Ads

من الاعلام إلى التوك شو ياقلبى لا تحزن!!!



من الاعلام إلى التوك شو ياقلبى لا تحزن!!!
كتبت هيام محى الدين
هل توجد عقوبات على القنوات أو المذيعين ؛ الذين يهملون حق المواطن والمشاهد في مادة إعلامية محترمة ومحترفة ومهذبة تراعي القيم والأخلاق وشيوع البرامج والأخبار والمقالات والتعليقات التي تنتهك خصوصية الناس ؛ وتستبيح الخوض في أعراضهم واتهامهم بغير دليل في ذمتهم ووطنيتهم إلى درجة أن وصل الأمر ببعض المذيعين أن ينصب من نفسه قاضيا يوزع صكوك الوطنية على من يشاء ويسحبها ممن يشاء ؟
هل نجحت برامج «التوك شو» المصرية في الارتقاء بمستوى الحوار وطرح الرأي والرأي الآخر بشكل موضوعي بعيدا عن الإسفاف والإثارة أم أنها لم تعد سوى حلبة لصراع الديكة ومنبرا لحوار الطرشان لا يسمع من خلالها سوى الصراخ والمهاترات؟
يظن الكثير من الاعلاميين سواء فى الاعلام المقروء او المرئى ان الاندفاع غير المحسوب فى معارضة لشئ او تاييده يكون اكثر تاثيرا ويعتبرون ان الاعلى صوتا هو الاكثر نجاحا وانتشارا.
وأصبحت برامج "التوك شو" مرتعًا للقضايا الساخنة والمثيرة فقط والمشادات والخناقات بين الضيوف ، بل تحولت الى ساحة معارك يصفي من خلالها الاعلاميين حساباتهم مع بعضهم البعض لتتحول عن الدور المنوط بها القيام به وهو ما يدعونا الى ضرورة العودة الى ميثاق العمل الإعلامي التي غاب خلال هذه الفترة التي تشهد حالة من التسيب والانفلات الإعلامي الغير مسبوقة.
والمشهد الإعلامى يؤكد وجود حالة من الفوضى، وعدم المهنية فى الأداء ووجد عدد غير قليل فى البرامج تتصدر المشهد الإعلامى بممارسات انفعالية، وأحياناً بألفاظ لا تليق ووجود نوعية جديدة من الضيوف المنفلتين التى تتكرر استضافتهم فى كثير من البرامج ويوجهون الاتهامات لكل من يعارضهم دون أدلة أو شواهد وعدم الاتزان الانفعالى لبعض الاعلاميين حتى وصل الامر بهم بأنهم لا يضبطون كلماتهم ويستخدمون السب والقذف  ثم الطامة الكبرى في خداع المشاهدين حين تبيع الصحف والقنوات مساحات ورقية وزمنية لبرامج إعلانية على أساس أنها برامج إعلامية  خاصة فى الترويج لبعض أنواع الدواء ومجال الصحة، واستضافة الأطباء على انهم خبراء كبار فى مجالاتهم   أشكالًا مختلفة من نوعية هذه البرامج، مثلا يأتي المذيع أو المذيعة ليوجه الأسئلة إلى الطبيب أو يكون الطبيب نفسه هو مذيع الحلقات ويتناول الطبيب أو المذيع الأسئلة الشائعة في تخصص الطبيب أو في المجال الذي يعمل به سواء كان السمنة والأمراض الجلدية والعظام والأسنان إلخ، ليكون في ظاهر الأمر برامج تستهدف الفائدة العامة للمشاهدين وتزويدهم بمعلومات طبية ولكن باطن الأمر مختلف تمامًا، أغلب هذه البرامج مجرد بيزنس يتم بين القنوات والأطباء، الطبيب الذي يطل على الشاشة يدفع أموالًا لأنه بمجرد ظهوره على الشاشات يصبح مشهورًا، وبالتالي ستزداد قيمة الكشف التي يتقاضاها من المرضى.
وقد درج الإعلام المصرى فى السنوات الأخيرة على تلك المبالغات غير النظيفة سواء فى التأييد بلا منطق أو سند من الفكر والحقائق والقانون أو المعارضة الفجة المسفة التى تنحدر بإسلوب الحوار إلى مستوى القذف والسب مما يفقد الإعلام رسالته التنويرية وهدفه فى نقل الحقائق والأفكار والآراء والرؤى
والحل أن يعود الإعلام إلى الممارسة الموضوعية الهادئة والراقية فى عرض الآراء والأفكار ومناقشتها على أساس من القيم الراقية والحجة المجردة عن الهوى والبعد عن التشتت المقيت بالخطأ والمكابرة العنيدة فى الباطل , والإعلامى الحقيقى المؤثر فى المتلقى هو من يعلى شأن العقل ويخاطب الناس دون غرض أو سعى وراء منفعة زائلة فإذا استطعنا أن نجد أمثال هؤلاء الإعلاميين سيكون إعلامنا النظيف أكثر تأثيرا وأوسع انتشارا ونستطيع بحق أن نباهى به الأمم .
                                 هيام محى الدين