Ads

المشكلة الأمنية رؤية إسلامية ومقترحات مجتمعية

د.عبدالحليم منصور
أستاذ الفقه المقارن المشارك بكلية الشريعة والقانون - جامعة الأزهر

أولا ـ أهمية الأمن : 
منذ فترة ليست بالقصير وتمر البلاد بحالات خطف ، وسرقة وبلطجة ، وكل يوم نسمع عن حالة خطف ، أو اعتداء أو قتل ، تروع الآمنين في طول البلاد وعرضها ، وكل هذا من شأنه أن يحدث خلالا اجتماعيا ، وخلالا في منظومة الحياة بوجه عام ، وخلالا في تقدم البلاد نحو الأفضل ، فلن تتقدم البلاد لا علميا ، ولا اقتصاديا ، ولا عسكريا ، ولا في أي جانب ، دون أن تكون مؤمنة من حدودها ، ومن داخلها ، حتى يستطيع العامل أن يعمل ، وكذا التاجر ، وكذا الصانع ، والمستثمر ، والسائح ... إلخ .
ثانيا _ مقاصد الشريعة الإسلامية وحفظ الأمن :
الشريعة الإسلامية في مقاصدها العامة جاءت لتحفظ على المسلمين الأمن في حياتهم ويتجلى ذلك من خلال حفظها للدين ، وللنفس ، وللمال ، وللعرض أو النسب ، وللعقل ، فقد جاءت لتؤمن هذه المقاصد الخمسة التي نعاني منها في المجتمع بشكل متزايد في هذه الآونة 
1 - الشريعة الإسلامية تؤمن الدين من خلال حرية العقيدة وعدم الإكراه على الدخول في دين لا يريده الشخص قال تعالى ( لا إكراه في الدين ) وأيضا من خلال عدم المساس بعقيدة غير المسلمين ، حتى لا ينتهكوا عقيدة المسلمين ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) 
2 - أيضا الشريعة الإسلامية تؤمن الحفاظ على النفس من خلال تحريم قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق قال تعالى ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) وفي الحديث :" اجتنبوا السبع الموبقات .. ومنها : قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ". وقال عليه الصلاة والسلام وهو أمام الكعبة يوما : ( ما أعظمك وما أعظم حرمتك وإن المؤمن أشد حرمة عند الله منك ) . وقال أيضا ( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما ) وقال تعالى ( ومن يقتل مؤمنا متعمد فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) وأيضا من خلال تشريع القصاص في النفس وفي ما دونها قال تعالى ( ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون ) وقال أيضا ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص ) 
3 - أيضا تؤمن الشريعة الإسلامية المال من خلال تحريم السرقة ، والغصب ، والنهب ، والسلب وكل ألوان الاعتداء على المال ، كما أنها شرعت حد السرقة فيمن يأخذ مال الغير خفية من حرزه ، وشرعت عقوبات تعزيرية لمن يختلس أو ينصب أو يأكل أموال الناس بغير وجه حق . قال تعالى ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم ) وقال تعالى ( يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ) وحرم الرشوة فقال ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ) 
4 - أيضا تؤمن الشريعة المسلمين على أعراضهم من خلال تحريم الزنا ، والقذف ، وكل كلام قبيح يمكن أن يمس شرف الإنسان ، وحرم على المرأة أن تدخل على أهل زوجها من ليس منهم ، روى الحاكم عن عبد الله بن يونس أنه سمع المقبري يحدث قال حدثني أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي يقول لما نزلت آية الملاعنة قال النبي أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم فليست من الله في شيء ولن يدخلها الله جنته وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه وفضحه على رؤوس الخلائق من الأولين والآخرين " المستدرك 2 /220 قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
من أجل ذلك حرم الإسلام الزنا لأنه يؤدي إلى اختلاط الأنساب ، قال تعالى :" وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا " الإسراء (32) وحرم الاعتداء على العرض ، وحرم القذف لأنه يهين ويشين صاحبه ، قال تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) الآيتان من سورة النور .
