Ads

كيف نرد على الاعتداءات المتكررة على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟


د.عبدالحليم منصور
أستاذ الفقه المقارن المشارك بكلية الشريعة والقانون - جامعة الأزهر

1 - بين الفينة والفينة يطلع علينا من يتطاول إما على الإسلام ، أو على رسول الإسلام ، محمد عليه الصلاة والسلام ، أو على المسلمين أنفسهم ويصفهم بأوصاف لا تليق ، وتتباين ردود الأفعال الصادرة عن المسلمين بين مرة وأخرى ، بين احتجاج ، وغضب ، وإدانة ، واستنكار لما حدث ، وربما بالمقاطعة لمنتجات بعض هذه الدول ، وربما بالتظاهر والتعبير عن الغضب وعدم الرضا ، ثم يهدأ الحال ، ثم ما يلبث أن يعود الاعتداء في صورة أخرى ، أو في شكل آخر .
2 - معنى ذلك أن وسائل الرفض التي انتهجناها لم تؤت ثمارها ، ولم تحقق أهدافها ، بل ولم يعرها من يعتدون علينا أي اهتمام ، لماذا ؟ وما هي الطرق المثلى لمواجهة رد هذا العدوان ؟ 
3 – أما عن لماذا ؟ فالأسباب كثيرة ، فالمسلمون في الأعم الأغلب أمة ضعيفة ، أمة تذيلت قائمة الأمم في كل شيء ، في العلم ، في الانتاج ، في وسائل المعرفة وإنتاجها ، معظم شعوب الدول العربية والاسلامية شعوب غير متحضرة لا تهتم بالعلم ، ولا بالتكنولوجيا ، ولا بالمعرفة ، وتنتهك آدمية وحقوق الإنسان ، كما أن معظم هذه الشعوب لا تطبق تعاليم الإسلام ، والتزامها به التزام شكلي ليس أكثر من ذلك ، فهناك الملايين من يسكنون القبور ، وأيضا الملايين من يسكنون العشوائيات ، والملايين ممن هم تحت خط الفقر ، والملايين ممن لا يعملون ويعانون البطالة ، والملايين من المرضى بالأمراض المزمنة ، والملايين ممن يعيشون حياة الاستبداد والقهر ، والملايين ممن يعيشون حياة الجهل والأمية ، فأنى يحترم أولئك هؤلاء ؟؟!!!!
4 – أما عن كيفية رد هذا العدوان ؟؟ فبالإضافة إلى كل ما يفعله المسلمون الآن من ردود أفعال تقليدية اعتدنا عليها ، واعتادوا هم عليها منا ، مع تقديري لكل ما يتم من تظاهر ، ومقاطعات للمنتجات ، واحتجاجات ، وكلها أمور تقليدية ، لكن لابد من وجود حلول غير تقليدية فما هي هذه الحلول .؟؟
5 – الذي يبدو لي أنه لا بد من أن نضع خططا متعددة ومتنوعة في شتى المجالات ، مجالات العلم والمعرفة الحديثة ، مجالات الصحة ، والمجال الاقتصادي ، ومجالات التقدم في شتى مناحي الحياة ، مجال القوة ، هذه الوسائل عندما نتسلح بها ، ونتقدم في مجال العلم ، والاقتصاد ، والصحة ، وغير ذلك سنكون في نظر العالم أجمع أمة محترمة ، يقام لها وزن ويعمل لها ألف حساب .
6 – عندما يكون سلوكنا مطابقا للإسلام ، وأخلاقنا مطابقة للإسلام ، وكل تصرفاتنا مطابقة للإسلام ساعتئذ سيحترم الغرب رسول الله ، والإسلام ، والمسلمين ، لأننا احترمنا رسولنا فطبقنا ما جاء به واتبعناه بحق ، ولأننا نعمل بما جاء به من تعاليم للإسلام ، وسيحترموننا لأننا نحترم أنفسنا .
7 – إذا لم نعمل لأنفسنا خططا لتطوير أوضاعنا في شتى المجالات سنظل قابعين في ذيل القافلة ، ولن يعمل أحد لنا أي حساب ، أما إن طورنا أنفسنا وسلوكياتنا ، وجعلنا العلم والمعرفة والتكنولوجيا هي غايتنا في المرحلة المقبلة ، والتزمنا بتعاليم ديننا فلا شك أنه سيأتي اليوم الذي يحترم فيه العالم أجمع الإسلام ، والمسلمين ، ورسول الإنسانية . 
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
حمى الله الوطن ، وجعل مصر بلدا آمنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين . اللهم آمين
-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق