غادة عبد المنعم
تعتبر منطقة جبل علبة منطقة من أجمل المناطق الطبيعية فى مصر وتصلح لزواعة مزوعات متباينة من الفاكهة والخضر والحبوب والأعشاب وهى علاوة على كل هذا واحدة من المناطق ذات الميزات الكبرى هذا أنها مرتفعة عن سطح البحر بمسافة كبيرة تؤهل لها جوا ومناخا رائعا صيفا وشتاء وهى المنطقة الوحيدة فى العالم التى بفعل خصوصية موقعها يتبخر فوقها ماء البحر مكونا شبورة طبيعية ساحرة تغطيها فى الصيف صباحا وتتحول لما يشبه البخار المتجمد شتاء فى مشهد فى غاية الروعة
ومع كل هذه الأجواء الساحرة تقع علبة بالقرب من منخفضات رملية يمكن زراعتها بأشجار الأبنوس (حيث تتميز هذه المنخفضات بدرجات حرارة عالية تصل ل47 وأحيانا لخمسين درجة مئوية صيفا فى الظهيرة) وبذلك تكون علبة وعدة مناطق قليلة فى أقصى جنوب مصر هى المناطق الوحيدة الصالحة للتحول لمناطق سكنية عالية الكثافة السكنية (مع تخطيط يساعد على الحفاظ على روعة الطبيعة ) متخصصة فى تصنيع الأثاث والمنتجات الخشبية النادرة الجودة ذلك أن سكانها سيتمتعون بالمعيشة فى مكان مثالى له جو مدينة الاسكندرية الرائع ولكن بالفرب من مكان تتم فيه زراعة الأخشاب الممتازة (ومن المعروف أن سكان دمياط هم وغيرهم من صناع الأثاث فى مصر يستوردون كل ما يحتاجونه من خشب لصناعة الأثاث لعدم إنتاج مصر للأخشاب) ..
إذن أليس من الواجب على أى حكومة تدعى الوطنية أن تقوم فى الحال بتطوير منطقة علبة وتحويلها لمنطقة سكنية راقية جدا (ولدى الكثير من المقترحات التى تضمن ذلك) وتمليك الكثير من وحداتها لصناع أثاث ذوى خبرة من دمياط وغيرها مع زراعة المناطق المنخفضة القريبة منها والتى تقع فيما يلى حدود مصر الجنوبية بأشجار خشب الأبنوس والأبنوس المصرى (العتيق).
....
علبة فى سطور
_____
في أقصى الجنوب الشرقي من مصر وعلى مساحة 35 ألف كم مربع تقع محمية جبل علبة التي اصطلح على تسميتها بدرة تاج المحميات الطبيعية لما تحويه من تشكيلة هائلة من الخصائص النباتية والطبيعية بما في ذلك الجبال والوديان والسهول وأشجار المنجروف والشعاب المرجانية والجزر، لتصبح المحمية واحدة من أشهر المحميات الطبيعية ليس في مصر وحدها ولكن في العالم أجمع، يقصدها السياح المقبلون من كل حدب وصوب للاستمتاع بالطبيعة البكر ويتردد عليها علماء البيئة لدراسة بيئتها البرية والبحرية المتميزة.
ومن أهم ما يميز جبل علبة استحواذه على نسبة أمطار أكبر من الجبال الأخرى في منطقة البحر الأحمر وهو ما يجعل الجبل بمثابة واحة تخيم عليها الغيوم حيث ينزل جزء كبير من الأمطار على شكل ندى وضباب وسحب وهو الأمر النادر في باقي ارجاء مصر، وتؤدي الرطوبة الشديدة إلى وجود تنوع كبير في النباتات يصل إلى 458 نوعاً من النباتات تمثل ما يقرب من 25% من الفصائل النباتية المسجلة في مصر، كما يوجد على الجبل وفي أسفله أيضاً غطاء كثيف من نباتات الأكاسيا والشجيرات الأخرى التي تعد بمثابة الغابات الطبيعية الوحيدة في مصر.
ومن ناحية أخرى يتميز جبل علبة بتنوع كبير نسبياً في الحيوانات التي تعيش هناك حيث يوجد به 23 فصيلة من الثدييات و30 فصيلة من الزواحف وحوالي 41 فصيلة من الطيور، وتوجد في منطقة محمية علبة أيضاً مناطق أخرى كثيرة تتميز بأهمية كبيرة من حيث التنوع البيولوجي فهناك منطقة بير عبرقا وهي شبكة معقدة من التلال المنحدرة من الحجر الجيري والوديان الرملية المتعرجة ويحتوي على عيون مائية دائمة تؤوى سكان المنطقة من الثدييات والطيور والزواحف، ويتميز جبل علبة بوجود العديد من أنواع النباتات والحيوانات التي ليس لها مثيل في أي مكان في العالم وبعضها من الأنواع المهددة بالانقراض.
هذا فضلاً عن أن المنطقة تزخر بتراثها الثقافي حيث توجد العديد من المواقع الأثرية من عصور ما قبل التاريخ حتى العصور الحديثة بما في ذلك الرسومات الموجودة على الصخور وتوفر المحمية نوعاً من الحماية لهذه المواقع النائية والتي يصعب حمايتها بالوسائل التقليدية.
ويقيم في محمية علبة ثلاث قبائل تشكل جزءاً لا يتجزأ من المنطقة المحلية فنجد قبيلة البشارية في مقدمة هذه القبائل وتنحدر من أصول حامية وتتحدث لغة غير مكتوبة تسمى «البيداوية«، أما قبيلة العبابدة فيقطن ابناؤها المناطق الشمالية من المحمية ويعتبرون من أصل عربي، أما قبيلة الرشايدة التي تسكن السهل الساحلي فهي قبيلة ترجع في أصولها إلى المملكة العربية السعودية وتعتبر هذه المجتمعات فريدة من نوعها في مصر ولها هياكلها الاجتماعية الخاصة وكذلك عاداتها وملابسها وحليها وموسيقاها ورقصها وطعامها وأنماط البناء لديها وكذلك الحرف اليدوية التي تتميز بها، وتعتمد هذه القبائل على الموارد الطبيعية في معيشتها وطريقة حياتها ويعتبر رعي الماشية وإنتاج الفحم من الأنشطة الاقتصادية الرئيسية، ويستخدم الخشب بصورة كبيرة كوقود وكمواد للبناء وعلف للماشية وكأدوات وبضائع أخرى
0 تعليقات:
إرسال تعليق