وشرع عقوبة الرجم والجلد للزاني المحصن وغير المحصن ، فقد رجم النبي عليه الصلاة والسلام ماعزا والغامدية لأنهما كانا محصنين ، وقال تعالى :" الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " النور (2)
وشرع عقوبة القذف أربعين أو ثمانين جلدة للقاذف على خلاف بين الفقهاء ، يقول الأستاذ / عبد القادر عودة :" يعاقب على الشرب بالجلد ثمانين جلدة عند مالك وأبى حنيفة، وهو رواية عن أحمد. ويرى الشافعى وقوله رواية أخرى عن أحمد أن الحد أربعون جلدة فقط، ولكن لا بأس عنده من ضرب المحدود ثمانين جلدة إذا رأى الإمام ذلك، فيكون الحد أربعين وما زاد عليه تعزير. ويعاقب على السكر عند أبى حنيفة بنفس عقوبة الشرب فالحد عنده مقرر للسكر والشرب معًا." التشريع الجنائي الإسلامي ج 4 /51
وحرم الإسلام تناول الغير بأي كلام قبيح يشينه ، أو يشين عرضه، وأن هذا يعد من الغيبة إن كان في صاحبه ، وإلا كان بهتانا عظيما . روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبيه عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قال أَتَدْرُونَ ما الْغِيبَةُ قالوا الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قال ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إن كان في أَخِي ما أَقُولُ قال إن كان فيه ما تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لم يَكُنْ فيه فَقَدْ بَهَتَّهُ " صحيح مسلم 4 /2001 
5 - وتؤمن الشريعة العقل من خلال تحريم الخمر وكل المسكرات ، ومن خلال تشريع عقوبة الشرب وهي أربعون أو ثمانون جلدة على خلاف بين الفقهاء في ذلك .
ثالثا ـ الأسباب المحصلة للأمن في المجتمعات :
1 – الإيمان بالله عز وجل :
فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) الآيتان من سوة الأنعام .
قال الشوكاني :" والمراد بالظلم الشرك لما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن مسعود قال لما نزلت هذه الآية شق ذلك على أصحاب رسول الله وقالوا أينا لم يظلم نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )
عن جَرِيرِ بن عبد اللَّهِ قال خَرَجْنَا مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فلما بَرَزْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ إذا رَاكِبٌ يُوضِعُ نَحْوَنَا فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان هذا الرَّاكِبَ إِيَّاكُمْ يُرِيدُ قال فَانْتَهَى الرَّجُلُ إِلَيْنَا فَسَلَّمَ فَرَدَدْنَا عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من أَيْنَ أَقْبَلْتَ قال من أهلي وَوَلَدِى وعشيرتي قال فَأَيْنَ تُرِيدُ قال أُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال فَقَدْ أَصَبْتَهُ قال يا رَسُولَ اللَّهِ علمني ما الإِيمَانُ قال تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وان مُحَمَّداً رسول اللَّهِ وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ قال قد أَقْرَرْتُ قال ثُمَّ ان بَعِيرَهُ دَخَلَتْ يَدُهُ في شَبَكَةِ جُرْذَانٍ فَهَوَى بَعِيرُهُ وَهَوَى الرَّجُلُ فَوَقَعَ على هَامَتِهِ فَمَاتَ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَىَّ بِالرَّجُلِ قال فَوَثَبَ إليه عَمَّارُ بن يَاسِرٍ وَحُذَيْفَةُ فَأَقْعَدَاهُ فَقَالاَ يا رَسُولَ اللَّهِ قُبِضَ الرَّجُلُ قال فَأَعْرَضَ عنهما رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قال لَهُمَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَا رَأَيْتُمَا إعراضي عَنِ الرجلين فإني رأيت مَلَكَيْنِ يَدُسَّانِ في فيه من ثِمَارِ الْجَنَّةِ فَعَلِمْتُ انه مَاتَ جَائِعاً ثُمَّ قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هذا والله مِنَ الَّذِينَ قال الله عز وجل ( الَّذِينَ آمَنُوا ولم يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) قال ثُمَّ قال دُونَكُمْ أَخَاكُمْ قال فَاحْتَمَلْنَاهُ إلى الْمَاءِ فَغَسَّلْنَاهُ وَحَنَّطْنَاهُ وَكَفَّنَّاهُ وَحَمَلْنَاهُ إلى الْقَبْرِ قال فَجَاءَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتى جَلَسَ على شَفِيرِ الْقَبْرِ قال فقال ألحدوا وَلاَ تَشُقُّوا فان اللَّحْدَ لنا وَالشَّقَّ لِغَيْرِنَا مسند الإمام أحمد 4 /359 برقم 19199.
وعن زِيَادِ بن خَيْثَمَةَ عن أبي دَاوُدَ عن سَخْبَرَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم من أعطى فَشَكَرَ وابتلى فَصَبَرَ وَظَلَمَ فَاسْتَغْفَرَ وَظُلِمَ فَغَفَرَ ثُمَّ سَكَتَ فَقَالُوا يا رَسُولَ اللَّهِ مَالَهُ قال أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) المعجم الكبير 1 /138 ، برقم 6613 
2 – بالإضافة إلى الإيمان فلا بد من العمل الصالح : 
قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) المائدة (69)
وإذا كان الإيمان والعمل الصالح من أسباب حصول الأمن في المجتمع فإنهما أيضا من أسباب حصول التمكين للأمة الإسلامية بالإضافة إلى تبديل الخوف بالأمن ، قال تعالى ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) الآيتان من سورة النور.
3 – الإيمان والإصلاح : قال تعالى (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) الانعام (48)
4 – التقوى والإصلاح : قال تعالى (يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) الاعراف (35) 
فالتقوى يستحق صاحبها معية الله وتيسيره ، قال تعالى ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) وقال ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) وقال ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) 
5 – موالاة الله عز وجل : قال تعالى (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) الآيات من سورة يونس .
6 – الإيمان والاستقامة : قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14)
وقال تعالى مخاطبا نبيه عليه الصلاة والسلام ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ) وقال النبي عليه الصلاة والسلام لمن سأله أن يقول له قولا في الإسلام لا يسأل عنه أحدا غيره فقال له ( قل آمنت بالله ثم استقم )
7 – الإسلام والإحسان : قال تعالى ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة (112) وقال عليه الصلاة والسلام ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) والمحسن في معية الله ومحبته ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) وقال ( والله يحب المحسنين )
8 – الإنفاق في سبيل الله : قال تعالى ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة (262)
وقال تعالى ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة (274)
9 – الامتثال لأمر الله ورسوله : حينما امتثل المسلمون لأمر الله ورسوله والتزموا بتنفيذ عهدهم مع الكفار في صلح الحديبية كانت النتيجة أن نزل قول الله تعالى مبشرا إياهم بدخول مكة آمنين : قال تعالى (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ) الفتح (27)
10 – العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع : فإذا أحست جموع الناس بالعدل وأخذ كل فرد حقه ، وكان الجميع سواء ، فإن ذلك يحقق الأمن والأمان بين جموع الأفراد ، أما عندما يختل ميزان العدل ، ويثري حفنة من الناس على حساب باقي الشعب ، فينهبون الثروات والوظائف ، وباقي شباب الأمة لا يأخذون شيئا ، لا وظائف ، ولا حقوق ، ولا أي دعم مادي أو معنوي ، وينتشر الظلم بين بني البشر فإن ذلك مظنة لاختلال الأمن .
وعندما ساد العدل البشر في حكم عمر بن عبد العزيز وشبعت كل الأفواه وأخذت حظها من بيت المال ، أمنت جموع الناس ، حتى إن الذئاب كانت ترعى مع الأغنام ، ولا تعتدي عليها .
