبة.. إن ما تشاهدونه من حال العالم العربى اليوم هو ما لم نتمنه لكم. 
وإن كان هو قدرنا فإنه أقل من مقدارنا وأقل من مقدراتنا.

أيها الشباب رواد الشبكات العنكبوتية يا من تبرزون كرهكم لمصر علي وسائل التواصل أعيدوا تقييم مصر. 
ثم أعيدوا بث الإرادة فى أنفسكم فالحياة أعظم من أن تنقضى بلا إرادة. 
أعيدوا لمصر قوتها تنقذوا مستقبلكم.

 والدليل اننا سادتكم اليك نبذه ما قبل اكتشاف وخروج البترول.. عما حدث بالحجاز.. 
كان توفيق دياب رئيس تحرير جريدة الجهاد المصرية وتوفيق نسيم كان رئيس وزراء مصر وقد حدثت مجاعة وأمراض أزهقت آلافاً من الأرواح بأراضى الحجاز... كتب توفيق دياب فى صدر صحيفته إلى توفيق نسيم رئيس وزراء مصر، كتب يقول: من توفيق إلى توفيق، فى أرض رسول الله آلاف يموتون من الجوع وفى مصر نسيم!!

أصدر توفيق نسيم أوامره فوراً، وعبرت المراكب تحمل آلاف الأطنان من الدقيق والمواد الغذائية، وآلافاً من الجنيهات المصرية والتى كانت عملتها أعلى وأقوى من العملة البريطانية، غير الصرة السنوية التى كانت تبعث بها مصر، وكانوا يشكرون مصر كثيرا على ذلك...السنا سادتكم؟ 
الكويت..
 كانت مصر تبعث بالعمال والمدرسين والأطباء والموظفين لمساعدة الإخوة بالكويت بأجور مدفوعة من مصر. السنا سادتكم؟ 

ليبيا.. 
كانت جزءاً من وزارة الشؤون الاجتماعية المصرية.. كل هذا لم يكن منة من مصر لكن كان دعما وواجبا وطنيا لأشقائها العرب مذكرات الثورى العظيم أحمد بن بلة وقيادات الثورة الجزائرية تشهد وهم يقولون مهما قدمنا وقدمت الجزائر لمصر فلن نوفى حق مصر علينا وما قدمته لنا... السنا سادتكم

كذلك ما قدمته مصر لثورة الفاتح من سبتمبر الليبية.. 
والتضحيات الكبيرة والعظيمة التى لا ينكرها أبداً الشعب اليمنى لما قدمته مصر لليمن حتى أشرف اقتصاد مصر على الانهيار.. مصر التى سطعت منها شمس الحرية على ربوع الكرة الأرضية.. مصر التى وقفت بكل إمكانياتها المتواضعة وشعبها العظيم فى وجه القوى الغاشمة «فرنسا وبريطانيا العظمى»..

مصر التى ساندت قضايا المظلومين بالعالم شرقا وغربا فاحتضنت حركات النضال والتحرير من مشارق الأرض إلى مغاربها دون تمييز بسبب اللون أو الدين أو العرق فكانت قبلة الثوار والمناضلين من ربوع الكرة الأرضية فاحتضنت بتريسيا لومومبا وحركته، وحزب المؤتمر الأفريقى ضد التمييز العنصرى بقيادة مانديلا وروبرت موجابى وأبطال وزعماء أفريقيا ومناضليها وقدمت الدعم والمساندة للثوره الجزائرية والليبية واليمن والعراق وفلسطين واستقبلت على أرضها عظماء ثوار العالم فاستقبلت الثائر العالمى جيفارا وفيدل كاسترو ونهرو وأحمد سوكارنو وذو الفقار على بوتو ومحمد إقبال وتيتو.

مصر التى تعطى بسخاء لا يمكن أن تغدر مصر التى تجمع وتحتضن لا يمكن أن تفرق وتقتل مصر التى تأوى لا يمكن أن تخون.

هذه هى مصر الصابرة الآمنة المؤمنة المحتسبة يا أيها السفهاء يا من تتطاولون على مصر وشعبها هذه هى مصر العظيمة فمن أنتم؟! 
هذا ما قدمته مصر للعرب والعالم.. فماذا قدمتم؟!
هذه مصر ٢٠٢٣شامخة رغم مرضها ولكنها لن تموت ايها الشامت العربي...  مصر مأوي كل العرب وغيرهم من سوريا الي السودان الي العراق واليمن.. 

مصر هى بلاد الشمس وضحاها غيطان النور قيامة الروح العظيمة انتفاض العشق اكتمال الوحى والثورة «مراسى الحلم» العِلم والدين الصحيح، العامل البسيط، الفلاح الفصيح، جنة الناس البسيطة، القاهرة القائدة الواعدة الموعودة الساجدة الشاكرة الحامدة المحمودة العارفة الكاشفة العابدة المعبودة العالمة الدارسة الشاهدة المشهودة، سيمفونية الجرس والأدان، كنانة الرحمن، أرض الدفا والحنان، معشوقة الأنبيا والشُعرا والرسامين، صديقة الثوار، قلب العروبة النابض الناهض الجبار، عجينة الأرض التى لا تخلط العذب بالمالح، ولا الوليف الوفى بالقاسى والجارح، ولا الحليف الأليف بالغادر الفاضح، ولا فَرح بكرة الجميل بليل وحزن إمبارح، ولا صعيب المستحيل بالممكن الواضح، كونى مصر دليل الإنسانية ومهدها.
بالله عليكم مصر ما سادتكم.. مهما ملأ الجاز  خليجكم وملأ الذهب انهاركم.. ؟
استقم ايها الجاحد ناكر الجميل..  فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

0 تعليقات:

إرسال تعليق