Ads

حقوق وواجبات السمع والطاعة بين الحاكم والمحكومين!

بقلم الكاتب: محـمد شـوارب
لقد فرض عليِّ الواقع أن أكتب وبكل جراءة، ليس حباً في أشخاص أو لأشخاص بعينهم أو حباً لمنصب معين، لكني قد كرست قلمي وفكري وإحساسي وشعوري نحو وطني الحبيب، إنني أدافع عن وطني الذي عاش ومر بظروف قاسية عاتية منذ حوالي أربع سنوات مضت، تضاربت فيه الأقوال والأفعال والآراء، وفي ذلك الحين أغفل الناس في الوطن، وحارب الأخ أخاه وكاد أن يقاتله في وطن واحد، سواء كان مدافعاً لا مهاجماً وضاع الخُلق الذي هو المسؤول أمام ضميره ووطنه عما يجب وعما يفعل. فالجلجلة والشرر والصرخة التي صرخها الأبي في وجه من يحاول مساومته على خيانة وطنه، أو ممالأة عدوه، قد أحدثت ضجة المساوم والأبي.
لقد وضع رسولنا (صلى الله عليه وسلم) نظم متجاوبة وجعل القيام بها والعمل من معالم التقوى، فإنه لن يستقر حكم ولن تصان دولة أو وطن إلا إذا سادتها الطاعة والنظام والقانون. فقوانين السمع والطاعة التي سنها لنا الإسلام ووضعتها نظم أخرى وطبقتها بصرامة لم يقصد بها إلا حفظ المصلحة العليا للوطن والمواطن، ولم يفترض في الأطراف التي تمثله إلا قيادة راشدة واعية تنطق بالحكمة والعدل وتصدع بالحق وتأمر بالخير، وبهذا تنتظم دورة القانون في الوطن، بل الأمة، كما تنتظم الدورة الدموية في جسم الإنسان، فتستقيم الحياة وتستقر الأوضاع.
(فأولى الأمر منكم)، فهو محل إحترام عامة.. ويقول ابن عمر رضى الله عنهما، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة). من خلال مفهومنا للحديث الذي يحمل رؤية واضحة، رئيس لا يأمر بمعصية، ولكنه رئيس أو حاكم قيادي يبني ويعمر وهدفه الأول والأخير هو وطنه وشعبه وناسه، ويبكي أمامك عما يحدث ويحارب الإرهاب هنا وهناك، لا ينام، ساهراً على مصلحة الوطن والشعب، لكن هل نفهم ونعي ذلك؟ (مع الاحترام). إن هذا الرئيس جاء ليحمل أعباء الماضي والآخرين، يجتهد ويبني ويعمر في الأرض، إذا ما طلب منا الصبر حتى ينال كل مواطن غرضه وهدفه من الحياة والأمن والاستقرار والعدالة والمعيشة التي يحلم بها، حارب منافذ الفتن التي قد عمت البلاد، وتؤرثت نار الفتنة في كيان الوطن. 
فالمجتمع هو الكتلة والكلية العامة التي يعيش ويلجأ على أرضها وكنفها هذا المجتمع الإنساني، كلما أزمته أزمة، أو نزلت به نازلة، ولكن المجتمع والوطن هو المطلع الذي يشرق منه شمس الرحمة الإلهية على هذا الكون، فتغير ظلماءه، وتكشف غماءه، فالحكم العادل الذي يمثله هذا الرئيس هو الذي يفصل في قضايا المجتمع، بل المجتمعات البشرية حين ينقسم شعبه وتنفصم عروتها، ويدب دبيب العداوة والخصومة والبغضاء بين أهل الوطن الواحد.
.. ما بالك عزيزي القارئ وهذا الرئيس يقولها بالحرف الواحد: (أنا لا أوعادي أحد وليس لي خصومة مع أحد). فمن حقي هنا أن أقسو على جهلة يتطاولون على الوطن وهذا الرئيس يبغون الإجهاز عليه! فماذا يبقى للوطن من ضياع رجاله الذين يخدمون الوطن والشعب بإخلاص وبقدر المستطاع، فما أحقرهم والحط من شأنهم، طالما لم يخدموا الوطن بإخلاص، بلاشك أن الاضطراب الاجتماعي الذي نعانيه، إنما هو ينبع من العين الحمئة التي فقدت التعاون والبصيرة وقلة الاكتراث بشئون الناس فيما بينهم، فإن الشخص الذي لا تهيجه إلا منافعه الخاصة، ولايكترث  للمصلحة العامة شخص غير مرغوب فيه، شخص تشقى به البلاد والعباد، فعلينا جميعاً أن نخدم ونقف وراء هذا الرجل بقوة لصالح وطننا.
إنني أطلب وأطالب من عامة الشعب أن يطرحوا الأسمال العقلية والاجتماعية التي أزرت بهم وبنا جميعاً وبالوطن وحطت مكانتهم، أن ينصفوا الوطن من أنفسهم وضميرهم حتى يستطيع الوطن الإنطلاق في الأرض، فإذا كنا قد أخطأنا في الفهم من قبل، فينبغي أن نبادر إلى التصحيح في هذا الخطأ قبل أن تكرهنا الأحداث على تغييره علمياً وفكرياً.
فلنسعى جميعاً إلى إسعاد البشرية، وإسعاد وطننا المصاب بالألم والحسرة على ما فات، فلا تخاصم ولا تفرقه بين شخص يتبع جماعة معينة أو حزب معين.. كلنا مستقبل وطن وأمة.
إن وحدة شعبنا عندما تكون حقيقية، فوجب علينا أن تستمد وتصمد أمام كل الصعوبات والمشاكل أو أي ضغوط دون أن تنكسر، فالمجتمع يقوم على رجال يعرفون ويقدرون الله وحقه، وحق الحاكم عليهم. وبالعكس فالحاكم ينشغل بهذا وذاك ما فرض عليه من واجب، فإن الثمرة المثمرة في المجتمع تعم وتصل إلى كل امرئ وتعطي حقه الطبيعي دون ضجر أو جدل.
إن الناس بطبيعتهم غير صبورين.. وبالتالي يلجأ (البعض.. البعض) إلى انطباعات فردية لتكوين حكم سريع على الحاكم وفعاليته وهذا مفهوم خاطئ. فهذا الرئيس لا يجري وراء منصب أو امتياز لكي يمنحه القوة، وإنما يستمد قوته من شعبه، وفرضت عليه مسؤوليات وأعباء كبيرة وكثيرة، فواجبنا أن نقف معه ونسانده طالما أنه يعمر ويبني ويجري وراء الحلول والمشكلات قدر استطاعته، كيف لنا أن نتركه دون أن نمد له أيدينا، فعلاقة السمع والطاعة بين الحاكم والمحكومين تبنى على الحب والود، فهيا بنا جميعاً نقف ونساند وطن ورئيس ونجتهد في إسعاده، كما هو أيضاً يوفر لنا الراحة والسعادة أيضاً. 
محمد شوارب
كـاتب حـر