فى ردها على تحقيق النيابة العامة فى بلاغ يتهمها بإزدراء الاديان نشرت الكاتبة فاطمة ناعوت ردا على ذلك
كم كنت سأحترم هذا المُدّعي لو كان "تجاسر" وأقام الدنيا وأقعدها ضد من يقطعون الرؤوس وينحرون الرقاب ويدحرجون الجماجم باسم الإسلام، وهو قمة ازدراء الدين.
لكنه يرتعب من سيوفهم ويستقوي على عزلاء مثلي لا تحمل إلا قلمًا مسنونًا في الحق، لكنه لا يريق الدم!
كم كنت سأحترم كل من رماني في إيماني لو أطلقوا المظاهرات في الشوارع ودشّنوا الصفحات على فيس بوك، تنديدًا بالسفاحين "باسم الدين"، كما دشّنوا صفحات وصفحات تسبني وتلعنني وتخوض في شرفي وتهددني، ظنًّا منهم أنني أخاف!
أعلمُ، ولتعلموا معي، أنني أقوى من كل من رماني بسهم. أقوى منهم بقلمي، وعدم خوفي من السفاحين وجسارتي في نصرة المستضعفين قدرما أستطيع. أقوى منهم بحبي لله ولكل خلق الله من بشر ومن طير ومن حيوان.
بيتي بلا "ترباس" لأنني لا أخاف إلا الله.
أجلس إلى مكتبي وظهري للشرفة المفتوحة لأنني لا أخاف إلا الله.
أنزل في الشوارع آمنة مطمئنة ولا أتلفت ورائي لأنني لا أخافُ إلا الله.
أذهب إلى دولة الأوبرا، وأجلس في المطاعم، وأركب دراجتي أجوب بها شوارع المدينة ولا أحمل في حقيبتي سلاحا ولا سبراي ولا صاعقًا مما تحمله النساء، لأنني لا أخاف إلا الله.
ألتقي معجبيني وأردُّ لهم ابتساماتهم وتلويحاتهم وأرحب بالتقاط الصور التذكارية معهم دون أن أسأل عن هويتهم، لأنني لا أخاف إلا الله.
لكنها عجائب الدهر أن جاء علينا زمنٌ يُحاكم فيه مَن لا يُطيق مرأى دم الحيوان يُراق، ويُبارَك فيه مَن يريق دمَ الإنسان بقلب جامد وهو يهتف: "تكبيييييير"!!!!
عجائبُ الدهر أن يُتهم إنسان بازدراء دينه، ويُترك من يقتل أبناء دين سواه!
هي الكوميديا السوداء.
أرحّب بالمثول أمام قضائنا المحترم؛ لأنني أعرف قيمته؛ وأعرف جيدًّا ماذا سأقول.
أنامُ ملء جفوني عن شواردها / ويسهر المدّعون جراي، ويختصمُ
فاطمة ناعوت
0 تعليقات:
إرسال تعليق