Ads

رجالك يامرسي ..!

د. محمد فؤاد منصور

هذا المقال قد لايعجب كثيرين ، خاصة ونحن على مبعدة ثلاثة أيام من المظاهرة الكبرى التي يدعو إليها معارضو حكم الأخوان المسلمين والتي تنذر بمجزرة بين من يؤيدون ومن يعارضون وهو آخر مانسعى إليه ومالانتمناه لمصرنا وشعبنا الأبي الصابر ، أنا شخصياً وبوضوح كامل ضد الخروج بهذه المظاهرة او أي مظاهرة اخرى لأن حكم الرئيس مرسي هو الحكم الشرعي المنتخب وليس لنا أن نخرج عليه أو أن نطالب بإقالته قبل أن يقضي مدته الرئاسية كاملة وأن نمنحه الفرصة الكاملة في هدوء كي يطبق برامجه في الإصلاح والتنمية فإذا لم يعجبنا نخرجه بالصندوق ، كما جاء من خلال الصندوق .
لكن هذا للحق لايمنعني من ان ألفت نظر الأخوان والرئيس مرسي إلى ان من يتحدثون باسم الإسلام وأحياناً باسم الرئيس يشوهون الدين والرئيس معاً ويخصمون من رصيده لدى الناس هذا كل مافي الأمر  ..
الشيخ صفوت حجازي في مؤتمر جماهيري انتخابي حضره الرئيس مرسي وقف خطيباً في الناس فأرغي وأزبد ثم هدد وتوعد وقال - لافض فوه- إن دولة الخلافة قادمة وأننا سنزحف لتحرير القدس بالملايين !!
ثم عاد وكرر نفس هذه التصريحات في برامج تليفزيونية تم بثها بعد نجاح الرئيس واعتلائه كرسي الحكم .!
هل لفت أحد انتباهه إلي أن خطابه بهذا الشكل وفي حضور المرشد والرئيس وقيادات حزب الحرية والعدالة ثم تأكيده لنفس الخطاب بعد ذلك في لقاءاته الصحفية والتليفزيونية هو بمثابة إعلان حرب صريح علي إسرائيل أو أنه علي أقل تقدير بمثابة إلغاء لمعاهدة السلام القائمة بيننا وبين إسرائيل؟
هل لفت أحد نظره إلى أن إلغاء المعاهدات من جانب واحد هو إعلان حرب وأن الحديث عن استعادة القدس وحقوق الفلسطينيين المغتصبة ينبغي أن يمر بطريق طويل من الجهاد التفاوضي السلمي أولاً مع الاستعداد الدؤوب حتى تصبح قوتنا العسكرية متفوقة تسليحاً وتدريباً على قدرات المغتصب فإن أبى رد الحقوق سلماً فساعتها ، وساعتها فقط نخوض الحرب كارهين لأننا نكون ممن كتب عليهم القتال وهو كره لهم كما يقول رب العزة في كتابه الحكيم ؟!
شيخ آخر هو الشيخ هشام إسلام كان يحاضر في ندوة فأفتي بإهدار دم من يخرج للتظاهر ضد حكم الأخوان المسلمين بل أفتي بقتل المتظاهرين بصريح العبارة بوصفهم من الخوارج وأنهم إن قتلوا فلادية لهم !!!!
فهل يعني هذا أن مبارك قد حكم عليه ظلما في قضية قتل المتظاهرين لإسقاطه لأنه كان الرئيس الشرعي آنذاك ؟! وهل سأله أحد إن كان كلامه يعني أن إسقاط مبارك كان فعلا ًباطلاً وأن رئاسة مرسي بهذه الفتوي باطلة كذلك باعتبار أن مابني علي باطل فهو باطل !!
هل ناقشه أحد في الأمر .
شيخ ثالث سليط اللسان هارب من العدالة خارج البلاد أفتي بعدم جواز تولية الأقباط أي منصب في الدولة وأنه لاحق لهم في مصر وأن مرسي أخطأ حين وعد في فترة الوعود المعسولة قبل الانتخابات وأن عليه أن يتجاهل وعده ويسحب التزامه بل وعليه أن يفرض عليهم الجزية وأن يعاملهم كأقلية منبوذة !!!
ونفس هذا الشيخ وجدي غنيم صرح عند إقالة المشير طنطاوي بأن حذاء الرئيس برقبة طنطاوي تملقاً وزلفي للرئيس حتي يسقط الأحكام الصادرة ضده فينجو من السجن الذي ينتظره ونسي في غمرة حماسه أنه أهان الإنسان الذي كرمه الله وأحسن خلقه حين قارنه بالحذاء.. بل فضل عليه الحذاء !!
شيخ رابع هو الشيخ حازم شومان أفتي بعدم جواز التبرع لمؤسسة جراح القلب المصري العالمي الخيرية التي تركز جهودها علي إجراء جراحات القلب بالمجان لفقراء مصر وأغلبهم من المسلمين واستند في فتواه إلي أن الجراح العالمي نصراني ولايجوز التبرع للنصاري!!
هل أفهم أحد هذا الشيخ أن ذلك الجراح العالمي الذي رفع اسم مصر عاليا في كل بلاد الدنيا واعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية واحداً من أساطير الطب في العالم وهو مايشرف كل مصري مسلماً كان أو مسيحياً ، فهل سأل أحد ذلك الشيخ إذا كان ذلك هو عطاء مجدي يعقوب للبشرية وهو ماسيقابل به ربه يوم القيامة فماذا قدم حضرته للبشرية غير بث الفرقة والفتن وبث الأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد وماذا سيقول لرب العزة حين يسأله عن الدماء التي تسيل جراء فتاواه القبيحة ؟!
ثم ألم يسأله أحد إن كان التبرع لمؤسسة خيرية تعالج فقراء المسلمين غير جائز لأن من أنشأها نصراني فهل يمتنع المسلمون كذلك عن تلقي العلاج علي يدي ذلك النصراني ، وماذا سيكون تصرفه لو قدر الله له أن يحتاج للعلاج علي يدي ذلك الجراح العالمي فهل سيمانع حينها بدوره أم أنه سيفتش عن فتوي تجيز له ذلك ؟!
أما خامسهم الشيخ المحلاوي الذي تسبب في مقتل الرئيس السادات على أيدي جماعة من عصابته حين لم يكف عن مهاجمة السادات وتأليب الرأي العام عليه ، فقد أفتى بأن الخروج على طاعة مرسي أو إظهار عدم الرضا عن حكمه ولو بالتظاهر السلمي هو حرام شرعاً لأنه خروج على ولي الأمر !!!!
نسي حضرته انه خرج على ولي الأمر من قبل وكان السادات ساعتها هو الرئيس الذي حقق لمصر أعظم نصر عسكري تفاخر به في العصر الحديث واستعاد لها أرضها السليبة ، واكتسب شرعيته لامن صناديق الانتخابات ولكن من استعادة الأرض المصرية المغتصبة حرباً وسلماً ، هذا الشيخ يفتي اليوم بعكس ماكان يفتي به أيام الرئيس السادات وهو مايؤكد أن هؤلاء الناس تجردوا من كل حكمة ومنطق وأكاد أقول ودين رغم امتلاكهم لشعبية كاسحة وسط العوام والدهماء ..
هؤلاء هم نماذج قليلة من رجالك يامرسي وهذه هي طرائق دعوتهم وأحاديثهم للناس ولو شئت أن أحصي لك كل ناعق لماوسعتني الصفحات ، وأنا هنا لاأكتب لأهاجمك فالله يعلم أنني أتمنى صادقاً أن تتمكن من الإبحار بالسفينة المثقوبة إلى بر الأمان ولكنني أقول لك ناصحاً لاتلتفت لخصومك فهم ناس عقلاء يعرفون مايقولون ولن يتورعوا عن التصفيق لك إذا جد مايستدعي التصفيق ولكنني أحذرك من رجالك وقومك وهم ألوف يضيفون بتصريحاتهم لسفينة الوطن المثقوبة أصلاً تقوباً جديدة ويشعلون النيران في مرابع القبيلة كلها حتى توشك النيران أن تأكلهم وتأكلك معهم .

0 تعليقات:

إرسال تعليق