ومن ثم فتنفيذ أوامر القرآن والسنة وتحقيق مراد الله فيهما هو أكبر سبيل لتحقيق الأمن لهذه الأمة وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن قَيْسٍ عن خَبَّابٍ قال أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو في ظِلِّ الْكَعْبَةِ مُتَوَسِّداً بُرْدَةً له فَقُلْنَا يا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لنا وَاسْتَنْصِرْهُ قال فَاحْمَرَّ لَوْنُهُ أو تَغَيَّرَ فقال لقد كان من كان قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ له حفرة وَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ على رَأْسِهِ فَيُشَقُّ ما يَصْرِفُهُ عن دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ ما دُونَ عَظْمٍ من لَحْمٍ أو عَصَبٍ ما يَصْرِفُهُ عن دِينِهِ وَلَيُتِمَّنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى هذا الأَمْرَ حتى يَسِيرَ الرَّاكِبُ ما بين صَنْعَاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ لاَ يَخْشَى إِلاَّ اللَّهَ تَعَالَى وَالذِّئْبَ على غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ " 
جاء في حلية الأولياء :" قال عبدالواحد بن زيد سألت الله ثلاث ليال أن يريني رفيقي في الجنة فرأيت كأن قائلا يقول لي يا عبدالواحد رفيقك في الجنة ميمونة السوداء فقلت وأين هي فقال في آل بني فلان بالكوفة قال فخرجت إلى الكوفة فسألت عنها فقيل هي مجنونة بين ظهرانينا ترعى غنيمات لنا فقلت أريد أن أراها قالوا أخرج إلى الخان فخرجت فإذا هي قائمة تصلي وإذا بين يديها عكازة لها فإذا عليها جبة من صوف مكتوب عليها لا تباع ولا تشترى وإذا الغنم مع الذئاب لا الذئاب تأكل الغنم ولا الغنم تفزع من الذئاب فلما رأتني أوجزت في صلاتها ثم قالت ارجع يا ابن زيد ليس الموعد ههنا إنما الموعد ثم ، فقلت لها : رحمك الله وما يعلمك أني ابن زيد فقالت أما علمت أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ، فقلت لها :عظيني ، فقالت : واعجبا لواعظ يوعظ ، ثم قالت يا ابن زيد إنك لو وضعت معاير القسط على جوارحك لخبرتك بمكتوم مكنون ما فيها يا ابن زيد إنه بلغني ما من عبد أعطي من الدنيا شيئا فابتغى إليه ثانيا إلا سلبه الله حب الخلوة معه ويبدله بعد القرب البعد ، وبعد الأنس الوحشة ، ثم أنشأت تقول 
يا واعظا قام لاحتساب - يزجر قوما عن الذنوب
تنهى وأنت السقيم حقا - هذا من المنكر العجيب
لو كنت أصلحت قبل هذا - غيك أو تبت من قريب 
كان لما قلت يا حبيبي - موقع صدق من القلوب 
تنهى عن الغي والتمادي - وأنت في النهى كالمريب
فقلت لها إني أرى هذه الذئاب مع الغنم ، لا الغنم تفزع من الذئاب ولا الذئاب تأكل الغنم فإيش هذا ؟ فقالت إليك عني ، فاني أصلحت ما بيني وبين سيدي ، فأصلح بين الذئاب والغنم " حلية الأولياء ج6 / 158 وما بعدها 
11 – القضاء على البطالة : إن توفير فرص عمل للشباب في شتى مناحي الحياة المختلفة من شأنه أن يشغلهم بالحق عن الباطل ، وبالحلال عن الحرام ، فإن لم يجد ملايين الشباب فرص عمل كي يعفوا أنفسهم عن الحرام ، ويبنوا بيوتا آمنة لهم ، فلا شك سيتجهون لطريق الحرام للحصول منه على ما يريدون وبأقصر الطرق .
ومن ثم يجب على الدولة أن تعمل وفق خطط إستراتيجية معينة بإنشاء العديد من المصانع كي تستثمر طاقات هؤلاء الشباب من ناحية ، وكي تحقق عائدا اقتصاديا يخدم المجتمع بوجه عام ، وبهذا نقضى على البلطجة ، ونحقق عدالة اجتماعية بين الأفراد بما ينعكس على المجتمع وأمنه وأمانه . 
رابعا _ الأسباب المزيلة لنعمة الأمن والموجبة لتحقق الخوف :
1 – جحود نعمة الله عز وجل والكفران بآلائه : من أمثلة ذلك في القرآن الكريم ما يأتي :
- قال تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (113) الآيتان من سورة النحل
قال ابن كثير " مثل أريد به أهل مكة فإنها آمنة مطمئنة مستقرة يتخطف الناس من حولها ومن دخلها كان آمنا لا يخاف كما قال تعالى ( وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا )
2 – الإعراض عن منهج الله عز وجل : 
ومن أمثلة ذلك ما ذكره الله عز وجل بقوله في شأن أهل سبأ وأصحاب الحجر حيث أعرضوا عن منهج الله فبدل الله أمنهم خوفا .
(أ) قال تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ (18) الآيات من سورة سبأ
(ب) وقال تعالى : ( وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآَتَيْنَاهُمْ آَيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84) الآيات من سورة الحجر.
قال الشوكاني :" الحجر اسم لديار ثمود قاله الأزهرى وهى ما بين مكة وتبوك وقال ابن جرير هى أرض بين الحجاز والشام وقال المرسلين ولم يرسل إليهم إلا صالح لأن من كذب واحدا من الرسل فقد كذب الباقين لكونهم متفقين فى الدعوة إلى الله وقيل كذبوا صالحا ومن تقدمه من الأنبياء وقيل كذبوا صالحا ومن معه من المؤمنين 
( وآتيناهم آياتنا ) أى الآيات المنزلة على نبيهم ومن جملتها الناقة فإن فيها آيات جمة كخروجها من الصخرة ودنو نتاجها عند خروجها وعظمها وكثرة لبنها ( فكانوا عنها معرضين ) أى غير معتبرين ولهذا عقروا الناقة وخالفوا ما أمرهم به نبيهم . فكانت نتيجة الإعراض أن أخذتهم الصيحة مصبحين .
3 – الإشراك بالله : ذلك إن انتشار الشرك بالله سواء كان شركا أكبر ، أو أصغر كالرياء والنفاق ونحوه من شأنه أن يبعد الناس عن ربهم ، ويجلب عليهم سخطه .
4 _ عدم التقوى : إن انتفاء التقوى والمتقين عن المجتمع من شأنه يوجد أشخاصا لا يخافون الله عز وجل ، فيستحلون المحرمات ، ويتخذون آيات الله هزوا ، ويجعلون كتاب الله وراءهم ظهريا ، وكل هذا من شأنه أن ينشر الفساد والإفساد في الإرض .
5 – عدم القيام بالأعمال الصالحة النافعة في المجتمع : فقد انتشرت الأيدي العابثة ، وامتلأت الشوارع بالقمامة والقاذورات ، وانتشر فساد البشر ، قال تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لعلهم يرجعون )
6 – عدم الاستجابة لأمر الله ، ولأمر رسوله : إن أكبر الأشياء التي تعجل سخط الله يحيق بالعبد هو معصية الله سبحانه ، وعدم شكر نعمه وآلائه ولذلك يقول البعض : إذا كنت في نعمة فارعها – فإن المعاصي تزيل النعم – وحطها بطاعة رب العباد – فرب العباد سريع النقم .
7 – محاربة الله ورسوله : من خلال انتشار المعاملات الربوية المحربة وغيرها قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) الآيات من سورة البقرة .
ومن القتل ومن خلال السرقة ، دون تطبيق شرع الله عليهم قال تعالى (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) الآيتان من سورة المائدة .
8 – البخل بالمال وعدم الإنفاق في سبيل الله عز وجل والتولي عن أمر الله في الإنفاق شر عظيم قال تعالى ( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) الحديد (24)
وقال تعالى (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) آل عمران (180) 
وقال تعالى (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ) النساء (37)
وانتشار أكل أموال الناس بالباطل ، واكتناز الذهب والفضة وتضييع حقوق الفقراء والمساكين شر عظيم على الأمة قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) ) الآيتان من سورة التوبة .
خامسا _ الأمن نعمة يسبغها الله على عبادة المؤمنين في أحلك الأوقات ليثبت بها قلوبهم : 
من ذلك ما جاء في كتابه العزيز في حال المسلمين في غزة بدر ، حيث غشى الله المؤمنين الناس بالنعاس كنوع من الأمن لهم قال تعالى ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) الآيات من سورة الأنفال .
قال الشوكاني في الفتح " وهذه الآية تتضمن ذكر نعمة أنعم الله بها عليهم وهى أنهم مع خوفهم من لقاء العدو والمهابة لجانبه سكن الله قلوبهم وأمنها حتى ناموا آمنين غير خائفين وكان هذا النوم فى الليلة التى كان القتال فى غدها قيل وفي امتنان الله عليهم بالنوم فى هذه الليلة وجهان أحدهما أنه قواهم بالاستراحة على القتال من الغد الثاني أنه أمنهم بزوال الرعب من قلوبهم "
سادسا _ الخوف وعدم الأمن ابتلاء من الله لعباده ليمحص قلوبهم تارة ، وليردهم إليه تارة أخرى ومن أمثلة ذلك ما يأتي :
1 – قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) الآيتان من سورة الرعد قال الشنقيطي :" ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي يرى خلقه البرق خوفاً وطمعاً . قال قتادة : خوفاً للمسافر يخاف أذاه ومشقته ، وطمعاً للمقيم يرجو بركته ومنفعته ويطمع في رزق الله . وعن الحسن : الخوف لأهل البحر ، والطمع لأهل البر . وعن الضحاك : الخوف من الصواعق والطمع في الغيث ." 
2 – وبعض الناس بدلا من أن يتعظ بفقدان نعمة الأمن ، فإنه يزداد طغيانا قال تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ) الإسراء (60) 
قال ابن كثير :" قال قتادة إن الله تعالى يخوف الناس بما شاء من الآيات لعلهم يعتبرون ويذكرون ويرجعون ذكر لنا أن الكوفة وجفت على عهد ابن مسعود رضي الله عنه فقال يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه وهكذا روى أن المدينة زلزلت على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرات فقال عمر أحدثتم والله لئن عادت لأفعلن ولأفعلن وكذا قال رسول الله في الحديث المتفق عليه " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله عز وجل يخوف بهما عباده فإذا رأيتم ذلك فأفزعوا إلى ذكره ودعائه وإستغفاره ثم قال يا أمة محمد والله ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا "
3 – ابتلاء قدرات المسلم على التحمل بحصول الخوف لبعض المسلمين قال تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) البقرة (155)
4 – ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )
سابعا _ الأمن دعوة الخليل إبراهيم للبيت الحرام وأهله :
ولقد ذكرا الله امتنانه على مكة وأهلها بنعمة الامن في آيات كثيرة منها : 
1 _ قوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ابراهيم (35)
2 – وقوله تعالى ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ) العنكبوت (67)
3 – وقوله تعالى ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) البقرة (125)
4 – وقوله تعالى ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) البقرة (126)
5 – وقوله تعالى ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا ) آل عمران (96 – 97 )
6 _ وقوله تعالى ( لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) ) سورة قريش .
7 - وَعَنْ ابن عَبَّاسٍ قال قال رسول اللَّهِ يوم فَتْحِ مَكَّةَ إنَّ هذا الْبَلَدَ حَرَامٌ حَرَّمَهُ اللَّهُ يوم خَلَقَ السماوات وَالْأَرْضَ فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وأنه لم يَحِلَّ الْقِتَالُ فيه لِأَحَدٍ قَبْلِي ولم يَحِلَّ لي إلَّا سَاعَةً من نَهَارٍ فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مُتَّفَقٌ على أَرْبَعَتِهِنَّ .
8 - وَعَنْ عبد اللَّهِ بن عُمَرَ أَنَّ النبي قال إنَّ أَعْدَى الناس على اللَّهِ عز وجل من قَتَلَ في الْحَرَمِ أو قَتَلَ غير قَاتِلِهِ أو قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَلَهُ من حديث أبي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ نَحْوُهُ .
9 – إن من ارتكب جريمة القتل ثم لجأ إلى الحرم لا يقتص منه فيه ولهذا قال ابن عمر :" لو وَجَدْتُ قَاتِلَ عُمَرَ في الْحَرَمِ ما هُجْتُهُ " أي ما روعته .
وقال ابن عَبَّاسٍ في الذي يُصِيبُ حَدًّا ثُمَّ يَلْجَأُ إلَى الْحَرَمِ يُقَامُ عليه الْحَدُّ إذَا خَرَجَ من الْحَرَمِ "
ثامنا _ هل يعني ما سبق تجنب الحيطة والحذر في أمور الحياة أم ماذا ؟
ليس معنى ما ذكر أن يتجنب المرء حوادث الدهر ونوائبه ، بل على المرء أن يفر من قدر الله إلى قدر الله كما قال عمر رضي الله عنه ولا يلقي بنفسه في التهلكة ، ويعرض نفسه للمخاطر والمهالك ، وإنما على الأمة أن تأخذ حذرها في جميع أوقاتها ، فعلى المسلم ألا يتأخر منفردا لوقت متأخر من الليل لاسيما إذا كان معه نقود كثيره ، وألا يسير من طرق يسلكها قطاع الطرق وأهل البلطجة ، وأن يكون حذرا ، منتبها في جل أوقاته . 
يؤيد ذلك من القرآن ما يأتي 
1 - أمر القرآن المسلمين في الغزو أن يخرجوا جماعات متفرقة تارة ، ومجتمعين تارة أخرى كنوع من الحذر قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا "
2 – ومن أهم النماذج لأخذ الحذر في الإسلام ما ورد في صلاة الخوف من عدم دخول المسلمين جميعا في الصلاة في وقت واحد ، وهم في أرفع عبادة وكل إنسان يتمنى أن يلقى الله مصليا ، ومع ذلك يعلم القرآن الكريم المسلمين الحذر من خلال صلاة الخوف أثناء مواجهة العدو فيقسمهم الإمام فرقتين فرقة تصلي معه وفرقة تحرس العدو قال تعالى " فَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا " النساء (102)
وصلاة الخوف أنواع كثيرة فإن العدو تارة يكون تجاه القبلة وتارة يكون في غير صوبها والصلاة تكون رباعية وتارة تكون ثلاثية كالمغرب وتارة تكون ثنائية كالصبح وصلاة السفر تارة يصلون جماعة وتارة يلتحم الحرب فلا يقدرون على الجماعة بل يصلون فرادى مستقبلي القبلة وغير مستقبليها ورجالا وركبانا " ابن كثير 1 /547 وفي كيفية صلاة الخوف تفصيلات وتفريعات كثيرة لا يناسب المقام ذكرها الآن ومن أراد فليرجع إليها في مظانها من كتب الفقه .
3 – فإذا انتهت حالة الخوف التي ألمت بالمسلمين وأوجبت عليهم الصلاة وفق كيفية معينة تنتهي معها حالة الحذر في الصلاة ويعود المسلمون في صلاتهم إلى سيرتهم الأولى قال تعالى ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ) النساء (103)
تاسعا _ الحلول المقترحة لمواجهة حالات البلطجة في ربوع مصر :
يمكن مواجهة حالات الانفلات الأمني التي تمر بها مصر من خلال المقترحات الآتية :
الاقتراح الأول :
1 – اللجان الشعبية : بحيث يقوم شباب كل قرية أو مدينة على مستوى الجمهورية بتنظيم أنفسهم ، وذلك من لجان مسئولة كالمجالس المحلية أو القروية بعمل تنظيم لهؤلاء الشباب بحيث يتناوبون من خلال ورديات معينة ومتتابعة لتأمين مداخل البلاد ومخارجها على مستوى الجمهورية . 
2 – تقوم هذه اللجان يتفتيش السيارات التي تدخل وتخرج كل قرية أو مدينة وأي سيارة يشتبه فيها أو فيمن يركبها يتم تسليمه للسلطات 
3 – هذه اللجان لابد من تزويدها بالأسلحة اللازمة التي تمكنها من السيطرة على حالات الخروج على القانون بحيث تكون من القوة عددا وعددا ، بما يسمح لها من السيطرة على من يخرج عليها ، وتكون مدججة بالسلاح لإخافة كل من تسول له نفسه بالقيام بعمل إجرامي .
4 – لا بد من تعاون كل فئات الشعب مع هذه اللجان حتى يتسنى لها النجاح في مهمتها . 
الاقتراح الثاني :
1 – تقوم الدولة بقبول دفعات متتابعة من حملة المؤهلات العليا والدبلومات الفنية وغيرهم بعدد كبير بحيث يتبعون الشرطة العسكرية مباشرة ، وتقوم الشرطة العسكرية بعد تدريبهم لفترة معينة بتوزيعم على مستوى الجمهورية بحيث يقود كل مجموعة أو تشكيل من هذه التشكيلات ضابط من الضباط المحترفين ومعه من يساعده ويتم نشر هذه القوات على الطرق ومداخل المحافظات والمدن والقرى ، ومن خلال أكمنة ثابتة ، وتقوم بتفتيش كل من يمر بها لضبط كل الخارجين على القانون ومن يشتبه في قيامهم بأعمال بلطجة وتسليمهم للسلطات لاتخاذ اللازم بشأنهم .
2 – هذه القوات يجب أن تخرج مدججة بالسلاح ، والعربات المصفحة بحيث تبث الرعب والخوف في نفوس كل الخارجين على القانون 
الاقتراح الثالث :
1 - تقوم الدولة بعمل إعلان عن قبول ضباط من خريجي كلية الحقوق والشريعة والقانون دفعات 2008 وحتى 2012 م من الحاصلين على تقدير جيد بما لا يقل عن عشرين ألف ضابطا أو أكثر حسب الحاجة ، ويخضعون للتدريب لمدة ستة أشهر ثم يتم نشرهم مع الضباط القدامي الذين يحبون الوطن ويهدفون إلى استقراره ، ويتم نشرهم على كل الطرق على مستوى الجمهورية وفق الضوابط سالفة الذكر في الاقتراح الثاني .
2 – على أن تقوم الدولة بإحالة المتقاعسين عن العمل من ضباط الشرطة إلى الاستيداع ، تباعا وفق جدول زمني معين ، ويحل محلهم الضباط الجدد .
3 – يمكن من خلال كليات الشرطة تخريج عدد من الدفعات وفق آلية يتم فيها تخريج الضباط في وقت أسرع من ذي قبل ، بحيث يتم تخريج عدد لا بأس به من هؤلاء الشباب ، مع من تم أخذهم من خريجي الحقوق ، مع الراغبين في العمل والمخلصين من رجال الشرطة الشرفاء ، كل ذلك يمكن من خلاله ضبط الأمن في الشارع المصري .
الاقتراح الرابع : 
1 - لا بد مع كل الاقتراحات سالفة الذكر من مواجهة البؤر الإجرامية والمناطق المشبوهه والمعروفة بإيوائها للبلطجية ، والمجرمين للقضاء عليهم ، وتحويلهم إلى المحاكمات .
2 – لا بد أيضا من القبض على المجرمين الهاربين إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير والذين ضجت بهم جموع الشعب المصري ، وهؤلاء معروفون لدى رجال الشرطة من خلال بياناتهم وسجلاتهم المدونة في سجلات الدولة .
3 – لا بد من توعية جموع الشعب من خلال وسائل الإعلام المختلفة مرئية أو مسموعة أو مقروءة ، بأهمية دور رجل الشرطة ، وأهمية التعاون معه حتى يمكن إرجاع منظومة الأمن بشكل محترم ، يحفظ كرامة المواطن وأمنه ، وفي نفس الوقت يحترم هيبة رجل الشرطة ، وهيبة الدول على وجه سواء.
من خلال ما تقدم إذا خلصت النوايا وتم تطبيق هذه المقترحات أو بعضها ، وتعاونت قوى الدولة مجتمعة ، من جيش ، وشرطة ، ولجان شعبية ، ومجالس محلية ، ووزارات وغير ذلك ، يمكن تحقيق الأمن والأمان الذي ينعكس أثره على شتى المناحي الأخرى ، الاقتصادية ، والتجارية ، وغير ذلك .
حمى الله الوطن ، وجعل مصر بلدا آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين .
-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق