ما بين الأبيض والأسود ..!!

بقلم : محمود أحمد على

عربة المترو مزدحمة عن آخرها براكبيها ..

الشاب الجالس مندمجاً في قراءة الجريدة ، رفع عينيه فجأة ليجد أمامه امرأتين ، إحداهن متبرجة.. ترتدي ثوباً أبيض يلفت الأنظار،والثانية منقبة ترتدي جلباباً أسود حالك السواد .

راح يوزع نظراته فيما بينهما ، على الفور عاوده حديث إمام وخطيب مسجد (التوحيد) الذي ألقاه مساء أمس بعد صلاة العشاء ، وكان حديثاً جميلاً عذباً عن جزاء المرأة المنقبة في الدنيا والآخرة ، وشدد الشيخ في آخر حديثه عن الوقوف بجوارها ومساعدتها ومساندتها ، حتى أن هذا الشاب قرر بل أقسم فور خروجه من باب المسجد على أن لا يتزوج إلا من فتاة منتقبة . 

غاضباً راح الشاب ينظر إلى المرأة المتبرجة من أسفل إلى أعلى ثم العكس ، ثم نظر مبتسماً في وجه المرأة المنتقبة وراح يقول لها في أدب جم :

- تفضلي أجلسي هنا مكاني ..

- جزاك الله خيراً ..

قالتها المرأة وهى تجلس .. تلك المرأة التي ارتدت النقاب لأول مرة صباح اليوم ؛ بناءً على طلب عشيقها الذي قال لها عبر الهاتف :

- أرتديه حتى لا يشك فيكِ أحداً عند دخولك باب العمارة .