Ads

البساطة لا تعني الابتذال يا رئيس



 يؤسفني حقيقة أن أسبق اسمه بلقب دكتور ويؤسفني أكثر أنه كان يشغل منصب أستاذ جامعة، كيف لا أأسف وأنا أجد الرجل الذي يشغل أكبر منصب في الدولة – لم تعد دولة على يديه – يتحدث بطريقة لا تليق به ولا بمنصبه ولا بالدولة التي لازال العالم كله ينظر إليها رغما عن أنف الجميع باعتبارها الأقدم والأعرق حضارة والأميز موقعا.
مصر التي يخرج هذا الرجل باسمها في كل المحافل الدولية التي يسافر إليها فينهل التراب على اسمها وتاريخها بأسلوبه الفج.
ماذا عن طريقته وهو في حضرة رئيسة وزراء أستراليا جوليا جيلارد؟!  السيدة التي لم يستطع الرئيس أن يضبط انفعالاته في حضرتها .

ماذا عن  نظرته في الساعة أثناء حديث المستشارة الألمانية التي أدركت كذبه وإدعائه الديموقراطية؟! وكم كانت زيارة خائبة عاد منها بخفي حنين.

ماذا أيضا عن حديثه الفج عن الأصابع التي تلعب داخل مصر؟! هل افتقدت لغتنا العربية مفرداتها وثراءها ليفتقد الرجل طريقة للتعبير عمن يريد العبث بمستقبل بلادنا؟!

هل كان عليه أن يكرر الأمر في قطر؟ بل ويزيد الطين بلة حين تظهره الصور نائما وحين يقول (يقولون إن مصر ستفلس، هذا كلام فارغ. نحن شعب غنى وحكومة فقيرة، ليهتف أنصاره: «خليهم ينبحوا يا ريس». وواصل الرئيس: «هناك 17 مليونا يعملون بالقطاع الخاص و3 ملايين فلاح، كلهم يعملون وينتجون». واستدرك: «ليس بينهم من يشعل فردة كاوتش، اوعوا تفتكروا الـ10 أو 15 فردة كاوتش هى مصر ».

وأضاف: «كل ما ترونه بالتليفزيون صورة مكبرة عشرات المرات؛ فكل 10 أو 15 شخصا يخرجون للشارع تصحبهم 10 أو 15 كاميرا، ويصرخون: إلحق مصر بتولع». وتابع: «هناك عدو من خارج مصر، وشيطان يعبث داخلها، جراب الحاوى مليان، يخرج لك حمامة فتقول هذا رجل طيب، المرة الجاية يخرج لك...» فيكمل الهتيفة: «ثعبان»، ليرد: «لو مات القرد، القرداتى يشتغل إيه؟».

تصف معارضوك بأنهم فرد كاوتشوك وتقلل من عددهم بحصرهم مرة في حارة مزنوقة ومرة بأنهم 10 أو 15وهم تعدوا الملايين في محافظات مصر كافة، بالإضافة لمن لا يخرجون لكنهم ناقمون فأنت تمنع عليهم الحياة بغلاء أسعار جنوني ، بنقص في السولار يعوق حركتهم ويؤدي إلى تناحرهم وسفك دمهم، بانقطاع الكهرباء بشكل مستفز، برغيف خبز تحاول تقنينه وهو لقمتهم، هذا وتطالب بالتضحية ببعض الشعب حتى تتمكن أكثر أنت وجماعتك من البلد التي حلم بها الجميع وحلم لها شبابها وأخذتها أنت على طبق من فضة بالتحايل وبسرقة ثورة صنعها أهل مصر لا جماعتكم.

تتحدث كالحواة، لم تترك شيئا لم تنفذ إليك منه الألسنة لتنتقدك فهل يعقل أن يتوجه رئيس لأهل مدينة ويقول عنهم ( كسيبة ) بغض النظر عن المعنى المراد بغض النظر عن كونك تتحدث عن أن جميع أهل المدينة يعملون ألم يكن هناك لفظا أفضل يليق برئيس وبسيطا أيضا.

علمنا أنهم أحضروا لك مدرسون ليعلموك فن الإتيكيت والبروتوكولات ألم يعلمك قرآنك فن الحديث؟! ألم تعلمك قراءاتك وأنت الذي تنتسب لجماعة في الأصل دعوية أن القرآن العظيم بدأ بإقرأ ألم تقرأ يا أستاذ الجامعة من قبل أم أن دائرة معارفك لم تتعد أحاديث السوقة والغوغاء ليس إلا، وإن كنت تقصد ذلك لأنك تحكم شعبا في نظرك أمي جاهل فأنت واهم.

الفلاحون في بلدي يعرفون بفطرتهم أن لكل مقام مقال، يعرفون متى يتحدثون وماذا يقولون، أصحاب المهن البسيطة لا أساتذة الجامعة حين يتحدثون تجد لهم عذرا لكنهم يتعمدون الأدب وانتقاء ألفاظهم في حضرة الغريب فلا أنت وصلت للفلاحين ولا الحرفيين ولا أحد.

أسأت لزملاء مهنتك من الأساتذة، أسأت للعلم الذي درسته، أسأت لطلابك فبت أثق أن لا أحد منهم قد تعلم منك شيئا فنحن عامة الشعب نحتاج دائما لمترجم ليترجم لنا أحاديثك التي لا نخرج منها بشيء حتى يخرج طلابك منك بأي شيئ على الإطلاق، سوى المزيد من السخرية التي تستدعي البكاء حزنا على حال مصر التي ابتليت بك رئيسا، مصر التي أسأت إليها كل الإساءة وثق أنها لا تغفر ولن تغفر لمن يحاول القضاء عليها.
29/3/2013
رباب كساب  

-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق