الاثنين، 1 يونيو 2015

مرآة جسدى

سحر عبد القوى

أرتدي الذكري...وترتدينى
في ثوب أمى
يتمجد الماضي في حزام 
جمع بين خصرها وخصري
كيف لها أن تعرف
أننى بعد سبعة وعشرون عاما
ستتطابق مقاساتنا
وأقدارنا 
ويرتدينى "فستانها"
المزروع بالورد البنفسجى؟
أمى...
"فستان" حاكته بيديها الشريفتين
تعبقت خيوطه برحيق أصابعها
وربما ببعض من دمائها
في مرحلة السراجة
عندما نسيت ارتداء "الخشتبان" في اصابعها
أكاد أري أمى 
وهى تفترش الجرائد،المقص،والدبابيس
على طاولة الطعام
لتعد "باترون" فستان 
تصنعه...ترتديه مرات معدودة 
ثم تقرر الاحتفاظ به لابنتها!
أمى...ثوب على جسدى
يعبر بنا التاريخ والعثرات والأوجاع
بأكمام فستان
تحملنى ذراعيها 
كيف تخيلتنى شابة؟
أمى...روائية التفاصيب
خيالية في خيوطها العابرة للزمن
بين الحقيقة 
وبين تفاصيل روايتها
فارق في الطول 
جعل الفستان
يكشف عن الفل المخبأ
تحت فروعه المخضوضرة
وتحت جوربي المعشوشب
أمى...فستانها رواية روايتنا
هو انعكاس تفاصيل تاريخنا المشترك
على مرآة جسدى